الخميس, 1 مايو 2025

خلال شهرين .. أسعار الحديد تقفز 40% عالميا وفرص الشركات المحلية في التصدير ترتفع

حديد

قادت موجة الانخفاضات في الإنتاج العالمي من الصلب خلال الربع الأول من العام الجاري على خليفة تراجع الطلب العالمي وتدني الأسعار، إلى ارتفاعات قياسية في أسعار خامات حديد التسليح عالميا لتقفز خلال شهرين فقط نحو 40% بعد أن فاجأت الحكومة الصينية الأسواق بإعلانها عن خطة لطرح نحو 100 مشروع جديد في البنية الأساسية من شأنه أن يرفع الطلب على حديد التسليح لدى أكبر دولة مستهلكه للحديد في العالم ، ويدعم الارتفاع الاخير في الأسعار فرص الشركات المحلية المنتجة لحديد التسليح في منافسة المستورد سواء محليا أو في الأسواق المجاورة بعد أن سمحت وزارة التجارة والصناعة مؤخرا بتصديره للخارج.

5

اقرأ المزيد

وتشير نتائج الرصد الذي تجريه “مال” إلى أن اسعار حديد التسليح التركي قد قفزت إلى مستوى 450 دولارا للطن فوب هذا الأسبوع مقارنة بنحو 316 دولارا للطن قبل شهرين أي بارتفاع 42.2%، كما ارتفعت اسعار حديد التسليح الأوكراني من مستوى 290 دولارا للطن قبل شهرين إلى 405 دولارا للطن هذا الأسبوع بارتفاع نحو 40%.

وغذى الارتفاع في اسعار تصدير حديد التسليح سواء التركي أو الأوكراني موجة الارتفاعات القوية التي شهدها خام البيليت (المرحلة قبل الدرفة لإنتاج حديد التسليح)، حيث سجلت اسعار تصدير البحر الأسود لخام البيليت 348 دولار للطن فوب مقابل 248 دولارا للطن قبل شهرين أي بارتفاع جاوز الـ 40%، ويعد خام البيليت في البحر الأسود هو المؤشر والمحرك الأساسي لارتفاع اسعار حديد التسليح في منطقة الشرق الأوسط حيث يعتمد جزء كبير من المصانع في المنطقة العربية على استيراد خام البيليت من البحر الأسود ودرفلته لإنتاج حديد التسليح.

وكانت الاحداث التي شهدتها الصين خلال الشهرين الاخيرين هى المحرك الأساسي لأرتفاع الأسعار العالمية للحديد بشكل عام، حيث اظهرت مسودة الميزانية الصينية لعام 2016م زيادة طفيفة نسبيا للعجز في الميزانية إلى 3% مقابل 2.4% العام الماضي مما عزز الثقة في الاقتصاد الصيني إضافة إلى التوجه الحكومي للاستثمار في مشاريع البنية التحتية فمن بين 100 مشروع التي تم طرحها في إطار الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية الصينية (2016-2020) توجد مشاريع كبرى في مجال البنية التحتية، وقطاع الإسكان والبناء والتشييد المستهلكة للحديد مثل إنشاء وإنجاز 50 مطارا ، و 3000 كلم سكك حديدية، و إعادة توطين حوالي 100 مليون من القرويين وسكان أحياء الصفيح في مدن جديدة .
وعلى الجانب الاخر شهد الإنتاج العالمي من خام الحديد انخفاضا خلال الربع الأول من العام الجاري بمقدار 3.6% مقارنة بالربع الأول من عام 2015م حيث انخفض إنتاج الصين بمقدار 3.1% ليصل إلى 263.6 مليون طن وذل مع بدء تنفيذ خطة تقليص الإنتاج لإقليم خبي (أكبر إقليم إنتاجا للصلب في الصين) التي ستفضي إلى نقص الإنتاج بحوالي 60 مليون طن قبل نهاية سنة 2017م ، و 100 مليون طن قبل 2020م. كما انخفض إنتاج الاتحاد الاوروبي بمقدار 7% ليصل إلى 40.9 مليون طن . وكانت أكثر مناطق العالم تضررا منطقة أفريقيا بتراجع 22% تليها منطقة أمريكا اللاتينية 14% تراجع.
وكانت وزارة التجارة والصناعة السعودية قد سمحت قبل أسبوعين لشركات الحديد الوطنية بالتصدير للخارج، فيما اظهر رصد اجرته “مال” قبل اسبوعين أن الشركات الوطنية لديها قدرة على المنافسة في أربعة اسواق مجاورة هي البحريني والكويت وسلطنة عُمان وقطر، وهى الأسواق الخليجية الاقرب للسوق السعودية وترتبط بطرق برية مباشرة مع المملكة كونها ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فإن تكلفة النقل لتلك الأسواق تنخفض مما يزيد من تنافسية حديد التسليح الوطني أمام ما المستورد في تلك الأسواق والذي شهد قفزة كبيرة ي أسعاره خلال الأسابيع الاخيرة.

ذات صلة



المقالات