الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد استراتيجية التوظيف لدى المنشآت من أهم العناصر في الحفاظ على محرك الإنتاجية في المنشأة ليعمل بفعالية، حيث إن توظيف الأشخاص المناسبين يدفع المنشأة إلى الأمام بالابتكار والخبرة. لكن قد لا يتعلق الأمر في بعض الأحيان بتوظيف مواهب جديدة من الخارج، إنما قد يكون في بعض الأحيان من الأفضل التوجه الى التعيينات من الداخل، وهو ما يطلق عليه التوظيف الداخلي.
في كثير من الأحيان يتم التغاضي عن ممارسة التوظيف الداخلي على الرغم من أن له العديد من المزايا، فإن عملية التوظيف المعتادة تأخذ وقتأ أقل بكثير، كما أن الراتب المبدأي للتوظيف الخارجي قد يزيد في المتوسط بنسبة 20% عن راتب المرشحين الداخليين الذين يعملون بالفعل في منشأتك.
من مزايا وفوائد التوظيف الداخلي أنه يحفز الموظفين الحاليين على بذل الجهد الإضافي للحصول على الترقية، وفي الوقت نفسه ربما يؤدي البحث الخارجي عن مرشحين لشغل مناصب عليا لتقليل عزيمة ورغبة الموظفون أصحاب الأداء العالي حيث يشعر بأنه يجب أن يكون في المرتبة التالية. في إحدى دراسات موقع Linkedin وجد أن 24% من الموظفين الذين كانوا يبحثون عن وظيفة جديدة أرجعوا الحافز الرئيسي للمغادرة أنه قد تم تجاهلهم للترقية من قبل صاحب العمل الحالي، ففي الوقت الذي أصبح معدل دوران العمالة مرتفع والتنقل بين الوظائف هو الأمر السائد، يمكن أن تؤدي استراتيجية التوظيف الداخلي إلى زيادة ولاء الموظفين بشكل كبير.
أيضا يعمل التوظيف الداخلي على تطوير ورفع مستوى الموظفين العاملين لديك، فالموظفين يشعرون بالملل والضجر من العمل بسبب عدم وجود فرصة لتعلم مهارات جديدة أو وجود تحديات في العمل. فلا يصح أن تصبح علاقة الموظف بالمنشأة مجرد تقديم خدمات مقابل الراتب، حيث لا يمكن أن تتوقع أن يستمر أي موظف في نفس المنصب مع القيام بنفس المهام لبقية حياته المهنية، فالموظفون يرغبون أيضاً في التعلم والنمو مع المنشأة. في دراسة أجرتها شركة جالوب للأبحاث وجد أن فرص التعلم والنمو واحدة من أهم ثلاثة عوامل في الحفاظ على الموفظين بالمنشأة خصوصاً جيل الألفية الجديدة.
مع التوظيف الداخلي لسنا بحاجة إلى بذل الجهد لإدماج موظف جديد، لكن ربما لا نزال نحتاج إلى تدريب المرشح لشغل المنصب الجديد، ومع ذلك يظل أقل بكثير من الجهد المبذول مع موظف جديد تماماً من الخارج. فقد وجدت دراسة من كلية وارتون للإدارة أنه بينما يتلقى المرشحون من الخارج رواتب أعلى، فإنهم يحصلون على تقييمات أداء أقل، كما يرجح أن يتم طرد المرشحون الخارجيين بنسبة أكبر من المرشحين الداخليين بـ 61%. فعندما ننظر أن هناك موظف يعمل في المنشأة منذ عدة سنوات، سيكون لدينا العديد من المعلومات والأفكار التي نحتاجها لمعرفة ما إذا كان تناسبه ثقافة المنصب الجديد أم لا.
يمكننا أن نتبع استراتيجية التوظيف الداخلي في الكثير من المواقف والتي تعتبر أفضل الحلول فيها، فعلى سبيل المثال عندما يكون لدينا ميزانية صغيرة لتوظيف مواهب جديدة وتدريبها، أو منصب يتطلب معرفة كبيرة بالمنشأة، أو منصب يتطلب مهارات متوفرة بالفعل ضمن مجموعة المواهب التي تعمل لدينا، كما تعتبر حلاً مثالياً في فترة أزمة لشغل منصب مهم بالمنشأة.
أخيراً نرى العديد من المنشآت تفوت فوائد ومزايا التوظيف الداخلي، والتي ربما تخسر بسبب ذلك الجهد والمال، أتمنى أن يكون هذا المقال يساعدك على تحديد أفضل الفرص لتطبيق التوظيف الداخلي وتحديد استراتيجية توظيف داخلي ناجحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال