الأحد, 19 مايو 2024

في خطوة تسبق طرح جزء من اسهم عملاق النفط العالمي للاكتتاب

رسمياً .. «ارامكو» تستحوذ على حصة صندوق الاستثمارات العامة في “سابك” بـ 259.1 مليار

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

تم الاعلان رسمياً قبل قليل عن استحواذ شركة ارامكو السعودية على حصة الاغلبية في شركة سابك بقيمة 259.1 مليار ريال، على اساس سعر 123.39 ريال للسهم، حيث تم الاستحواذ على حصة الصندوق  في “سابك” البالغة نسبتها 70%، ويدعم الاستحواذ مساعي “أرامكو” لتنويع أنشطتها، والاستفادة من المكاسب الاقتصادية لتكامل أنشطة الشركتين.

يذكر أن الأسهم المتبقية، والمتداولة في “سابك” والبالغة 30% ليست جزءاً من الصفقة، إذ أعلنت أرامكو السعودية عدم نيتها الاستحواذ على هذه الحصة المتبقية. فيما يخضع استكمال الصفقة لشروط إغلاق معينة، بما في ذلك الموافقات التنظيمية.

وسيسمح الاستحواذ لعملاق النفط العالمي بالتوسع في أنشطة البتروكيماويات، والعمل على خفض معدلات الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، حيث تمتلك “سابك” والتي تعتبر عملاق عالمي اخر في قطاع البتروكيماويات خبرة كبيرة وعملاء على مستوى العالم.

اقرأ المزيد

No Content Available

وتعليقاً على هذه الصفقة، قال المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، ياسر بن عثمان الرميان، بقوله: “تمثّل هذه الصفقة فائدة مشتركة لجميع الأطراف، ونقلة نوعية لثلاث من أهم المؤسسات الاقتصادية في المملكة. وستوفر الاتفاقية رأس مال ضخم لتعزيز استراتيجية الاستثمار طويلة الأمد لصندوق الاستثمارات العامة، مما سيسهم في تنوّع القطاعات، ومصادر الدخل في المملكة. كما ستقدم الصفقة مالكاً استراتيجياً قادراً على إضافة قيمة كبيرة لشركة سابك ومساهميها، مع الاستفادة في الوقت نفسه من القدرات القوية التي تتمتع بها “سابك” لفتح الآفاق أمام فرص النمو التي تستطيع أرامكو السعودية أن توفّرها باعتبارها أحد اللاعبين البارزين في أسواق الطاقة عالمياً”.

من جهته، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: “يُعد هذا الاستحواذ قفزة نوعية لدفع استراتيجية النمو التحويلية بأرامكو السعودية في مجال التكرير والبتروكيميائيات المتكاملة. وتُعد “سابك” شركة عالمية تتمتع بقدرات متميّزة سواءً في قوتها العاملة أو قطاع البتروكيميائيات. وكجزء من مجموعة شركات أرامكو السعودية، سنعمل معاً على إنشاء منصة أقوى لتعزيز القدرة التنافسية، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية التي يحتاج إليها عملاؤنا في جميع أنحاء العالم”.

من جانبه، قال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، المهندس عبدالعزيز القديمي: “ترتكز استراتيجية أرامكو السعودية في قطاع التكرير والبتروكيميائيات على تلبية احتياجات عملائنا حول العالم من خلال تأمين منافذ للنفط الخام، والتوسّع في صناعاتنا التكريرية، وترسيخ تكاملها مع إنتاج البتروكيميائيات. ونحن نتطلع إلى الاستحواذات وتكوين الشراكات لتحقيق قيمة طويلة الأجل، والارتقاء بالتقنيات من أجل تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية. وتمثّل “سابك” شريكاً استراتيجياً، ومنصة قوية لدعم استثماراتنا المستمرة الرامية لتحقيق النمو المستقبلي في قطاع البتروكيميائيات الذي يُعد الأسرع نمواً من حيث الطلب على النفط”.

ويمثل الاستحواذ خطوة نحو طرح حصة أقلية في شركة أرامكو للاكتتاب، حيث سبق ان صرح امين الناصر ان خطة طرح حصة اقلية في “ارامكو” لا تزال قائمة وإنه تم تأجيلها لمَ بعد الاستحواذ على “سابك”.

وستضخ الصفقة عشرات المليارات من الدولارات في الصندوق السيادي السعودي، والذي يسعى لان يكون اكبر صندوق سيادي في العالم وتعزز موارده للمضي قدما في خطط خلق فرص العمل وتنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات النفط، إضافة إلى تسريع إنشاء مشروع نيوم، الذي يسعى لاستقطاب استثمارات بقيمة تبلغ 500 مليار دولار.

وبحسب مراقبون فان صفقة استحواذ “أرامكو” على حصة أغلبية في شركة سابك ستتيح للسعودية خيارات جديد لزيادة الإنفاق وتعزيز النمو الاقتصادي، إضافة إلى منحها الوقت لتعزيز إدراج “أرامكو” في الأسواق المالية.

والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)؛ هي شركة عالمية رائدة في مجال إنتاج الكيماويات المتنوعة، ويقع مركزها الرئيس في مدينة الرياض، وتدير الشركة عملياتها التصنيعية على المستوى العالمي عبر الأمريكتين، وأوروبا، والشرق الأوسط، ومنطقة آسيا الباسيفيك؛ حيث توفر منتجات شديدة التنوع، تشمل: البتروكيماويات، والمغذيات الزراعية، والمعادن، والمنتجات المتخصصة.

وتم تأسيس الشركة بصدور مرسوماً ملكياً من الملك خالد عام 1976 يقضي بتأسيس “الشركة السعودية للصناعات الأساسية” لاستثمار ثروات البلاد الهيدروكربونية والمعدنية، وتحويلها إلى منتجات صناعية ذات قيمة مُضافة عالية لتنويع مصادر الدخل السعودي، حيث تعمل الشركة في مجالات الكيماويات، والكيماويات المُتخصّصة، والبلاستيكيات المُبتكرة، والبوليمرات، والأسمدة، والمعادن، والتصنيع.

وتتربّع “سابك” على عرش أقوى الشركات في منطقة الخليج وأكبر شركة صناعية غير بترولية في منطقة الشرق الأوسط، وثالث أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، وضمن اكبر 3 علامات تجارية من حيث القيمة في العالم.

وتعمل الشركة في أكثر من خمسين بلداً حول العالم، ويعمل لديها نحو (35) ألف موظف. وتمتلك (سابك) موارد بحثية كبيرة، تشمل (22) مركزاً للتقنية والابتكار، تنتشر عبر خمس مناطق جغرافية رئيسة هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وشمال شرق آسيا.

وتمتلك “سابك” بنسبة 100% عدد 11 شركات تابعة وتساهم في عدد 16 شركة، منها 4 شركات تساهم فيها بنسبة تزيد عن 70% وعدد 8 شركات تبلغ ملكيتها فيها 50% وشركة واحدة تمتلك فيها 51.95% وعدد 3 شركات تمتلك فيها ما بين 35% و 48%.

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 70% من “سابك” قبل الاستحواذ، ومؤسسة التأمينات الاجتماعية 5.7%، وتتوزع النسبة المتبقية على مؤسسات وأفراد من ذوي الملاءة المالية بخلاف الحصة المتداولة بالسوق.

يشار الى ان ارباح شركة سابك بلغت 21.5 مليار ريال بنهاية العام 2018، بارتفاع 16.8%، عن ارباح العام 2017 التي كانت 18.4 مليار ريال، وارجعت الشركة ارتفاع صافي الربح إلى نمو متوسط أسعار بيع المنتجات وزيادة الكميات المباعة. علما أن “سابك” قامت بمبادرة استراتيجية لإعادة الهيكلة بلغ أثرها المالي على اجمالي تكاليف السنة 1.1 مليار ريال.

وتدير “سابك” عملياتها التشغيلية من خلال 3 وحدات عمل استراتيجية بالإضافة على شركة (حديد)، وهي شركة صناعية مملوكة بالكامل، وتتمثل الوحدات الرئيسية للشركة في وحدة العمل الاستراتيجية للبتروكيماويات – وتشمل تصنيع وتوزيع وبيع منتجات الكيماويات والبوليمرات، ووحدة العمل الاستراتيجية للمنتجات المتخصصة – تشمل تصنيع وتوزيع وبيع البلاستيكيات المتخصصة، ووحدة العمل الاستراتيجية للمغذيات الزراعية – وتشمل تصنيع وتوزيع وبيع الأسمدة والمغذيات الزراعية.
 

ذات صلة

No Content Available
المزيد