الجمعة, 26 أبريل 2024

في ندوة متخصصة نظمتها غرفة الأحساء

مهندسون استشاريون: استخدام التقنيات الحديثة في بناء المساكن يتطلب تغيير ثقافة المجتمع

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

كشف مهندسون استشاريون أن نشر استخدام التقنيات الحديثة في بناء المساكن السعودية يتطلب تغيير ثقافة المجتمع السائدة حول طرق وتقنيات البناء التقليدية التي لا تزال تسطير على السوق، مؤكدين أن أغلب تلك التقنيات الحديثة مبتكرة وجيّدة ومستدامة وتوفر نحو 30 بالمائة من التكلفة النهائية وسريعة الإنجاز بحيث تقلل الوقت والجهد المطلوب لإنهاء عملية البناء.

وأوضحوا أن الوسط والبيئة العامة في المجتمع لا تساعد المواطنين على تغيّير قناعاتهم المتعلقة بطرق وتقنيات البناء التقليدية، خاصة البناء بالخرسانة والطابوق والبلوك، مبيّنين أن الجزء الأكبر من مسؤولية هذا التغيير يعود إلى المكاتب الهندسية الاستشارية ومكاتب التصميم المعماري والإنشائي لضعف دورها ومساهمتها في نشر المعرفة والوعي، مشيرين إلى ضرورة تغيير مفهوم “بيت العمر” إلى مفهوم السكن المرحلي “بيت المرحلة”، خاصة وأن مجتمعنا السعودي ما يزال يبنّي المسكن ليس بمفهوم الحاجة والاحتياج والمرحلة بل بمفهوم أنه للأبناء والضيوف والأهل وأحيانًا للتفاخر والتباهي.

جاء ذلك ضمن الحديث في ندوة متخصصة بعنوان (تقنية البناء للمسكن السعودي الحديث)، نظمتها لجنة التشيّيد والبناء بغرفة الأحساء مؤخرًا، وتحدث فيها عدد من المهندسين الاستشاريين، بحضور الأستاذ عبداللطيف بن محمد العرفج رئيس مجلس إدارة الغرفة وعدد من الخبراء والمهندسين والإعلاميين والمواطنين. 

اقرأ المزيد

وفي مستهل الندوة أوضح يوسف بن علي الطريفي رئيس لجنة التشييد والبناء بالغرفة أن هذه الندوة تمثل باكورة البرامج والفعاليات التي اعتمدتها اللجنة لمواكبة تحديات سوق البناء والتشييد والإسكان، مؤكدًا على أهمية النظر في استخدام تقنيات البناء الحديثة ومناهج التشييّد المتقدمة، بما يسهم في تحقيق منطلقات رؤية السعودية 2030، في مجال الإسكان ورفع نسبة التملك وتيسير السكن لجميع فئات المجتمع بالسعر والجودة المناسبة.

وأكد الطريفي أن تقنيات البناء المتقدمة والابتكار في طرق التشييد أصبحت قضية حيوية تكتسب أهمية متزايدة بالنسبة للمملكة، وهو ما يعني ضرورة الإسراع لبناء ثقافة محلية تتقبل التقنيات الجديدة بين المواطنين لما تقوم به من دور كبير في سد الفجوة الكبيرة في قطاع تملّك المساكن، وكذلك توفير الوقت والجهد والجودة وخفض التكلفة وتوفير استهلاك الطاقة والمياه بالإضافة إلى توليد فرص عمل ذات قيمة مضافة للمواطنين السعوديين.

وتحدث المهندس عبدالرحمن بن خالد المدالله، المحاضر بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومالك مكتب عبدالرحمن المدالله للهندسة المعمارية، الذي أدر الندوة، حول دور المصمم ومخططات التصميم واختيار نظم البناء المناسبة لكل عميل بما يفي بمتطلباته، مؤكدًا أن ضعف التصاميم ونمطية وفقر المخططات الهندسية من أكبر التحديات التي يواجهها الراغبون في بناء مساكن، مشدّدًا على أهمية تضافر الجهود من أجل تحجيم انتشار وسيادة النظام الإنشائي الخرساني المسلح الذي استمر لأكثر من 6 عقود في المساكن السعودية.

وأشار المهندس صالح النزهة، رئيس مجلس إدارة شركة بدائل البناء والرئيس التنفيذي لمصنع جدران بدائل المعزولة، أن تجربة تقنيات البناء الجديدة في المملكة تواجه تحديات وعقبات إلّا أنه توقع أن تشهد الفترة المقبلة تقدمًا وانتشارًا لها، تماشيًا مع توجهات الدولة في مجال الإسكان ولما توفّره من الوقت والجهد والكلفة، مشيرًا إلى أن هذه التقنيات الجديدة من بينها الجدران الجاهزة العازلة التي تستخدم في البناء، والتي أصبحت أكثر ملاءمة للبيئة، وتساعد على كفاءة الطاقة وأوفر من ناحية الكلفة.

ومن جهته تناول الدكتور علي بن فهد الجوف، مالك ورئيس مكتب علي الجوف للاستشارات الهندسية، بعض أنواع تقنيات البناء الجديدة مبينًا أن ثقافة البناء السكني التقليدي في طريقها إلى التغيير بسبب البحث عن تقليل التكلفة والجهد وسرعة الإنجاز والاستدامة وإيجاد مصادر متجددة للطاقة، إضافة إلى لما توفره من العمالة الكثيفة في البناء ونوعيات التشطيب المتميزة فضلًا على أنها تراعي السلامة والأمان لافتًا إلى تجربة مكتبه في استخدام تقنية البناء بالحديد البارد (المجلفن)، لأحد المباني الحديثة بالأحساء.

وأبان المهندس عماد بن محمد الجبر، مالك ورئيس مكتب عماد الجبر للاستشارات الهندسية، أن “السوشيل ميديا” أثرت في ثقافة وذوق المواطنين، حيث أصبح بعضهم يُقبل على تصاميم جديدة وجريئة في المجال المعماري ولكنها سرعان ما تصطدم بالجانب الإنشائي فيما يتعلق باختيار المواد والتقنيات وأنظمة البناء وسوء التنفيذ، مؤكدًا على أهمية عمل دراسة شاملة حول مستوى وكفاءة وأداء ومهنية المكاتب الهندسية على مستوى المملكة، لافتًا إلى أن معدلات استهلاك الطاقة المرتفعة في بلادنا تستوجب النظر بجدية واهتمام أكبر للتقنيات الجديدة في البناء. 

وتطرق المتحدثون في الندوة وبعض المتداخلين حول سبل تفعيل بناء الوحدات السكنية بتقنيات حديثة تتلازم مع البناء بالطرق التقليدية، وتوصيف مواد وتقنيات البناء الجديدة وتعامل نظام كود البناء السعودي مع المساكن الجديدة التي تُبنى بالتقنيات الحديثة وتطبيق العزل الحراري في المباني وحلول ترشيد المياه والتوجه نحو انتاج الطاقة وترشيدها.

وفي ختام الندوة طرحت عدة مداخلات وأسئلة واستفسارات من الحضور أكدت على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات لنشر المعرفة والوعي بالمستجدات والتطورات الاقتصادية والتنموية بما يساعد المواطنين ورجال وسيدات الأعمال في تنمية وتطوير أعمالهم ثم قام رئيسا الغرفة واللجنة بتكريم المتحدثين بالندوة بدروع الغرفة التكريمية.
 

ذات صلة

المزيد