الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعرف علم السلوك عامة والتنظيمي على وجه الخصوص بأنه دراسة السلوك البشري كفرد ضمن منظمة، وذلك من حيث المشاعر والأفكار والاعتبارات والتعامل مع الأشخاص الآخرين فيها .
ما فات في علم التغيير يعتبر العملية الجراحية التي أجراها مريض ما من أجل أن يتغير لحال أفضل ، وما من عملية جراحية تجرى إلا ويطلب من المريض أن يمارس علاجا سلوكيا وعلاجا طبيعيا لإعادة العضو والبدن ككل لحاله الطبيعي . وبعد العملية الجراحية في التغييرات الفردية والجماعية والمؤسسية لابد أن يقوم الفرد فيها أو المجموعات بممارسة علاج سلوكي وكذلك علاجا طبيعيا تجاه التغيير. هناك مقولة جميلة للكاتب الكندي روبن شارما يتحدث فيها عن التغيير يصف فيها التغيير بأنه “صعب في البداية ، وفوضوي في المنتصف، ورائع في النهاية”، وهنا يأتي دور علم السلوك ليدعم مسألة تقبل وتبني التغيير، ليعود الفرد والمجموعة والكيان لوضعه الطبيعي وأقوى من ذي قبل. لا شك كذلك أن فلسفة تقبل التغيير متغيرة من فرد لآخر وهذا ما يقوم به مختص التغيير السلوكي من محاولة لجعل الأفراد يتبنون الأفكار الجديدة ويؤمنون بها ويسعون في تطبيقها بدل محاربتها .
ولكن وجب التنبيه وبشكل واضح وجلي لجميع الراغبين في صناعة تغييرات مهمة في أنفسهم وفي أسرهم وفي منشآتهم ، بأن الإعتماد على الجانب السلوكي فقط في عملية التغيير من خلال حملات لبناء الوعي وجهود في مجال الإتصال الداخلي يشبه إعطاء المسكنات فقط لمريض يشتكي من مرض قوي يستدعي العلاج بالمضادات أو مثل من يعاني من إصابة رياضية حادة تتطلب تدخلا جراحيا . فالمسكنات موضعية ولكنها تؤدي لتفاقم الإصابة حتى تسقط الفرد أو المجموعة أو المنشأة تماما على الأرض ، كل ذلك كانت تغطيه وتحجب آلآمه المسكنات .
وتبني التغيير يستلزم جهدا عاليا وكبيرا من مختصي التواصل بمعية مسؤول وقائد التغيير من أجل الوصول بالتغيير لبر النجاح، وهناك جانبان فيم يخص سلوكيات التعامل مع التغيير . هناك سلوك صاحب القرار المصدر للتغيير يقابله سلوك مستقبل التغيير ، ونبدأ بالطبع بشرح الأطر العامة لسلوكيات من يطالب بالتغيير. لابد أن يبتعد مصدر التغيير عن مبدأ أو أسلوب “خذوه فغلوه” ونقصد هنا الأسلوب القوي الناشف الخالي من المراعاة والتعامل بالرفق ، قال عليه الصلاة والسلام : “الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه” .
حياتكم تغيير دائم وجميل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال