تأسيس أكاديمية غير ربحية بمشاركة بيوت تجارية في الشرقية لتعليم سعوديين وسعوديات فنون الطهي للاستفادة من سوق يبلغ حجمه 41.2 مليار

كشفت رانيه معلا رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السعودية لتعليم فنون الطهي “زادك” أنه سيتم تدشين الاكاديمية المعنية بتعليم الشباب السعودي فنون الطهي خلال سبتمبر المقبل، مشيرة الى انه وبحسب الدراسات فإن قطاع خدمات المطاعم والمقاهي في المملكة ينمو بشكل جيد ويتوقع أن يكون حجمه السوقي عام 2020 في حدود 11 مليار دولار (41.25 مليار ريال)، موضحة ان نسبة السعوديين في هذا القطاع لا تتجاوز 15% فقط. 

وبيّنت معلا أن الدراسة أوضحت أن هناك فرصا واعدة جدا للاستفادة من المنتجات والمحاصيل المحلية بما يعزز الدورة الاقتصادية للمحتوى المحلي، اضافة للجوانب الاقتصادية فمن أهم الأمور التي خلصت لها الدراسة أهمية قيام قطاع الطهي والمطاعم والمقاهي بتعزيز جوانب الوعي الصحي في العادات الغذائية لدى أفراد المجتمع وكذلك الوعي البيئي فيما يتعلق بالحد من هدر الطعام.  متطرقة الى ان دول المنطقة من الدول التي تتسم بكميات هدر عالية لا تتناسب مع القيم الثقافية التي يحضنا عليها الدين الاسلامي الحنيف.  

واوضحت معلا أن “زادك” أكاديمية غير ربحية, وهي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، والتي تهتم بتعليم فنون الطهي وإعداد الأكل الصحي، بالاعتماد على المنتجات المحلية وتشجيع المزارعين عبر تطبيق علامة “صفر كيلو متر”، وتضمين قائمة الطعام المنتجات المتاحة في الأسواق المحلية حول الأكاديمية، بالإضافة لتطبيق مبدأ “صفر هدر” من خلال الاستفادة من المواد الغذائية التي يتعلم عليها المتدربون في إعداد الوجبات المختلفة، مشيرة إلى أن “زادك” وقعت مؤخراً مذكرة شراكة مع الأكاديمية السويسرية للاستفادة من منهج الأكاديمية.

واشارت الى ان  الأكاديمية مؤسسة في القطاع غير الربحي وبالتالي فهي تعتمد في نموذجها العملي على الشركاء والداعمين بالمال والجهد، مفيدة ان شركائهم المؤسسين “هم: شركة نسما التجارية المحدودة ممثلة بنوره التركي وشركه الرزيزا للتجاره والتعهدات ممثله ببدر الرزيرا وشركه ميار للاغذية ممثلة باحمد المهيدب، وأتطلع الى توسعة قاعدة الشراكات لدعم هذه الأكاديمية ذات العمق المحلي والتطلع العالمي”.

ويضم مجلس الإدارة كل من رانيه معلا رئيسا للمجلس وعضوية كل من نوف عبدالعزيز التركي، نوره صالح التركي، وبدر الرزيرا، وأحمد المهيدب.

وأفادت معلا أن الأكاديمية تسعى لتدريب طهاة سعوديين، يعملون على نقل المطبخ السعودي الثري بتنوعه وقيمته الغذائية ليكون منافساً على المائدة العالمية، من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الأكاديمية، لافتة إلى أن المملكة تزخر بمواهب في فنون الطهي، قادرة على المنافسة والابتكار، والإضافة إلى قائمة المطبخ السعودي، منوهة بأن “زادك” ستعمل على دعم هذه المواهب وتنميتها من خلال مختلف البرامج المقدمة، والمنح التعليمية التي يخطط لتقديمها.

وحول حجم الاستثمار في الأكاديمية قالت معلا “إن الأكاديمية حاليا في مرحلة التأسيس والإطلاق وهي مؤسسة غير ربحية، تقدم خدمة تأهيل وإعداد لشباب وفتيات الوطن بحيث يستفيد منها المجتمع وبمعايير جودة عالمية، وفِي نفس الوقت نسعى أن تكون التكاليف معقولة وفِي متناول المستفيدين، فنحن لا نحقق ارباحا ولكن نسعى لتحقيق الاستدامة المالية”. واضافت “لدينا موارد مالية تكفي لإطلاق الأكاديمية هذه السنة عبر برنامج الرعاة والشراكات التي تعتبر رافدا أساسيا وسنعتمد بعد الله عليها في السنة القادمة والثانية والثالثة وكذلك سيكون هناك عوائد من التسجيل في الدورات والبرامج التعليمية التي تنفذها أكاديمية زادك”.  

وتطرقت الى ان المؤسسات الجديدة وخاصة غير الربحية تتطلب فترة نحو 3 سنوات لتحقيق الاستقرار التشغيلي.  وحسب خطة العمل، بعد أن تستقر الجوانب التأسيسية والتشغيلية وتتوسع قاعدة الرعاة والداعمين ويزداد عدد الطلبة المسجلين والمبتعثين الى “زادك” سنصل الى الاستدامة المالية باذن الله بحلول العام 2023.

أما عن  فكرة قيام الأكاديمية والأهداف التي ترغب في تحقيقها قالت معلا إنه على المستوى الشخصي لديها اهتمام منذ سنوات عديدة، يصل إلى حد الشغف في مجال العمل المجتمعي وخاصة المرتبط بالتعليم، كما لديها ايضا اهتمام بالجوانب الفنية كالأزياء التراثية وإعداد وجبات الطعام ورغبة في إظهارها بمظهر معاصر ومعايير تتناسب مع ذائقة العصر ونقلها من حيز المحلية للعالمية. مبينة إن تلك الاهتمامات تبلورت في اطلاق مجموعة أزياء تم التبرع بمردودها المالي لأغراض مجتمعية. واضافت “ولطالما كانت لدي رغبة في ان أوثق وصفات طهي طعام تعلمتها من والدتي وحرصت أن انقلها الى الأجيال الجديدة بمن فيهن بناتي، لذلك قمت بتأليف كتاب “لقمة من بيتي” وهو وصفات لطبخات عربية بطريقة سهلة وتم استخدام عوائد الكتاب لدعم جمعيات خيرية محلية”. 

وتابعت:” لكن يبقى الطموح كيف يمكن ان نرتقي بشكل اكبر؟ أعطتني رؤية المملكة دافعا حينما كانت تركز على جودة الحياة وعلى مأسسة العمل الاجتماعي والقطاع غير الربحي وإيجاد المزيد من الوظائف وفرص التدريب النوعية لأبناء وفتيات الوطن وقد زاوجت بين الشغف الشخصي الذي لدي في مجال فن الطهي وخدمة المجتمع وبين احتياجات وتطلعات الوطن والمجتمع وأعددنا دراسة أكدت ان وجود اكاديمية للطهي بمستوى عالمي سيكون له تأثير ملموس بإذن الله في تحقيق اهداف المجتمع المنسجمة مع اهداف الرؤية ومنها بدأت خطوات تأسيس الأكاديمية وحرصت أن يكون لها نظام وحوكمة يجعلها باْذن الله في مصاف ارقى الأكاديميات العالمية في مجالها”.

وأوضحت معلا أن الاكاديميه ستبدا في مرحلتها الأولى في المنطقة الشرقيه و تم استئجار مبنى في موقع ممتاز بمدينة الخبر لبدء العمل فيها، مضيفة أن طموحها في ان تكون للاكاديميه مقر متميز ومستقل يلبي الاحتياجات الوظيفية والتشغيلية والجمالية بحيث تستطيع الأكاديمية استقطاب واستقبال افضل الطلاب من المنطقة الشرقية ومن انحاء المملكه، وفِي مراحل مستقبلية نتطلع لأن تكون لنا خطط نمو وتوسع بحيث تشمل مناطق أخرى في المملكه ويستفيد من رسالة “زادك” أعداد اكبر من الشباب والفتيات.

واشارت الى ان مبنى الاكاديمية الذي يتم تجهيزه حاليا يتسع لـ 60 – 80 متدرب ونسعى ان يكون خريجنا الافضل وان يحصلوا على التدريب المناسب ونامل ان يكون لدينا المبنى المستقل الذي يتسع لعدد اكبر.

وقالت معلا ان زادك وقعت اتفاقيه تعاون مع الاكاديميه السويسريه لفن الطهي لاستخدام المناهج. كما تم الاتفاق ان يحصل طلابنا على المواد و المهارات في المطبخ الاوروبي والفرنسي والعالمي، بالاضافه الى فصل دراسي يتضمن المطبخ السعودي حيث نعمل حاليا على وضع منهج للمطبخ السعودي وتوثيق مطبخنا بنكهاته المميزة من مناطق المملكة المختلفة على مستوى اكاديمي ونطمح بان يستخدم طلابنا التقنيات لابراز هذه النكهات بطريقة صحية اكثر ووضع المطبخ السعودي على خارطة المطابخ العالمية فالطعام بالاضافة لقيمته الغذائية والاقتصادية له قيمة ثقافية أيضا، وأتطلع أن يكون للمطبخ السعودي عشاقه ورواده كما نشاهد اليوم للمطبخ الأيطالي والصيني والهندي والفرنسي والمكسيكي.