الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما الذي يجعل علامة تجارية رائدة في السوق، تحظى باحترام فئة كبيرة من العملاء مثل ((Energizer تفكر في صناعة جهاز هاتف جوال ؟؟ يحدث ذلك بالرغم من المعرفة التامة بأنها ليس لها أي مكان للمنافسة في هذا السوق، ولكنها بالنسبة لهذه الشركة قد تكون فرصة لاستعراض قوتها في صناعة بطارية قادرة على الصمود لأيام متواصلة دون أن تحتاج لإعادة شحن، فهل هذا سبب وجيه من وجهة نظرك؟ شاهدت مثل هذا المقطع المصور قبل عدة أسابيع، إلا أنني لم أعره أي اهتمام يذكر على اعتبار أنه ربما يكون مجرد استعراض لجودة تصنيع المنتح الذي تقوم هذه الشركة بتصنيعه. تشاء الظروف أن تطالعنا أخبار السوق بعد ذلك بفترة ليست بالطويلة بخبر مفاده أن الشركة تعمل على التجديد في عملية rebranding)) شاملة لتكون أكثر فرباَ من أذهان الجمهور في ظل المنافسة المحتدمة في هذه الصناعة. هذا الخبر ترك في ذهني الكثير من التساؤلات وأنا أحاول أن أربط بين الحادثتين. فعملية إعادة تجديد الهوية هذه جاءت بعد سنوات طويلة، ورغم انه يشمل الشعار والحملات الإعلانية والتغليف وحتى الرسالة، لكنني شخصياَ لازلت أجد أن هدف مثل هذه الصناعة أكبر بكثير. فالأرنب الصغير الذي صمم ليسهل من عملية رسوخ العلامة التجارية في أذهان العملاء يمكن أن يخرج بصورة جديدة تناسب التطور الحاصل من حوله. فلا يمكن أن يكون اليوم مقنعاَ للآخرين وهو يستعرض جودة هذا المنتج في أغلب الرسائل الموجهة دون الالتفات إلى عوامل أخرى بات الجميع يوليها الكثير من الاهتمام مثل المعايير بالبيئية. كذلك مسألة إلقاء الضوء على التقنيات الجديدة المستخدمة في التصنيع، وتطوير المواد الأولية، لا سيما ونحن نسمع بشكل متواصل عن الطاقة المتجددة ليعلم المستخدم البسيط إلى أين تتجه هذه الصناعة والفروقات بين المصادر المختلفة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فلا يفوتني أنني لازت إلى اليوم أذكر ذلك الفيلم القصير الذي حاول أن يبرز العلاقة بين الآلة والإنسان، ومحاولات مستميتة من رجل آلي لإنقاذ حياة إنسان باستبدال البطاريات أملا أن تدب فيه الحياة دون جدوى.
وفي سياق ذو صلة، فنحن على المستوى الشخصي نعمل جاهدين لتشكيل صور ذهنية لدى من نلتقيهم، تشبه إلى حد كبير ما تقوم به العلامات التجارية في الأسواق. فاللحظة التي تقرر فيها الظهور أمام الملأ بمظهر جديد، هي بمثابة قرار داخلي تقتنع به لترك انطباع جديد مختلف لدى الجمهور. وهو في الغالب يرتبط بنتيجة مرجوة من الطرف الآخر؟ البعض ربما يعتقد أن الصورة وحدها يمكن أن تكفي في إحداث الأثر، لكن ذلك في الحقيقة لن يستمر سوى لدقائق معدودة، وتبدأ بعدها عوامل أخرى في الظهور للعلن. ولا يمكن بحال من الأحوال أن يتشكل لدى من يلتقيك تصور عن قناعاتك وأفكارك ورؤيتك بمجرد النظر إلى صورة خارجية قررت أنها يجب أن تلازمك. لابد أن تدرك جيداَ أن الجمهور سيذكر طريقتك في عرض الأفكار ومعتقداتك، ولن يتوقف عند الصورة فحسب. هذه الثقة التي تجعل من حولك يلتفتون إلى ما تقول، ويقدرون وجهة نظرك حتى لو لم تكن مصيباَ تصنع تقلاَ يضيف لرصيدك بين الناس في كل يوم فعليك في كل الأحوال أن تهتم بها في ظل كل الظروف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال