الأحد, 27 أبريل 2025

غرفة الأحساء تنّظم ورشة عمل “أبدأ مشروعك الصغير… وسط زخم وتفاعل ريادي كبير

اقرأ المزيد

02
وسط حضور كبير غير مسبوق اكتظت به قاعات غرفة الأحساء، انعقدت ورشة عمل “أبدا مشروعك الصغير… ولكن”، التي قدّمها المدرّب الدكتور نبيل شلبي مؤسس ورئيس دار المستثمر العربي للخدمات الاستشارية مؤخراً، بتنظيم من (مركز تطوير الأعمال الناشئة) بإدارة التدريب وتوطين الوظائف في الغرفة.
وجاءت الورشة التي استمرت زهاء ثلاثة ساعات متواصلة غنية بالمعلومات والارشادات والنصائح العامة والاستشارات الخبيرة في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة، حيث كشفت عن أهم سمات وصفات المستثمر الصغير، وكيفية توليد افكار المشاريع الريادية، وعرّفت بدراسة الجدوى وخطط العمل وأهم أسباب فشل المشاريع الصغيرة بالإضافة إلى طرق الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات في نجاح المشروعات الصغيرة وغيرها من المحاور الهامة.
وفي البداية، بيّن المحاضر الدكتور شلبي أن مصطلح رائد الأعمال الذي نعرفه حالياً موجود لدينا في حياتنا منذ عقود خلت ولكن بمسمي آخر وهو “الشخص العصامي”. لذا مهما اختلفت المسميات والتعريفات لرائد الأعمال، يظل الجوهر واحد وهو العمل بجد للوصول للنجاح، مشيراً إلى أن الكثيرين منا تأتيه أفكار رائعة ولكن الناجح هو من يقوم بدراسة فكرته ويستطيع أن يخرجها للنور في شكل مشروع واقعي كي لا تبقى حبيسه داخل ذهنه واحلامه.
وأوضح أنه يتجه لاستخدام مُسمَّى (المستثمر الصغير) للتعبير عن كل من يرغب في بدء مشروع خاص أو يمتلك مشروعاً بالفعل ويريد أن يديره بصورة صحيحة وسليمة لكونه يستثمر في ثلاثة أشياء هي ماله وجهده ووقته، وصغير لأنه (بالغالب) يحتاج رأس مال صغير نسبياً، كما أن أغلب تلك الشريحة من الشباب (وهم صغار نسبياً بالعمر)، مبيناً أنه من المهم أن يتسم الشخص بخصائص وسمات رائد الأعمال وأن لا ينتظر الفرصة الاستثمارية لاصطادها “صائد الفرص” بل يجب صناعتها من لا شيء ومن ثم تطويرها والإقدام عليها وتنفيذها والتفرغ لها والكفاح من أجل إنجاحها لتكون “صانع الفرص”.
وبيّن أن رائد الأعمال ليس شخص عبقري ولكنه إنسان يستطيع تحويل أفكاره وأحلامه مهما كانت صعبة إلى حقيقة بمعنى أنه الشخص الذي يستطيع تحويل فكرة ملهمة أو فرصة إلى مشروع ناجح، لافتاً إلى أنه ذلك الشخص الذي ينشئ عملاً حراً يتسم بالإبداع ويتصف بالمخاطرة، مؤكداً على أهمية الاسم التجاري وضرورة اعتماد اسم مختصر وواضح للمشروع وأن يكون مُستوحى من تراثنا العربي والإسلامي وأن يصبغه بهوية مميزة، وأن يتم اختياره على حسب ثقافة وسمات العملاء المستهدفين بمشروعك.
وأشار إلى أن رائد الأعمال يتميز بمجموعة من الصفات الشخصية من أهمها: رغبته في تحقيق حلمه أو هدفه الذي لا يتزحزح عنه مهما طال الوقت، الرغبة والقدرة علي خوض المخاطرة لتحقيق حلمه للوصول لهدفه، أن يكون الاهتمام بتحقيق النجاح لفكرته أو حلمه أكبر من اهتمامه بتحقيق الربح، وجود درجة عالية من الإبداع والمثابرة والقدرة على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه، اتخاذ قرار المخاطرة في سبيل تحقيق فكرة الحلم، التحرك والتقدم وفق خطة واضحة، القدرة على إدارة عوامل الإنتاج وتصميم هيكل المشروع وإداراته ومتابعته وتقويمه، وجود رؤية مستقبلية لتطوير ونمو المشروع بالإضافة إلى القدرة على تقييم الفرص والبدائل.
وحدّد المحاضر عشر سمات يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال ليصبح من الناجحين والمتميزين هي: قائد، مبادر، مبدع، مخطط، مخاطر، حاسم، متفرغ، واثق من نفسك، واعي لقيمة الوقت ومثابر، مبيناً كذلك أن هناك عشرة عناصر رئيسة وراء معظم التجارب الناجحة في ريادة الأعمال هي: التخطيط السليم، التعلم والتدريب، الطموح، المثابرة، التفرغ، الالتزام، المبادرة، المسؤولية، الابتكار، التقنيات الجديدة والتطبيقات الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك من التقنيات الحديثة الرائدة.
وقال إن التقليد الأعمى يعد أحد أهم أسباب فشل المشاريع الصغيرة وكذلك الجهل بتفاصيل المشروع وعدم دراسته وتحليله جيدًا وعدم التفرغ للمشروع وإهماله وايضا الاعتماد على أشخاص لسنا متأكدين من كونهم يستحقون الثقة لتسيير أمور المشروع بالإضافة إلى ضعف الشخصية الإدارية والقيادية وعدم الخبرة والالمام بالمهارات الرئيسية للمشروع مثل: التسويق، التخطيط، إدارة الشؤون المالية، ضعف أداء السوق، عدم توفر العمالة الفنية المدربة وغيرها
وقدّم الدكتور شلبي بعض النصائح لتوليد أفكار متميزة منها: تحويل هوايتك المفضلة لمشروع، اختلف عن الآخرين أفضل من تقليدهم، ابحث عن الأسواق الناشئة لأن بعض الأسواق الكبيرة تكون متشبعة بالصناعات والمنتجات، استغل الموارد الطبيعية الموجودة في بيئتك المحلية بدل من بيعها كمواد خام وكذلك اكتشف صناعات تولد وأخرى تموت وابتعد عن الصناعات التي تموت وتفشل واتجه للصناعات الرائدة الأكثر نجاحًا بالإضافة إلى فكرة العمل من المنزل بل وادارة مشاريعك الخاصة من هناك.
وفي ختام الورشة تم طرح عدد من المداخلات والأسئلة من المشاركين على المحاضر ثم جرى تكريمه من بدرع من قبل الغرفة.
والجدير ذكره أن الورشة هدفت إلى تعميق مفهوم العمل الحر وتنمية الحس التجاري وتأهيل شباب الأحساء لولوج عالم المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى نشر ثقافة الاستثمار وإتاحة الفرصة لشباب وشابات الأعمال بالأحساء لصقل وتمكين تجاربهم المتنوعة ومناقشة مشكلاتهم والتحديات التي تواجههم وسبل تعزيز مشاركتهم في النشاطات الاقتصادية المختلفة بالمنطقة.
يُشار إلى أن المحاضر الدكتور مهندس نبيل بن محمد شلبي والحاصل على درجتي دكتوراه الفلسفة في الهندسة الصناعية وتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة من كل من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية، يعد من بين أهم المتخصصين على مستوي العالم العربي في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، وله العديد من المؤلفات والكتب والإصدارات، أبرزها كتاب “ابدأ مشروعك ولا تتردد” (ستة طبعات) الذي تم اختيار كمقرر لطلاب السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود بالرياض.

ذات صلة



المقالات