ارتفاع أسهم شركة  Circle K ينتج مليارديراً جديداً

مكّن تداول أسهم سلسلة متاجر البقالة الكندية (Couche-Tard)، في أعلى مستوى وصلت إليه حتى الآن، الشريك المؤسس المدير المالي السابق ريتشارد فورتن من الانضمام إلى قوائم أثرياء العالم. إن حصته في شركة (Couche-Tard) إضافة إلى بعض الحيازات العامة الصغيرة والأموال التي جمعها من بيع الأسهم وعوائد الأرباح زادت من صافي قيمة ثروته لتتجاوز المليار دولار تقريباَ.

ووفقا لـ فوربس” لا يزال فورتن عضواً في مجلس إدارة شركة (Couche-Tard) التي تمتلك سلسلة متاجر (Circle K) المشهورة. كما أن فورتن هو ثالث شخص يصبح ثرياً بفضل سلسلة متاجر البقالة هذه التي تمتد أعمالها في كندا والولايات المتحدة وأوروبا، حيث أدرج أيضاً في قائمة فوربس لأثرياء العالم منذ عام 2013 آلان بوشارد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق للشركة بصافي ثروة تقدر بـ 3.8 مليار دولار، إضافة إلى الشريك المؤسس الآخر، وأحد أعضاء مجلس الإدارة جاك دامورز، صاحب الثروة المقدرة بما يصل إلى 1.9 مليار دولار الذي انضم للقائمة في عام 2015.

وصلت قيمة أسهم شركة (Couche-Tard)، التي أعلنت في 19 مارس/آذار عن ارتفاع إيراداتها في الربع السنوي الأخير بنسبة 26.9%، إلى 78.55 دولار كندي (58.49 دولار أمريكي)، نهاية الثلاثاء، في بورصة تورنتو (Toronto Stock Exchange)، أي حققت ارتفاعاً يزيد عن 35% مقارنة بالعام الماضي. وعلى الصعيد العالمي، حققت الشركة إيرادات مقدرة بما يتجاوز 50 مليار دولار وصافي أرباح مقدرة بما يبلغ 1.7 مليار دولار في السنة المالية 2018، المنتهية في أبريل/نيسان الماضي.

ويقول المحللون إن قيمة أسهم شركة (Couche-Tard) كانت تتداول بقيمة أقل من قيمتها، حيث تدير الشركة قرابة 8,700 محطة وقود ولكن بسبب الخوف المثار في الأسواق بشأن إطلاق السيارات الكهربائية أدى إلى حصول أسهمها على قيمة متحفظة، رغم أن السيارات الكهربائية لم تهيمن على الأسواق إلى الآن، إلا أن أدائها القوي في مبيعات السلع والمنتجات في محلاتها التجارية، الذي ارتفع في كندا بنسبة 4.9% وبنسبة 4.5% في الولايات المتحدة في الربع الأخير من العام، ساعد على التخفيف من شواغل المستثمرين.

ويقول مارتن لاندري المدير المنتدب في شركة أبحاث الأسهم القائمة في تورنتو (GMP Securities) إن “الوقود لم يعد المحرك الرئيسي الوحيد لأعمال سلاسل المتاجر بعد الآن”، موضحاً “حيث الشخص العادي يذهب لمحطات الوقود مرة أسبوعياً، ولكن الناس يذهبون بخلاف ذلك مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع على الأقل، لذلك كان التركيز على السيارات الكهربائية أمراً مبالغاً فيه”.

ويقول المحللون إن أكثر المنتجات شعبية بالنسبة لمرتادي هذه المتاجر هي منتجات التبغ، ولاسيما السجائر الإلكترونية مثل سجائر (Juul). ويشير مارك بيتري، المحلل لدى شركة (CIBC) الذي يصنف الأسهم بكونها “فائقة الأداء”، إلى ارتفاع مبيعات منتجات التبغ بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي. وفي التحليل الأخير بشأن شركة (Couche-Tard) كتب بيتري قائلاً “رغم أن الشركة تواجه بعض مخاطر هبوط الأسعار بسبب القيود المفروضة على مبيعات السجائر الإلكترونية ذات الأطعمة المختلفة، فإن تغيير التفضيلات واستبدالها ببعض الأطعمة الأخرى قد يقلل من وطأة الضرر الواقع ويتيح استمرار منتجات التبغ في تحقيق المبيعات بكونها محركاً للنمو”.

ولكن، تعد الحيازات العامل الأكثر تحفيزاً لقيمة شركة (Couche-Tard)، حيث يشير لا سري إلى عملية الإدماج الناجحة لسلسلة المتاجر الكبيرة (Holiday) التي تضم أكثر من 500 متجر في الولايات المتحدة، والتي اشترتها شركة (Couche-Tard) في ديسمبر/كانون الأول لعام 2017 مقابل 1.6 مليار دولار، لتصبح واحدة من ضمن الشركات الكثيرة الأخرى تحت مظلة الشركة، وفقاً لما قاله لاندري.

كما قال “إن منصة حيازات الشركة ليس له مثيل”، مضيفاً “فإنها قادرة على زيادة نسبة الأرباح قبل الفوائد والضريبة والاستهلاك وإطفاء الدين في الشركات التي تستحوذ عليها بما يتراوح بين 30% و50% من خلال استخدام مصادر التآزر الاستراتيجي، إضافة إلى خفض التكاليف. ولم يمر على شركة قادرة على تحقيق ذلك مثل هذه الشركة”.

وكانت الحيازات هي أساس استراتيجية أعمال السلسلة منذ البداية، حيث يحافظ فورتن على قيمة منتجات العلامات الجديدة. وبعد العمل في القطاع المالي لمدة 13 عاماً، بما في ذلك عمله نائباً للرئيس في شركة (Société Générale) الفرعية الكندية، ساعد فورتن على إطلاق شركة (Couche-Tard) في عام 1984. واشترت الشركة 11 متجراً، عام 1985، وقضت الخمسة عشر عاماً التالية في ابتلاع منافسيها، وبحلول القرن الجديد، أصبحت الشركة أحد أهم الشركات في كندا، حيث تمتلك ما يصل إلى 1,600 متجراً، ويعمل لديها ما يزيد عن 11,000 موظف.

وفي عام 2001، استحوذت الشركة على شركة (Bigfoot) القائمة في وسط غرب الولايات المتحدة، وبذلك دخلت السوق الأمريكي لأول مرة. واليوم، تمتلك شركة (Couche-Tard) ما يصل إلى 7,800 متجراً في الولايات المتحدة تحت علامة (Circle K) وعلامة (Corner Store) وعلامة (Kangaroo Express) وعلامة (Holiday). وعمل فورتن في الكثير من المناصب التنفيذية مثل منصب المدير المالي ورئيس مجلس الإدارة.

ويقول لاندري من شركة (GMP Securities) إن “فورتن كان له دوراً أساسياً في جعل الشركة ما هي عليه اليوم” مضيفاً “لقد جعل هذا المتجر المحلي منبراً وطنياً ثم منبراً دولياً”. 

ويمتلك فورتن نسبة 12% من أسهم شركة (Couche-Tard) من الفئة الأولى (A) وهي فئة أسهم التصويت الأساسية في الشركة. كما يمتلك الشريكان المؤسسان الثريان، بوشارد ودامورز نسبة 44% ونسبة 24% من الأسهم على التوالي. ويمتلك ريل بلودر، المؤسس المشارك الوحيد الذي لا يحمل لقب الثري، نسبة 5% من أسهم الفئة الأولى ونسبة 1% من أسهم الفئة الثانية (B) والتي تتمتع بعشر نسبة التصويت.

ولم يكن فورتن، الشغوف برياضة الجولف والمحب لصيد السمك، متاحاً لتقديم أية تعليق بشأن انضمامه إلى قائمة الأثرياء، وتشمل حيازاته الأخرى الأسهم في شركة النشر والتغليف الكندية (Transcontinental) والمصرف الوطني الكندي (National Bank of Canada)، كما كان له مقعداً في مجلس إدارة كلتا الشركتين. ونقل فورتن ما يزيد عن 240,000 من أسهم شركة (Couche-Tard) من الفئة الثانية، المقدرة حالياً بحوالي 14 مليون دولار، إلى مؤسسته الخيرية (Fondation Lise et Richard Fortin) التي تهتم بالمبادرات مثل مساعدة العجزة وتقديم الخدمات للأطفال الناجين من الاعتداء الجنسي.