الجمعة, 5 يوليو 2024

التضخم يضع البنوك المركزية في مأزق

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

رفع بنك إنجلترا، أو السيدة العجوز كما يطلق عليه، أسعار الفائدة على الجنيه الإسترليني بمقدار 50 نقطة أساس، ليكون بذلك قد سجل أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ 27 عاماً، وذلك في محاولة لكبح جماح التضخم الذي يشكل أزمة للبريطانيين، حيث إن ارتفاع الأسعار دفع الحكومة إلى تقديم معونات نقدية استثنائية للفقراء وذوي الدخل المحدود. ويتوقع أن ترفع مثل هذه الخطوة تكاليف الاقتراض إلى 1.75% حيث يكافح البنك المركزي التضخم المتصاعد.
   ويقوم البنك البريطاني بالحفاظ على ثبات الأسعار في البلاد كما يقوم بدعم الخطط الاقتصادية من قبل حكومة المملكة المتحدة لزيادة النمو الاقتصادي.

إجراءات غير معتادة:
في ذات الأثناء، رفعت الولايات المتحدة أسعار الفائدة بشكل كبير في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار، ورفع الفيدرالي تكاليف الاقتراض منذ مارس في محاولة لتهدئة الاقتصاد والحد من تضخم الأسعار.
لكن المخاوف تتصاعد من أن تلك الإجراءات ستدفع الولايات المتحدة إلى الركود.
من جانبه رفع بنك اليابان توقعاته للتضخم لكنه أبقى على أسعار فائدة دون تغيير عند 0.1-%، وحذر من المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد، مما عزز موقعه باعتباره خارجًا في موجة تشديد سياسة البنك المركزي العالمي.

وجاء القرار قبل ساعات من قرار البنك المركزي الأوروبي، رفع معدل الفائدة لأول مرة منذ 11 عاماً في محاولة لمواجهة معدل التضخم القياسي في سعر الفائدة لترويض التضخم الجامح.
في التوقعات الفصلية الجديدة، رفع المجلس تضخم المستهلك الأساسي إلى 2.3% من 1.9% للسنة المالية الحالية المنتهية في مارس 2023. كما رفع توقعات التضخم للعام التالي إلى 1.4% من 1.1%.

لكن بنك اليابان خفض توقعات النمو للعام المالي الحالي إلى 2.4% من 2.9% وحذر من الضربة المحتملة من قيود العرض المستمرة وارتفاع أسعار السلع والوباء.
ويمضي البنك المركزي في ألمانيا التي تعتبر قاطرة اقتصاد منطقة اليورو في ذات الاتجاه، حيث توقع ارتفاع التضخم للأشهر الـ 12 المقبلة من 7% فى مايو إلى 7.5% فى يونيو 2023.

ارتفاع المخاطر:
من جانبه حذر صندوق النقد الدولي من مخاطر محتملة بسبب توقعات ارتفاع التضخم، لافتا إلى الحاجة لسياسات أكثر تشددا في حال تحقق هذه التوقعات.
مشيرا إلى أن البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى كانت تتوقع قبل بضعة أشهر أن تتمكن من تشديد السياسة النقدية بشكل تدريجي للغاية. سيما وأن التضخم يبدو أنه مدفوع بمزيج غير عادي من صدمات العرض المرتبطة بالوباء وغزو روسيا لاحقًا لأوكرانيا، وكان من المتوقع أن ينخفض بسرعة بمجرد تخفيف هذه الضغوط.

إجراءات عاجلة:
حاليا ، مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود واتساع ضغوط الأسعار لتشمل الإسكان والخدمات الأخرى، أدركت البنوك المركزية الحاجة إلى التحرك بشكل أكثر إلحاحًا لتجنب عدم ربط توقعات التضخم والإضرار بمصداقيتها. ويجب على صانعي السياسات أن ينتبهوا لدروس الماضي وأن يكونوا حازمين فيما يتعلق بتجنب الإصلاحات الأكثر إيلامًا وتعطيلًا في وقت لاحق.

في الأثناء، رفع الاحتياطي الفيدرالي، وبنك كندا، وبنك إنجلترا أسعار الفائدة بالفعل بشكل ملحوظ وأشاروا إلى أنهم يتوقعون مواصلة الارتفاعات الكبيرة هذا العام. فيما رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مؤخرًا للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.
وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن حجم ارتفاع التضخم كان مفاجأة للبنوك المركزية والأسواق، ولا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن توقعات التضخم. الا أنه من الممكن أن ينخفض التضخم بسرعة أكبر مما تتصوره البنوك المركزية، خاصة إذا خفت اضطرابات سلسلة التوريد وأدى تشديد السياسة العالمية إلى انخفاضات سريعة في أسعار الطاقة والسلع.

ذات صلة

المزيد