الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
علقت السوق المالية “تداول” امس سهمي البنك الأهلي التجاري ومجموعة سامبا بعد طلب ذلك من قبل البنكين حتى 28 يونيو قبيل إعلان البنكين عن حدث هام مرتقب مخلفا هذا الخبر هالة كبيرة داخل الحقل الاقتصادي السعودي وأصبح موضوع دمج البنوك موضوع الساعة. إذا انطلقنا من ماذا ستستفيد المملكة العربية السعودية من هذا الاندماج يمكن قول في هذا الخصوص ارتفاع رأس المال البنوك المندمجة سيجعلها أقل تأثرا وتعرضا للصدمات الاقتصادية بالإضافة الى إتاحة إمكانية كبيرة من ترويج الاستثمار داخل المملكة وكذلك إدارة العمليات بنجاح. كما ان الدمج البنكي سوف يساعد اقتصاد المملكة بتحفيز المستثمرين من أجل استثمار في البلاد إذ سيكون هذا الاندماج الأكبر الذي سيمر في تاريخ الخليج العربي لذا سيكون هذا حافز كبيرا للمستثمرين بالإضافة إلى أن اندماج البنك الاهلي وسامبا سيدعم بطريقة مباشرة مشاريع التنمية التي تنهجها البلاد خصوصا مشاريع رؤية 2030 والحد من اللجوء للقروض من المؤسسات الدولية الخاصة بالتمويل.
هذا الدمج المرتقب حصوله سيوفر السيولة المادية اللازمة لاقتناء الانظمة المتطورة عن كل البنوك الحالية لذلك ستكون الجودة في العمل اكبر واكثر احترافية وكذلك من أجل إثبات هذا الكيان الجديد نفسه وربح المنافسة المحلية. ومن جهة اخرى سيكون تقديم الخدمات التي يحتاجها العملاء بطريقة أفضل واسرع, والتركيز على تحسين جودة الخدمات. وهنا يستوقفني في هذا السياق تصريح طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لشركة نومورا أسيت مانجمنت الشرق عندما تم طرح عليه سؤال على ماذا سيستفيد العملاء من إدماج البنوك بصفة عامة؟ قال ”إن الاندماج يؤدي إلى قدرة أكبر على الاستثمار في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الباهظة”. ومن هذا المنظور، نتوقع أن يتم تحسين عروض البنك الجديد بشكل كبير، وأن يؤدي ذلك إلى مزيد من الكفاءة وانخفاض التكاليف.
إندماج البنوك لم يكن جديدا على غالبية الدول المتقدمة فبالرجوع إلى أمريكا في سنة 1998 كان الاندماج الشهير بين بنك ” باتكرز تراست ” وبنك دويتش الألماني في صفقة بلغت قيمتها ما يعادل 10 مليارات دولار م تم الدمج فيها بين بنكين من دولتين مختلفتين ، وإذا أخذنا فرنسا مثالا فتم دمج البنوك المحلية فيما بينها ، فسنجد انه بالدولة الفرنسية كان هنالك مايقارب 800 بنك محلي و مع مرور الزمن أصبحت 450 مؤسسة مصرفية، تم تقلصت حتى وصلت في السنوات الأخيرة إلى 30 بنك مصرفي ومؤسسة مصرفية. في ألمانيا عام 2000 شملت دمج أكبر البنوك الالمانية ” دريسدز بنك ” ودويتشه بنك ” وكانت قيمة الصفقة الكبيرة تقدر بـ 1.2 تريليون دولار
محليا حدثت عدة اندماجات لبنوك في المملكة العربية السعودية، المرة الأولى كانت سنة 1997 بين بنك القاهرة والبنك السعودي التجاري المتحد والمرة الثانية في 1999 استحوذ البنك السعودي الأميركي على البنك السعودي المتحد، فيما كانت الثالثة اندماج البنك الأول في البنك السعودي البريطاني “ساب”. وحدثت الاندماجات في أكثر من دولة، ففي عمان حدث اندماج بين كل من بنك مسقط ومصرف عمان التجاري مخلقا بنك جديد يسمى بنك مسقط ويمكن تقدير أصول هذا البنك بحوالي 42.3 مليار دولار. وفي مصر استحواذ استحواذ الاهلي المصري على بنك التجارة والتنمية في 2005. في حين وجود نموذج لإندماج بنكين من دولتين مختلفتين وهما البنك الأهلي التجاري من البحرين مع الكويتي المتحد مكونا هذا الاندماج لشركة قابضة في البحرين وتعد قيمة هذا الاندماج ب 304 مليون دولار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال