الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كشف رصد أجرته “مال” من واقع بيانات وزارة الخزانة الامريكية أن السعودية ضخت نحو 81.5 مليار دولار كاستثمارات في سندات الخزانة الامريكية منذ بداية العام 2017 وحتى شهر يوليو الماضي لتسجل 166.8 مليار دولار، فيما قامت روسيا بسحب 87.3 مليار دولار من استثماراتها في السندات الامريكية وتبعتها تركيا بسحب 23 مليار دولار وذلك على خلفية التهديدات بالعقوبات على الشركات الروسية والتركية.
وكنتيجة لضخ المملكة المزيد من الاستثمارات في السندات واذون الخزانة الامريكية أصبحت المملكة منذ شهر يونيو الماضي من بين أكبر 10 دول تستثمر في تلك السندات واذون الخزانة، وبالتالي فإن التهديد بفرض عقوبات على المملكة على خلفية الاتهامات والاكاذيب المثارة حول اختفاء الصحفي جمال خاشقجي تهدد استمرار تلك الاستثمارات في السوق الامريكية، إلى جانب خسارة السوق الامريكية لاستثمارات مباشرة تقدر بنحو 14 مليار دولار يضاف لها مليارات الاستثمارات في الاسواق المالية الامريكية.
وتظهر بيانات الرصد أن السعودية قامت برفع استثماراتها في سندات الخزانة الامريكية بنحو 19.4 مليار دولار خلال الـ 7 أشهر الأولى من العام الجاري بعد أن سجلت في العام 2017 ارتفاعا قيمته 44.6 مليار ريال عند مستوى 147.4 مليار دولار بارتفاع سنوي نسبته 43.4%. وبالتالي فإن قيمة الارتفاع في الاستثمارات السعودية في سندات الخزانة الامريكية خلال فترة الـ 19 شهرا الماضية أي منذ يناير2017 بلغ نحو 81.5 مليار دولار.
ووفقا للرصد فإن الاستثمارات في سندات وأذون الخزانة الامريكية تعرضت لصدمة قوية خلال الـ 7 اشهر الأولى من العام الجاري بعد تسييل روسيا لنحو خلال 87.3 مليار دولار، لتنخفض الاستثمارات الروسية من 102.2 مليار دولار نهاية العام 2017 إلى نحو 14.9 مليار دولار فقط نهاية يوليو الماضي بانخفاض نسبته 85.4%، وذلك بالتزامن مع فرض واشنطن عقوبات على عملاق الألومنيوم الروسي “روسال” وعدد من الشركات الروسية الأخرى.
كما يظهر الرصد أن تركيا قامت بتسييل نحو 23 مليار دولار من سندات الخزانة الامريكية على خلفية فرض رسوم جمركية على واردات الحديد من تركيا والتهديد بالمزيد من العقوبات على خلفية قضية القس الأمريكي الذي كان محتجز في تركيا والذي اطلق سراحه أمس الأول، حيث انخفضت الاستثمارات التركية في السندات الامريكية من نحو 52.6 مليار دولار نهاية العام 2017 إلى 29.6 مليار دولار بنهاية شهر يوليو الماضي أي بانخفاض 44% مع توقع ارتفاع وتيرة الانخفاض مع صدور البيانات الجديدة لشهر أغسطس هذا الأسبوع.
وبالتالي فإن التلويح بفرض عقوبات على المملكة من شأنه أن ينعكس في -حال اقدام واشنطن على تلك الخطوة- على الاقتصاد الأمريكي بالدرجة الأولى الذي سيكون الخاسر الأول من تلك التصريحات غير المسؤولة على خلفية ترديد اتهامات واكاذيب لا تمت للواقع بشيء.
ويمثل استدراك الرئيس الأمريكي ترامب لأهمية العلاقات السعودية الامريكية بالإشارة على عدم قدرته خسارة السوق الامريكية للاستثمارات السعودية ومخاوفه من انتقالها لروسيا والصين، مدى ادراك واشنطن للقوة الاقتصادية للمملكة سواء على صعيد الاقتصاد الأمريكي أو الاقتصاد العالمي.
وتمثل الاستثمارات السعودية في سندات الخزانة الامريكية جزء من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الامريكية، فاستثمارات الافراد في الأسواق المالية الامريكية تقدر بمليارات الدولارات، إذ تشير البيانات إلى أن تداولات السعوديين في أسواق الأسهم الامريكية وصلت إلى 31 مليار دولار خلال العام 2017 وذلك بارتفاع 27% عن العام 2016، ومن المتوقع أن تواصل ارتفاعها هذا العام بعد أن ارتفعت في الربع الأول من العام الجاري بنحو 73% لتسجل 6.8 مليار دولار.
وبعيدا عن الاستثمارات غير المباشرة (السندات والأوراق المالية) للسعودية تشير التقارير الامريكية إلى أن الاستثمارات المباشرة للسعودية داخل الولايات المتحدة الامريكية وصلت لنحو 14 مليار دولار في العام 2017 حيث بلغ متوسط نموها 38% خلال الفترة من 2012 وحتى 2017.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال