تطوير السياحة في ينبع يُعزز تنمية القطاع بالمدينة المنورة

تمتلك المدينة المنورة مجموعة من العوامل المناسبة للاستفادة من الزخم العالمي المتوقع في القطاع السياحي، وذلك مع الرغبة المتزايدة في زيارة الأماكن المقدسة في المنطقة ومعالم الجذب الثقافية والتراثية. وتُعد ينبع واحدة من أكثر محافظات المدينة المنورة تميزاً وجذباً للسياحة؛ نظراً لتمتعها بالأماكن الأثرية والشواطئ الرملية الرائعة والكورنيش الممتد على طول شواطئها. هذا بالإضافة لما تضمه ينبع من مجموعة فاخرة من الفنادق والمنتجعات الفخمة التي تقدم خدمات سياحية متنوعة.

وتقع محافظة ينبع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد نحو 200 كيلومتراً غرب المدينة المنورة وحوالي 125 كيلومتراً جنوب مدينة أملج و300 كيلومتر تقريباً شمال مدينة جدة، مما يجعل موقعها متميزاً.

وتعتبر ينبع ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جدة، وتُقسم المدينة إلى 3 مدن: ينبع البحر، ينبع النخل، وينبع الصناعية. وتُلقب بلؤلؤة البحر الأحمر، ومناخ ينبع حار صيفاً وتكثر فيه العواصف الرملية وقد تصل درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية، في حين يميل الجو إلى الاعتدال والبرودة أحياناً في فصل الشتاء.

وقد تم الكشف عن استثمارات في البنية التحتية والإقامة والأغذية والمشروبات وقطاع الترفيه والتجزئة بقيم استثمارية مجموعها يتجاوز 855 مليون ريال أو ما يُعادل 228.3 مليون دولار، وذلك بهدف تعزيز السياحة في منطقة المدينة المنورة، وتحديداً في محافظة ينبع. ويهدف تطوير المنطقة إلى تطوير الأصول السياحية الداعمة مع الحفاظ على أصالة المدينة وسلامة الآثار التاريخية.

الموقع الجغرافي المُتميز لينبع جعلها من أكثر الأماكن زيارة في المملكة؛ نظراً لأنها تحظى بتناغم يجمع بين العديد من المعالم المتنوعة التي تواكب كافة أذواق الزائرين، ومن أهمهما حدائق ينبع وهي من أجمل المناطق السياحية في ينبع وأكثرها شعبية وتمنح زائريها فرصاً للاسترخاء وتجديد الطاقة وتحظى بإعجاب جميع أفراد الأسرة.

مرسى الأحلام من أجمل الأماكن السياحية في ينبع، ويتميز بموقعه المتميز على واجهة شرم ينبع البحر، حيث ينظم من هناك العديد من رحلات الغوص والصيد البحري، بالإضافة إلى رحلات لاكتشاف الجزر المجاورة للمرسى والقريبة من الشاطئ.

وتحظى ينبع بموقع آخر فريد، وهو جزيرة المحار، والتي تُعد من أهم الأماكن السياحية في المحافظة، وتقع الجزير غرب كورنيش ينبع، وتضم شاطئين والعديد من الخدمات والأنشطة مثل أماكن التخييم وركوب الألواح الشراعية، بالإضافة إلى معدّات صيد الأسماك، وتوفر جلسات مجهزة بالإضاءة وبعض الأماكن المخصصة لحفلات الشواء.

كما توجد جزيرة النورس في الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية، وهي رافداً اقتصادياً مُهماً، وتتميز بطابعها العمراني والبيئي الذي يُضاهي أجمل المناطق العالمية بجمالها وروعة تخطيطها الشاملة، بكل المقاييس، المراحل التطورية لمشروع الواجهة البحرية؛ حيث تضم المراحل الإنشائية للجزيرة مرافق استثمارية متنوعة، ومتنزهات خضراء، وشواطئ رملية، ومناطق تخييم ومنتجعات ومناطق ترفيهية ومطاعم.

أبرز ما يُميز ينبع شواطئها الخلابة ذات الرمال الذهبية والمياه الزرقاء النقية، ومن أهمها كورنيش ينبع البحر الذي يحتوي على مناطق مُخصصة للسباحة والعديد من المنتزهات والملاعب والمناطق الترفيهية للأطفال. وكذلك، شاطئ الهيئة الملكية، ويقع بالقرب من مدينة ينبع الصناعية، وقد أعدت الهيئة الملكية في ينبع الشاطئ بمواقع مخصصة للسباحة، وقد تم تجهيز الشاطئ بمظلات، ويعتبر الشاطئ من أفضل شواطئ ينبع البحر حيث يقصده الزوّار من كفة المناطق القريبة منه.

ينبع العاصمة الصناعية في المدينة

في حين تُعد المدينة المنورة إحدى أقدس البقاع الإسلامية ومركزاً لأحد أكبر التجمعات الحضرية، فإن ينبع هي الأخرى لا تقل أهمية عنها كونها العاصمة الصناعية للمنطقة وتُعرف بمحطات تكرير النفط. كما أنها تضم ميناءين من أهم الموانئ في المدينة المنورة وهما: ميناء ينبع التجاري، وميناء الملك فهد الصناعي الذي يُعد أكبر ميناء لتحميل النفط الخام والمنتجات المكررة والبتروكيماويات على ساحل البحر الأحمر، ويعمل منذ عام 1982، إضافة إلى ذلك، يتم من خلال الميناء تصدير أكثر من 80% من منتجات منطقة المدينة المنورة معظمها من الوقود السائل أو البتروكيماويات.

يُشار إلى أن ينبع تضم بعضاً من أكبر مرافق تكرير النفط والبتروكيماويات في المملكة، إذ يمكنها معالجة 1.2 مليون برميل نفط يومياً وإنتاج 2.25 مليون طن من الإيثيلين سنوياً.

على صعيد خدمات النقل الجوي، تضم ينبع بين جنباتها مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وهو مطار دولي يوفر رحلات ركاب بدون توقف إلى 5 وجهات، من بينها وجهتان دوليتان هما مصر (القاهرة) والإمارات العربية المتحدة (دبي)، بالإضافة إلى 3 وجهات محلية وهي جدة والرياض والدمام. 

والجدير بالذكر أن من أهم المشاريع والمبادرات الرئيسية في المدينة المنورة ما هو مُستهدف من تطوير مركز لوجستي في محافظة ينبع وربطها بمحافظة جدة، والذي يشمل تطوير البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية، ومحطتين للحاويات، وميناء للتعدين.

بالحديث عن التعدين، فإن لائحة الاستثمار في هذا القطاع تهدف إلى جعل استثمارات التعدين الركيزة الثالثة للقطاع الصناعي في المملكة، كما تهدف إلى تحقيق الاستدامة وزيادة الالتزام البيئي والشفافية وثقة المستثمرين، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في سلاسل قيمة التعدين وتوفير مصادر تمويل مُستدامة تجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتمكّنها.

وتقدم منطقة المدينة المنورة إيجاراً بأسعار تنافسية لشركات تصنيع المعادن, والتي تعتبر من أحد الجهود المقدمة للمساهمة في دعم ونمو القطاع، إذ تقدم المدن الصناعية في الهيئة مثل مدينة ينبع الصناعية أسعار إيجار رمزية تبلغ 1.2 دولار أمريكي للمتر المربع سنوياً مقابل 12 دولار أمريكي للمتر المربع للمستثمرين الذين ليس لديهم تراخيص صناعية في مناطق الصناعات الخفيفة.

وتقوم في ينبع مشاريع أخرى، كمشروع واحة مدن ينبع، وتقع الواحة شرق مدينة ينبع ويتم تطويرها على مساحة 500 ألف متر مربع لتهيئ فرص عمل بخدمات بنية تحتية متكاملة. ويتضمن المشروع وحدات مصانع جاهزة تستهدف المنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرض توفير حلول متنوعة وملائمة للاستثمار في المدن الصناعية، و20 مصنع بمساحة 700 متر مربع لكل مصنع. حيث تستهدف الواحة صناعة الحُلي والإكسسوارات وصناعة الأزياء والمنسوجات و صناعة مستحضرات التجميل والحِرف اليدوية.

ويحظى اقتصاد منطقة المدينة المنورة بدعم شبكة قوية من الخدمات المُمكنة التي يجري العمل على تطويرها، كما تتميز المنطقة بوجود سلسلة من مراكز وحاضنات ومسرعات ريادة الأعمال مثل الغرف التجارية ومن بينها غرفة ينبع.

وهكذا لا تخلو ينبع من جميع عناصر التطوير في شتى المجالات التي تصب جميعها في صالح الاقتصاد الوطني وهو ما يجعل محافظة ينبع بيئة مُحفزة للأعمال وانطلاق المبادرات التنموية التي تشجع رجال الأعمال والمستثمرين على ضخ العديد من الاستثمارات داخل المملكة بما يُحقق الخطط الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030.

هذا وتعد المدينة المنورة إحدى الوجهات السياحية المفضلة بزيارتها على مستوى العالم لما تمتلكه من إرث تاريخي ومواقع ثقافية وإسلامية تمتد إلى آلاف السنين، وبفضل هذه الميزات الفريدة احتلت المدينة المنورة المرتبة الثالثة ضمن أفضل وجهات شعبية بالعالم.