الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اليابان تتعرض لهزات الزلازل بطريقة شبه دورية ومستمرة، والحقيقة ان كل ما في اليابان من مباني ومرافق و طرقات مهيأة لتتأقلم مع الهزات دون اي ارباك للحالة الاقتصادية والامنية والاجتماعية المعتادة، فالحياة تستمر ولا تتعطل طبعا الا اذا حدث شئ خارج عن المألوف عندهم كتسونامي. وبالمثل هناك دول اوربية تتعرض لأمطار غزيرة، وكل ما في هذه الدول مهيأة لتقبل هذا والتعايش معه دون اي تأثير او خلل. الشاهد ان الدول المتقدمة تتعايش مع طبيعتها المناخية وتهيأ كل شي لتقبله، وهذا امر طبيعي، وليس اختراع للذرة.
بلادنا صحراوية بطبيعتها، وهذا لاشك يجعلها معرضة لموجات غبار حادة مع معظم هبات الرياح، وحتى الاجزاء الغير صحراوية في بلادنا تتعرض لموجات غبار كثيفة لقربها من دول ذات طبيعة جغرافية متصحرة. ومع كل موجة غبار تمتلأ المنشآت والبيوت بالأتربة وكأن الأمر جديد ومستحدث على بلادنا، فلا شئ مهيأ لتقبل هذه الموجات ولا مواصفات بناء تأخذ في الحسبان هذه الطبيعة. مع ان موجات الغبار تسبب من الهدر ما لا يقل عن الهدر الذي تسببه درجات الحرارة في بلادنا، الا اننا تعاملنا مع درجات الحرارة بإمتياز، ويتضح هذا جليا في فرض العوازل على البيوت والمنشآت بصفة عامة، بل وبدونها لا يمكن توصيل الكهرباء.
ومع موجات الغبار تعطل ايضا بعض الأنشطة التجارية المهمة، وفي احيان تعطل المدارس، وهذا امر ينبغي معالجته لأنه ليس بالامر الطارئ علينا بل هو قديم قدم الحياة على ارض بلادنا. الحقيقة ان معالجة موجات الغبار يجب ان تكون في مواصفات المباني والمنشآت بالدرجة الأولى، لتكون بأعلى درجات مكافحة التسرب، وذلك حفاظا على مواردنا المائية بالدرجة الأولى ليقل استنزافها في ازالة الأتربة، وحفاظا ايضا على صحة السكان من هذه الحالة الطبيعية. مكافحة الغبار اسهل من مكافحة الزلازل واسهل من مكافحة الأمطار الكثيفة الدائمة، كل ما نحن بحاجة الية التفكير بروية وبطريقة غير اعتيادية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال