الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كنت ومازلت ضد تجزئة المقالات على جزئين، فالحكم على هدف المقال دائمًا يتم الاستعجال به من قبل اخي القارئ بدءًا من جزء المقال الأول.
إلا في هذا المقال فمن أجل هدفه وأهميته التي تعتبر محور العملية التعليمية وأساسها في كل الجوانب؛ هو الذي شجعني على تجزئة المقال بحيث يكون المقال السابق هو التمهيد، وهذا المقال هو لب الموضوع وهدفه الأساسي.
أشرنا في المقال السابق بأن سلم الرواتب للمعلمين يعتبر أحد أهم المحاور التي كانت من اهتمامات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي ضمت في أحدث إصداراتها مقارنة لرواتب المعلمين في أغلب دول العالم، بل وصلت درجة هذه الأهمية إلى أن تكون المقارنة في أغلب جداولها أن تحدثت عن راتب المعلم مقابل كل طالب، وكذلك فيما يخص أحدث كتب اقتصاديات التعليم والصادرة في 2020م في الولايات المتحدة الأمريكية كان سلم رواتب المعلمين أحد أهم الفصول وأوسعها بحثًا ومراجعًا، وهو الذي حمل عنوان هذا المقال بجزئيه.
فسلم رواتب المعلمين حظي بالاهتمام من قبل جميع دول العالم المتقدمة اقتصاديًا التي ومن المسلمات عندها يعتبر النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية أحد أهم أهداف خططها التنموية، فلو تم الرجوع إلى أحدث ميزانيات رواتب المعلمين على مستوى عينة من هذه الدول وكذلك على عينة من بعض دول العالم النامية المهتمة بالتقدم الاقتصادي، نجد أن راتب المعلم في بداية تعيينه وفي 16 دولة لا يقل عن 40 ألف دولار سنويًا، أي ما يعادل ريال150 ألف ريال سنويًا ، وهذا يعني أن الراتب الشهري عند بدء التعيين هو 12500 ريال شهريًا.
ومع الرجوع لسلم رواتب المعلمين في الدول المتقدمة تعليميًا ، والتي تعتبر مقياس في مجال التعليم وجودته وتحقيق أهدافه؛ نجدها متصدرة لقائمة دول العالم فيما يخص أولى درجات سلم الراتب، ،فثقافة تلك الدول الاقتصادية فيما يخص التعليم جعلت من التأسيس الاقتصادي الناجح للمعلم أبرز الاهتمامات.
لا أريد من المقال أن يكون مقال إحصائيات وحسابات وإلا لكان هناك جزء ثالث للمقال وهذا ما لا أرغب فيه، ولكن كانت مقدمة المقال السابقة وتكملته في هذا الجزء لكي يعلم جميع من يتحدث أو يشير إلى رواتب المعلمين والمعلمات في التعليم العام فيما يتعلق بسلم الرواتب الصادر حديثًا إلى أنها مرتفعة؛ أن هذه الرواتب في هذا السلم الجديد لم تصل حتى الآن لرواتب المعلمين والمعلمات في الدول المتقدمة تعليميًا واقتصاديًا ونموًا.
لاشك أن الهدف الأسمى للجميع من التعليم هو جودة مخرجات التعليم، والتي يعتبر المعلم هو ركيزتها الأساسية بعد توفيق الله عز وجل، لكن لابد من الإشارة إلى أنه وبلا شك ايضًا يعتبر الجانب الاقتصادي هو الأهم للمعلم.
وتبقى مهنة التعليم هي المهنة الأهم في جميع جوانب الحياة سواء الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية، فلا تنمية اقتصادية ولا رفعة اجتماعية ولا ثقافة صحية بدون تعليم سليم، ولا تعليم سليم بدون تأسيس قوي، ولا تأسيس قوي بدون راحة اقتصادية.
وخلاصة القول: إلى كل من يغبط معلمي ومعلمات التعليم العام فيما يخص سلم الرواتب الصادر حديثًا، نعيد الإشارة بالقول أن هذا السلم لم يصل حتى الآن إلى سلم رواتب المعلمين والمعلمات في الدول المتقدمة تعليميًا واقتصاديًا، وبالأخص في درجاته التأسيسية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال