القيم السعودية 2030

يدرس حالياً عشرات الآلاف من الطلاب المبتعثين السعوديين في العديد من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك مقررات ومواد إضافية وورش عمل خلال الفترة التعريفية لإيضاح ما يسمى (القيم الأمريكية) أو American Values وهذه القيم وضعت وتم تحديثها على مدى أعوام طويلة من قبل مفكرين وحكماء أمريكيين، وكانت نبراساً وارشاداً لأجيال متلاحقة من الامريكيين.

ولأهميتها وقوة تأثيرها، حتى في السياسة، ظهرت القيم الأمريكية كإحدى أدوات نقد معسكر للآخر، عندما وجه بايدن اتهاماً بشكل واضح وصريح للرئيس ترامب؛ بأنه (مرّغ) القيم الأمريكية؛ وذلك في إشارة غير مباشرة إلى العنصرية في بعض تصريحاته. وهنا تظهر أهمية هذه القيم لدى المجتمع الأمريكي وبالتالي تأثيرها على العالم أجمع. 

وفيما يلي سأسرد توضيحاً لبعض هذه القيم التي كانت احد عوامل بناء هذه الأمة العلمية الاقتصادية (مترجمة من اللغة الانجليزية):
1-الفردية: وهي الاعتقاد بأن كل شخص فريد من نوعه وخاص “وحدة طبيعية أساسية”، التركيز على المبادرة الفردية، التأكيد على الحاجة إلى الاستقلال، استخدام التعبير الفردي، قيمة الخصوصية. 
2- المساواة: المجتمع المفتوح الذي يعامل الجميع بشكل مثالي، تقليص المسافات بين مستويات التدرج الهرمي للمجتمع، الغير رسمية بكل شيء. 
3- المادية: “الحق” في أن تكون جيدًا ومريحاً بدنياً، نحكم على الناس بممتلكاتهم. 

4- العلوم والتكنولوجيا: تقدير الأساليب العلمية، المصدر الرئيسي لخير البشرية، احد العوامل الرئيسية في التغيير. 
5- أخلاقيات العمل: العمل هو أساس الاعتراف بوجودك وسلطتك، الكسل يعتبر تهديداً للمجتمع، الترفيه هو مكافأة للعمل الشاق. 
6- المنافسة: بيئة تنافسية مشجعة، عقلية “كن الأول”. 
7- العمل التطوعي: الإيمان بأهمية مساعدة الآخرين (المتعلقة بمفهوم المساواة)، تحفيز العمل الخيري. 

وقد يواجهني سائل معترض بأن منظومة القيم السعودية قائمة على الكتاب والسنة وبالتالي لا نحتاج لوضع قيم أخرى (دنيوية) قد تتعارض مع القيم الدينية. وهنا أقول بثقة أن الدين الإسلامي جاء نوراً وهدى للعالم ومن يقول برجعيته إما جاهل أو احمق، على عكس ما يتم الترويج له لدى الغرب، فالاسلام جاء بالعدالة والمساواة والصدق والأمانة والمحبة والتعاضد وقبول الأخر وطاعة أولي الأمر، وهي قيّم قد تتفق الكثير منها مع القيم الأمريكية المستقاة قطعاً من الاديان السماوية، لذلك يجب أن ندرس هذه القيم جميعاً ضمن رؤية 2030 ولتكن مبسطة وموضحة بأمثلة ومتوافقة مع بنود الرؤية وقبل ذلك مستقاة من القرآن الكريم والهدي النبوي العظيم.