الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المهم للشركات أن تسعى لتضمين عملية إدارة المخاطر في جميع أنشطتها (صغيرة/ متوسطة/كبيرة) وعلى جميع قراراتها (حتى اليومية منها) من التصميم وحتى التنفيذ. كذلك ينبغي على جميع الأطراف العاملة في الشركات باختلاف مستوياتها (عليا / وسطى/ تنفيذية) المشاركة في عمليات إدارة المخاطر، حيث أن تضمين إدارة المخاطر كجزء طبيعي من عمليات الشركة اليومية يساهم بشكل كبير في رفع جودة القرارات التي تتخذها الشركات. تساهم أيضاً عملية التضمين في خلق ثقافة المخاطر (Risk Culture) المرغوبة لكل شركة والتي من المرجح أن تظهر نتائجها الإيجابية للشركات على المدى الطويل.
حتى تتمكن الشركات من ضمان كفاءة عملية إدارة المخاطر وكذلك ضمان فعالية تضمينها ودمجها في أنشطتها ومهامها اليومية لا بد لها من تدريب العاملين لديها باختلاف مستوياتهم على عمليات إدارة المخاطر وذلك من خلال عقد اجتماعات دورية لشرح أبرز المستجدات وتوفير برامج تدريبية متخصصة وعقد ورش عمل. كذلك ينبغي التركيز خلال التدريب على التهديدات والتحديات الكبيرة التي من الممكن أن تواجهها الشركة مع ضرورة شرح وتوضيح كيف يمكن للشركة التخفيف من حدة آثارها أو تجنبها أو حتى استغلالها وتحويلها إلى فرص تصب في إيرادات ومصلحة الشركة. تُعتبر هذه الاجتماعات وورش العمل ذات فائدة كبيرة وذلك بسبب التقاء الموظفين بشكل دوري على اختلاف خبراتهم وثقافتهم ومستوياتهم الإدارية وحتى أعمارهم والتي من المتوقع جداً أن تُثري عملية إدارة المخاطر. كذلك تمكن من المساهمة في انشاء علاقة قوية بين الموظفين حيث تجعل مشاركة المعلومات تتم بينهم بطريقة أسرع وأسهل وهذا يساعد في إدارة المخاطر بشكل أكفء وأكثر فعالية ومنها في النهاية تحقيق أهداف الشركة بأكبر جودة ممكنة.
أختتم بمثال حي من واقع حياتنا العملية، حيث نشرت شركة برايس ووتر هاوس (2008) مثالاً لحالة وصلت إليهم خلال أزمة الائتمان، حيث طلب المدير المالي في أحد البنوك من جميع الأقسام داخل البنك بتزويده بتقارير توضح الآداء المالي للبنك. كانت النتيجة أنه تلقى تقارير متناقضة وأرقام مختلفة تماماً من كل إدارة على حدى مما يدل على عدم وجود رقابة داخلية داخل البنك أو وجودها ولكن بصورة شكلية وغير مفعلة. كذلك لم يتم إدارة المخاطر وتضمينها ضمن عمليات البنك اليومية مما أدى إلى حدوث أزمة الائتمان التي كان من الممكن جدًا تفاديها أو على الأقل التخفيف من حدتها لو أن هناك نظام فعال لإدارة المخاطر يتم العمل به بشكل يومي حتى يساعد في الكشف عن بعض المشاكل أو التهديدات في بداية مراحلها قبل تحولها إلى كوارث وأزمات. يوضح هذا المثال أهمية تضمين إدارة المخاطر في جميع مهام وأنشطة وقرارات الشركات اليومية والعمل على تعزيز العلاقة بين الموظفين على كافة المستويات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال