الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تخيل أنك في يومٍ ما دخلت أحد المصاعد متوجهاً لأحد الطوابق وفجأة صعد معك شخصية هامة بالنسبة لك وترغب بتسويق ذاتك أمامه لإقناعه باختيارك كأحد فريق العمل لديه. المكوث في المصعد يتراوح تقريباً ما بين 30 – 120 ثانية منذ دخول هذه الشخصية للمصعد وحتى يشرع المصعد بابه عند الوصول لوجهته, لذا فالوقت محدود جداً لهذا اللقاء والذي سينتهي ربما بإعجاب هذه الشخصية بحديثك وتبادل قنوات التواصل بينكما لترتيب مقابلة شخصية معك للتعرف عليك بشكل أدق أو أنه سيغادر المصعد بدون ردة فعل وأنت لم تزل تسترسل في حديثك الذي لم ينتهي وبالتالي فقدت الفرصة التي أتيحت لك.
إنها مهارة حديث المصعد أو كما يسميها المجتمع الغربي “Elevator Pitch” والتي تستخدم بشكل واسع في مجتمع الأعمال للترويج عن منتج أو خدمة ما أو التسويق لذاتك من خلال إقناع الآخرين بما تملكه من مؤهلات وخبرات عملية ومهارات وذلك في وقت وجيز يتراوح ما بين 30 – 120 ثانية وهو الوقت المماثل لمكوث الشخص داخل المصعد ولذلك سميت بهذا الإسم ولكن لا يستلزم اللقاء أن يكون داخل مصعد فربما يكون في أحد المكاتب أو القاعات أو في أحد الأماكن العامة.
السؤال هنا والذي هو محور حديثنا في هذا المقال: ماهي الخطوات التي يجب عليك اتباعها للقيام بحديث مصعد فعال ومتميز يمكنك في النهاية من تسويق ذاتك وإقناع الطرف الآخر بما تملكه من مؤهلات وخبرات عملية ونحوها للوصول للهدف الذي تطمح إليه سواءاً كان الحصول على وظيفة أو الترقية لوظيفة ما أو منصب أعلى ونحوها.
أولاً: يجب عليك تحديد هدفك من هذا اللقاء, هل هو البحث عن وظيفة أم التطلع لمنصب أعلى أم الحصول على طلب ما وغيرها وبالتالي تبدأ بحصر الأفكار والبنود التي ستذكرها وطريقة سردها بحيث تكون جاذبة للطرف الآخر وتشد انتباهه.
ثانياً: تبدأ الحوار بالمصافحة وإلقاء التحية بابتسامة وبشكل مختصر كالسلام عليكم أو صباح الخير أو مساء الخير أو مرحبا ومن ثم تقديم اسمك مع الاحتفاظ بالألقاب.
ثالثاً: ابدأ بتسويق ذاتك في وقت وجيز وهي النقطة الأهم في هذا الحوار وذلك من خلال ذكر مؤهلاتك التعليمية وخبراتك العملية وأبرز مهاراتك التي تميزك عن غيرك وانجازاتك السابقة المتعلقة بالهدف الذي ترغب بالوصول إليه.
رابعاً: بانتهاء الخطوة السابقة وبعد استماع الطرف الآخر لكل ما ذكرته ربما يتبادر في ذهنه سؤالاً وهو ماهي القيم المضافة التي سيضيفها لفريق عملي. وهنا تأتي الخطوة التي لا تقم أهمية عن سابقتها وهي ذكر القيمة أو الفائدة التي ستضيفها للطرف الآخر عند حصولك على الهدف المطلوب.
خامساً: اختتم حديثك ببناء قنوات تواصل مستقبلية لتقديم نفسك بشكل تفصيلي سواءاً كانت من خلال ارسال سيرتك الذاتية أو رغبة الطرف الآخر في إجراء مقابلة شخصية لك مستقبلاً وذلك بتبادل بطاقة العمل ونحوها للتواصل.
وأخيراً يجب أن تتخلل هذه الخطوات بعض الممارسات الإيجابية المتعلقة بلغة الجسد كحركة الجسم وإيماءات الوجه والاتصال البصري ونحوها والتي تزيد من فرص جذب انتباه الطرف الآخر للحديث وانسجامه معه ورغبته في التعرف عليك بشكل أوسع.
ستحتاج الكثير من التدريب والممارسة لإتقان هذه المهارة فذكر الكثير في وقت قليل ليس بالأمر السهل. تمنياتي لكم بدوام التوفيق والنجاح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال