السبت, 10 مايو 2025

هل يثير طرح “أرامكو” مواجهة بين أمريكا والصين؟

طرح المحلل الاستراتيجي غريغوري كوبلي في مقال حديث له تساؤلا بشأن مواجهة محتملة بين الولايات المتحدة والصين بشأن طرح أسهم شركة النفط السعودية “أرامكو”.

ويري كوبلي في مقاله بموقع “أويل برايس” أن الطرح المحتمل لشركة النفط السعودية “أرامكو” لازال يثير التكهنات بشأن المشتري النهائي لحصة الـ5% المعروضة للبيع. معتبرا أنه على الرغم من محاولة عدد من البورصات الغربية جذب الطرح نظرا لحجمه وتأثيره، الا أن مقترح شراء ائتلاف من الشركات الصينية ما يصل إلى 5% من أرامكو بصورة مباشرة قد يحقق أهداف كل من الصين والمملكة العربية السعودية.

ولفت كوبلي الى أن الخطوة قد تزيد من قدرة الصين على الضغط من أجل تسعير النفط بالعملة الصينية ” رنمينبي”، الأمر – الذي من المتوقع أن يكون له آثار استراتيجية أوسع، كما وأنه سيلقي الضوء على العلاقات الأمريكية السعودية المتطورة.

اقرأ المزيد

وكان انتاج شركة “أرامكو” 10.5 مليون برميل من النفط يوميا في العام 2016 ، وفقا لتقارير الشركة الرسمية، وتمتلك الشركة حوالي 260.8 مليار برميل من احتياطيات النفط. ويبلغ الطلب العالمي على النفط نحو 96 مليون برميل يوميا. وتعتبر أرامكو المنتج الرئيسي للنفط، منخفض التكلفة، وتلعب كذلك دور المنتج “المتمم”، وتعتبر محركا رئيسيا في أسواق الطاقة الدولية والطاقة الجيوسياسية.

ويري الكاتب أن شراء الصين حصة من “أرامكو” مباشرة قد يحقق مكاسب لكل من الرياض وبكين، خاصة وأن الصين تحتفظ باحتياطات مالية كبيرة، لذلك لن يكون حجم الصفقة عائقا بالنسبة لها، ويمكن احتواء الصفقة من قبل صناديق الثروة السيادية وشركات النفط الوطنية.

في ذات الوقت، يقول الكاتب أن الصين أصبحت أكبر مستورد للنفط من الشرق الأوسط، فيما كانت السعودية أكبر مورد للنفط بالنسبة للصين في العام 2016، وعلى الرغم من تراجعها خلف روسيا وأنغولا في العام 2017، الا إنها ستظل موردا مهما للنفط الخام للصين على المدى الطويل – وفقا للكاتب.

واعتبر الكاتب أن اقامة علاقة اقتصادية أعمق مع السعودية، من شأنه أن يجعل للصين مرتكزا بالشرق الأوسط، سيما مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تهدف الى انشاء طرق وبنية تحتية، مما يعني وجودا أكبر في شبه الجزيرة العربية.

ويشير الكاتب الى أن استحواذ الصين على جزء من “أرامكو” قد لا يخلو من مخاطر، سيما وأن ادارة الرئيس دونالد ترامب بدأت تستعيد مكانة الولايات المتحدة كلاعب بارز بالشرق الأوسط، عقب تراجعها في عهد أدارة الرئيس السابق باراك أوباما. كما أن التحول إلى التبادل النفطي بالرينمينبي قد يثير يعض المشاكل. وسوف تسعى الولايات المتحدة للاستفادة من علاقتها مع السعودية لتتفق مع الوضع الراهن. حيث تتم معظم التعاملات التجارية للنفط الخام بالدولار الأمريكي، وهو ما كان عليه الحال منذ اتفاق البترودولار في العام 1973 . في ذات الوقت سترغب كل من واشنطون وبكين في إبقاء عملتها تحت دائرة الضوء.

ذات صلة



المقالات