تعرف على الشخص الذي خالف التيار السائد وأصبح من الأثرياء؟

لا يوجد سوى القليل من مديري الصناديق التحوطية في قائمة فوربس لأغنى 400 شخص أمريكي، مقارنة بعددهم في السابق، فقد واجه القطاع، الذي كان يعتبر واحداً من أكبر القطاعات المرموقة قديماً، العوائد المخيبة للآمال التي أضعفت كلاً من مشتري أسهم الصناديق التحوطية والناشطين والتجار وأيضاً، كما هو معتاد في الأسواق مرتفعة الأسعار، البائعين على المكشوف.

ووفقا لـ “فوربس” رغم معاناة القطاع من الكثير من خيبات الأمل، إلا أنه كان هناك بعض الاستثناءات ولاسيما في مجال التداول الكمي القائم على الحواسيب والنماذج الكبيرة متعددة المديرين، وحتى في هذا المجال لم ينج من الوضع السائد سوى النخبة، مثل (Renaissance)، أو (Citadel)، التي استمرت في تحقيق عوائد جيدة. وكان هناك جوانب أخرى من النجاح طويل الأجل الذي استطاعت بعض الصناديق التحوطية تحقيقه في السنوات الأخيرة بفضل المديرين الذين ركزوا على القطاعات المعينة مثل التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية، ولكن كان عددهم قليل للغاية.

وفي أغلب الأمر، كان الوضع ليس جيداً بالنسبة للصناديق التحوطية، كما أن الأسماء التي واجهت الكثير من الصعوبات معروفة لدى هؤلاء المتابعين لأخبار وول ستريت مثل إينهورن وبولسون وأكمان ولامبيرت ومينديش وبيري وجاكوبسون وهوارد وبربانك وروزينستاين والعديد من مديري الصناديق التحوطية الآخرين.

ولكن هناك أيضاً جيفري تالبينز، 44 عاماً، الذي استطاع مخالفة التيار السائد في عالم الصناديق التحوطية، حيث حقق صندوقه التحوطي (Element Capital) عوائد سنوية تقدر بنسبة 21% تقريباً من إجمالي الرسوم العالية، منذ تأسيسه عام 2005، وهو ما يعتبر انجازاً رائعاً للشركة في أية فترة من فترات القطاع. حيث تعتبر شركته مثالاً للصناديق التحوطية التي استطاعت النمو والتفوق خلال السنوات عقب الأزمة المالية التي شكلت الكثير من الصعوبات التي عانى منها أغلبية الصناديق التحوطية.

وقد تابعت فوربس ثروة تالبينز لسنوات، واليوم تقدر ثروته بما يصل إلى 1.7 مليار دولار، وبذلك استطاع الانضمام إلى قائمة فوربس للأثرياء لأول مرة.

ويعتبر تالبينز مديراً كتوماً حتى بالنسبة لمعايير الصناديق التحوطية المبهمة، حيث إنه رفض التعليق على المقالة المنشورة بشأنه ولم يتحدث مع أي من الجهات الإعلامية منذ سنوات عديده. ورغم وجود صورة أو صورتين له على الإنترنت، إلا أن فوربس ليس لديها أية حق قانوني لنشر أي منها.

ولسنوات، عمل تالبينز على إدارة مؤسسة صغيرة نسبياً، ولكنها دائمة النمو. وعينت شركة (Element Capital Management) مؤخراً ما يصل إلى 58 موظفاً جديداً، نصفهم خبراء استثماريين، وذلك وفقاً لسجلات هيئة الأوراق المالية والبورصة.

كما أن تالبينز، الذي كان مسؤولاً عن تداول الأوراق المالية ذات العائد الثابت في كل من شركة (Citigroup)، وشركة (Goldman Sachs) في السابق، مستثمراً في الاقتصاد الكلي بحيث يراهن على أسعار الفائدة والسندات والعملات. ويقال إنه يستخدم استراتيجية استثمارية تعتمد بشكل كبير على الاختيارات، وفقاً لجريدة (Wall Street Journal).

وفي العام الماضي، الذي يعتبر عاماً سيئاً بالنسبة للكثير من مديري الصناديق التحوطية، حقق صندوق تالبينز التحوطي عوائد تقدر بـ17%. وبالتالي اتجه الكثير من المستثمرين للعمل مع شركة (Element Capital Management)، وتدير الشركة الآن ما يصل إلى 17 مليار دولار، وهو ما يعتبر إنجازاً حيث كانت تدير الشركة في العام الماضي 9 مليارات دولار فقط.

ويعتبر تالبينز حالياً أشهر مدير تحوطي في العالم.