السبت, 27 أبريل 2024

تعرف على المليارديرة الجديدة في مجال التكنولوجيا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

ظهر اسم صفرا كاتز، الكارهة للإعلام، التي كانت في يوماً ما الرئيسة التنفيذية المشاركة التي لا تمل لشركة البرمجيات الضخمة (Oracle)، في تصنيف فوربس النهائي لأغنى الأشخاص على وجه الأرض، مع صافي ثروة يبلغ مليار دولار، ورغم أنها تمتلك أقل من 1% من الشركة، إلا أن خيار المنح لديها، والذي يشكل الجزء الأكبر من ثروتها، دفعها إلى نسبة 1% الأعلى من سكان العالم.

ووفقا لـ ف”فوربس” وفي عام 2017، تلقت كاتز 135 مليون دولار من إجمالي الأجر المستحق، وذلك وفقًا لأحدث تقرير إفصاح للشركة، الأمر الذي جعلها من أعلى المسؤولين التنفيذيين من النساء أجراً في العالم، وهي واحدة من 61 امرأة فقط من أصحاب المليارات العصاميات في العالم، اللاتي يشكلن نسبة أقل من 3% من المليارديرات في القائمة، وهناك 182 امرأة أخرى من أغنى أغنياء العالم ورثن ثرواتهن.

تحافظ كاتز على حياتها الشخصية في ظل حراسة، ونادراً ما تتحدث إلى الصحافة (لم ترد على طلبات التعليق على هذه القصة)، وفي مقابلة نادرة مع مجلة فوربس عام 2006، لم تشارك كاتز أية تفاصيل شخصية ولا حتى طموحاتها، وكان اعترافها الوحيد أنها لم ترغب في أن تكون رئيسة تنفيذية لشركة البرمجيات العملاقة، وفي الوقت نفسه، فسر لاري إليسون، أحد مؤسسي شركة (Oracle) والملياردير كذلك، بشكل مفصل لفوربس فيما يتعلق بنفور كاتز من الأضواء، وقال “لقد شاهدتْ ما تفعله الشهرة والثروة، وهي لم تعجب بالأمر”، وقالت كاتز، والتي يقال إنها تزوجت من جال تيروش، الكاتب والأب المقيم في المنزل، لمجلة (Fortune) في عام 2000، إن نجاحها يرجع جزئيا إلى مرونة زوجها في المساعدة في رعاية طفليهما، وخلال عقديها الأخيرين في وادي السليكون بنت كاتز سمعتها بهدوء خلف الكواليس في شركة (Oracle)، لتصبح أحد أكثر مساعدي إليسون ثقة، ولتصبح أيضاً ثرية جداً.

اقرأ المزيد

تخرجت كاتز، المولودة في إسرائيل، من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا عام 1983، وحصلت على شهادة في القانون من الجامعة نفسها عام 1986، وعملت في المجال المالي لمدة 14 عاماً، لتقوم بتغطية صناعة البرمجيات، ولتصبح مديرة إدارية في مجموعة الاستثمار المصرفية (Donaldson)، ثم في (Lufkin & Jenrette) في أعوامها الثلاثة الأخيرة في وول ستريت قبل أن تقفز من السفينة لتذهب إلى شركة (Oracle) في عام 1999 كنائب أول للرئيس، وقد وظفت من قبل إليسون بشكل شخصي.

يعود الفضل لكاتز في قيادة استراتيجية الاستحواذ العدواني لشركة (Oracle) منذ مطلع الألفية، لتنفق أكثر من 60 مليار دولار لتنفيذ أكثر من 130 عملية استحواذ، بما في ذلك اثنتين من أكبر عمليات الاستحواذ العدائية في تاريخ التقنية، وفي يونيو/حزيران 2003، بدأت شركة (Oracle) سعيها لمدة 18 شهراً خلف شركة (PeopleSoft) التي كانت منافستها في ذلك الوقت، وهذا رغم اعتراضات مجلس إدارة شركة (PeopleSoft) ووزارة العدل الأمريكية (لأسباب مكافحة الاحتكار)، وتمت الصفقة في النهاية في يناير/كانون الثاني 2005، ودفعت شركة (Oracle) 11 مليار دولار لشركة (PeopleSoft)، أي أكثر من ضعف عرضها الأصلي غير المرغوب فيه.

ثم اشترت شركة (Oracle) بعد ثلاث أعوام، في أبريل/نيسان عام 2008، شركة (BEA Systems) مقابل 8.5 مليار دولار، لتثير سعادة كارل أيكان، المستثمر الملياردير النشط، والذي كان يضغط على الشركة لتبيع نفسها لأشهر، وكشفت كاتز، في خطاب حفل التخرج في كلية وارتون في مايو/أيار 2018، أنها تعاملت بشكل شخصي مع المستثمر الملياردير، لكن التفاصيل كانت صامته، وقالت لطلاب الدراسات العليا في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال “لا أستطيع فعلياً التحدث [عنها] في جلسة علنية، سيكون من غير المناسب”.

أصبحت كاتز في سبتمبر 2014 رئيسة تنفيذية مشاركة (مع مارك هيرد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة (HP)) لشركة (Oracle)، عندما تنحى إليسون من هذا المنصب، ومازال الرئيس التنفيذي والمدير التقني للشركة، وأثبتت كاتز أنها صانعة صفقات هجومية، لكن المسؤولة التنفيذية لشركة التقنية عرضت نصائح في خطابها في حفل تخرج كلية وارتون، والذي قد يساعد في تفسير لماذا اختارها إليسون لتكون خليفته.

الأولى، والتي ربما قد لا تكون مفاجئة، تقول كاتز “الصحافة ليست صديقك، إن عدد المسؤولين التنفيذيين الذين يعتقدون فعلياً أن لديهم أصدقاء في الصحافة دائماً ما يثير دهشتي”.

الثاني، لا تكذب، تقول كاتز “يمكنك أن تتعافى من كونك غبياً، لكن لا يمكنك أن تتعافى أبداً من كونك كذاباً، تُعد النزاهة أحد الأصول القابلة للتلف، وبمجرد أن تذهب، فقد ذهبت إلى الأبد”.

رغم أنها تفضل العمل خلف الكواليس كما هو معروف، إلا أن كاتز قد وجدت نفسها متصدره لعناوين الأخبار في الأعوام الأخيرة بسبب شهرتها السياسية المتزايدة، ففي ديسمبر/كانون الأول عام 2016، التقت كاتز مع الرئيس دونالد ترامب، في برج ترامب، مع مجموعة من المسؤولين التنفيذيين في التقنية، وانضمت إلى فريقه الانتقالي، وقدم أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة (Oracle) احتجاجاً، ثم في أبريل/نيسان عام 2018، نشرت بلومبرج أن كاتز اشتكت للرئيس ترامب في عشاء خاص، منتقدة عملية تقديم المزايدات للعقد الحكومي المتعلق بالحوسبة السحابية، والذي بدا مصمماً خصيصاً لشركة (Amazon) كي تفوز.

أما بالنسبة لما هو تالي لكاتز، فإن الذكاء الاصطناعي على قمة الأفكار بالنسبة للمسؤولة التنفيذية الملياردير، تم تعيين كاتز في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 في لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي، وهي لجنة جديدة أنشئت خصيصاً لتتعامل مع مخاوف من تفوق الدول المنافسة على الولايات المتحدة في تقنية الذكاء الاصطناعي، وتم تعيين مسؤولين تنفيذيين آخرين من مجال التقنية، بما في ذلك الملياردير إيريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة (Alphabet)، الشركة الأم لشركة (Google).

ألقت كاتز، قبل بضعة أشهر من تعيينها، خطاباً رئيسياً في باريس أبريل/نيسان في (Station F)، أكبر منشأة للشركات الناشئة في العالم، وأعلنت في خطابها أن اليوم هو فجر الذكاء الاصطناعي الحقيقي، وجعلت من الواضح أنه في نظرها، أن الشركات التي ستواصل النجاح، هي الشركات التي يمكنها تسخير بيانات المستخدم لإنشاء آلات يمكنها اكتشاف وحل المشاكل قبل أن تظهر، وقالت إن “الذكاء الاصطناعي لم يعد شيئاً في حد ذاته، حيث تكمن القوة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في وجوده كجزء من كل شيء نقوم به”.

ذات صلة

المزيد