الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أقل وصف لتصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بأنه مدجج بالأرقام الدامغة، ومليء بالاستشهاد بالمؤشرات، والمقارنات المقنعة والواقعية، والمصارحة والمكاشفة التي لم تكن معتادة في خطاب المسؤول قبل وصول هذا الرجل إلى كرسي المسؤولية.
الأرقام هي لغة العصر والاقتصاد والمال، وإليها يجنح الاقتصاديون والماليون والمراقبون على حد سواء، لأنها ببساطة لغة لا تكذب. لكن مع ذلك فإن قراءة الأرقام مجردة من (السياق العام) ربما لا تعكس النجاح الحقيقي والصورة الطبيعية، وتضعها في خانة أقل من المتوقع لها.
مثلا عندما يتحدث سمو الأمير عن رؤية المملكة 2030 وبرامجها التي غيرت وجه المملكة، لا يمكن تجاوز أنها في مناح كثيرة تتقاطع مع مصالح كثيرين سواء في الداخل أو الخارج، بما فيها من مكافحة الفساد، وإعادة هيكلة الجهاز الحكومي، وتقليل الاعتماد على النفط، والتغيير الاجتماعي، وفتح القطاع السياحي، وغيرها من الخطوات التي ستؤثر على مصالح أفراد أو فئات، أو حتى دول بكاملها، وتتقاطع معها بشكل جذري.
في الداخل، هناك أكثر من حالة، فمثلا تتقاطع مع مصالح نافذين مستفيدين من الأوضاع السابقة سواء فيما يتعلق بالفساد المالي أو الإداري، أو حتى النفود الوظيفي، والمكاسب التي يحققونها ماليا أو اجتماعيا، وفي حالات أخرى يمكن أن تصطدم بمقاومة للتغيير ليس بسبب التقاطع السلبي، بل لأن البشر مجبولين على مقاومة التغيير حتى لو كانوا لا يعارضون الخطوات الإصلاحية بذاتها.
ماذا عن الخارج؟ هناك الحكاية. الرؤية الإصلاحية لولي العهد تتقاطع بشكل جذري مع مشاريع تدميرية في المنطقة. هذه الدول تعمل – كما هو معروف من خلال مشاريعها الواضحة والجلية – على إضعاف الدول العربية، وبقاءها في دائرة المشاكل الداخلية، والمصاعب التنموية. بل إن هذا المشروع التدميري سابق لإعلان الرؤية، ورسخ نفسه مستفيدا من كل الظروف الدولية والإقليمية.
ومعلوم أن هذه الجهات قد سخرت كل إمكانياتها للتشكيك بكل خطوة إصلاحية سعودية والمزايدة عليها. ورأينا كيف تضخ مليارات الدولارات لتشويه الرؤية والتحول في وسائل الإعلام العالمية، بل إن غرفة عمليات استخباراتية تعمل بشكل لحظي لتضرب الوحدة الوطنية السعودية، وتشويه خطوات ولي العهد ومشاريعه، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الشائعات، وغيرها.
لذلك إن تحقيق الرؤية هذا النجاح، وتسجيل هذه الأرقام المبشرة في فترة وجيرة وسط هذه الظروف الجيوسياسية الخطيرة هو أكبر من موضوع نجاح، أو الوصول إلى مؤشرات اقتصادية من أي نوع.
إنه انتصار لمستقبل الوطن الذي ترعاه عناية الله، ويرفل بالأمن والاستقرار، ويسير بحكمة قيادته، ووفاء شعبه، في بحر متلاطم من الظروف الإقليمية والدولية بكل حزم وعزم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال