الأربعاء, 26 يونيو 2024

المونديال من الرياضة إلى الاقتصاد وصولا إلى (أدب كأس العالم): الهدف الأول لموظف في شركة بيجو… تعرف على التفاصيل

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

لم تعد كأس العالم (المونديال) حدثا رياضيا فحسب، وكونه بات من المعلوم لدى العامة أنها باتت رافدا اقتصاديا للدولة التي تستضيفها من حيث استقطاب الزوار ورفع معدل الاستهلاك، فإنه يرفع قيمة العلامة التجارية للدولة في حال نجحت في التنظيم وقدمت أنموذجا مميزا للعام، خاصة أن إحصاءات تشير على أن 7 % من سكان العالم يرتبطون بكرة القدم بصورة مباشرة وغير مباشرة.

لكن الذي قد لا يبدو ظاهرا بصورة جلية، إنه ظهر منذ عدة سنوات ما يعرف بـ (أدب كأس العالم)، ويعنى به الكتب التي صدرت حول هذا الحدث، ورصدته ليس من ناحية رياضية فحسب، بل من عدة نواح اجتماعية واقتصادية، وصولا للأحداث الغريبة أو الطرائف التي صاحبت بعض بطولات المونديال. علما أن البطولة توقفت في الفترة من 1939 حتى 1950 بسبب الحرب العالمية الثانية.

وفي إطار تسليط الضوء على البطولة العالمية التي من المقرر أن تستضيفها المملكة عام 2034، (مال) تنشر تواليا تقارير حول البطولة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. من بين الكتب التي سلطت الضوء على كأس العالم، كتاب الصحافي الأرجنتيني لوثانيو بيرنيكي والذي صدر تحت عنوان (أغرب الحكايات في تاريخ المونديال) والذي صدر عام 2018  ورصد فيه 400 قصة مثيرة وطريفة حدثت خلال البطولات التي سبقت صدور الكتاب. يقول برنيكي أنه استغرق عاما ونصف العام لجمع المعلومات، لأن تغطية النسخ الأولى من كأس العالم كانت شبه معدومة وكانت هناك أزمة اقتصادية لذا شغلت الرياضة القليل من صفحات الجرائد وكنت بحاجة الى مصادر جيدة ومتنوعة”.

اقرأ المزيد

ومن بين القصص الطريفة التي يوردها الصحافي الارجنتيني في كتابه، رفض الهند المشاركة في بطولة 1950 لعدم السماح للاعبيها باللعب “حفاة الأقدام”، وتعرض الكأس للسرقة قبل انطلاق نسخة 1966 في إنجلترا، لكن عثر على الكأس لاحقا بواسطة كلب بوليسي.

0002005764

وفي بطولة 1986 حينما كانت المملكة المتحدة في نزاع وحرب مع الأرجنتين حول جزر فوكلاند، ابدع الظاهرة ماردونا في تلك البطولة التي كانت للمصادفة تستضيفها إنجلترا، لم يربط الراحل ماردونا تألقه في تلك البطولة بحرب الفوكلاند، لكن جماهير بلاده كانت تشاهد تألقه وتشاهد الحرب في نفس الوقت، ومن هنا حدث الربط.

يسرد الكاتب كثير من القصص حول الحدث العالمي، وحسب رأيه في أنه قبل البث التلفزيوني حول العالم، كانت الدولة المضيفة في الغالب تفوز بالبطولة، وكانت الأخطاء التحكيمية فجة لصالح الدولة المضيفة، لكن لا أحد يمكنه الحديث عن ذلك وقتها. لكن منذ عام 1982 لم تنجح سوى فرنسا عام 1998، ويشير هنا إلى جدارة التحكيم وعدم مجاملة الدولة المضيفة مستحضرا طرد نجم فرنسا نجم الدين زيدان أمام المنتجب السعودي بالبطاقة الحمراء في دور المجموعات (كانت الأخضر السعودي خسر تلك المواجهة بأربعة أهداف دون مقابل).

عودة إلى أول بطولة للمونديال التي استضافتها الأورغواي عام 1930، كان أول هدف في تاريخ البطولة لصالح الفرنسي لوسيان لوران والذي كان يعمل موظفا في شركة السيارات “بيجو”، وحقق هدفه أمام منتخب المكسيك، المفارقة أن اللاعب كان مهدد بعدم المشاركة في حال عدم منحه إجازة من شركته، لكنه حضر في النهاية وسجل اسمه في تاريخ البطولة.

من الكتب الأخرى التي رصدت كأس العالم (2. الأحلام والأهداف: كأس العالم وكرة القدم 1990-2010)، تم إصدار هذا الكتاب لمؤلفه أليستير بيرغ قبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم التاسعة عشرة في جنوب أفريقيا عام 2010، وهو عبارة عن احتفالٍ مرئي لحقبة تمتد لعشرين عاماً ساهمت في جعل كرة القدم الرياضة المحبوبة عالمياً اليوم. يغطي الكتاب العديد من البلدان وثقافات كرة القدم الفرعية، ويوثّق أيضاً كل نهائيات كأس العالم من عام 1990 حتى عام 2006.

وهناك أيضا كتاب معلوماتي صدر تحت عنوان ( التاريخ الرسمي لكأس العالم)، وهو من جمع وإصدار متحف الفيفا، بمقدمة من جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، يتضمن الكتاب لمحة عن جميع بطولات كأس العالم منذ افتتاحها في عام 1930 وصولاً إلى البطولة التي أقيمت في روسيا 2018. يعرض الكتاب صوراً وإحصاءات ومقابلات مع اللاعبين في جميع الفترات أثناء فترة البطولة.

7d11f955 6c37 4fcb a918 82e1641c6272

لا يمكن تجاهل كتاب (كرة القدم بين الشمس والظل) لمؤلفه اداوادو غاليانو، والملاحظ أن الكتاب نقله للعربية المترجم الراحل صالح علماني الذي تخصص في ترجمة روايات الروائي الكولمبي غارسيا ماركيز. في هذا الكتاب يستعرض المؤلف أهم مباريات كأس العالم منذ 1938 حتي مونديال 1994، حيثث برز أساطير كرة القدم أمثال بيليه، مارادونا. وفي الكتاب أيضا يؤكد المؤلف كيف أخذت كرة القدم شكلا استثماريا وصناعيا وتطور قوانينها وكيف أصبح التركيز على عوائدها وأرباحها أكثر من اللعبة نفسها.

نختم هذا التقرير بكتاب (الهرم المقلوب) لمؤلفه جوناثان ويلسون، يحكي ويلسون تاريخ تطور تكتيكات كرة القدم، وكيف تطور من العشوائية البحتة التي يتنافس ويتصاع فيها 11 لاعبًا لإيصال الكرة إلى شباك الخصم بأي طريقة، إلى خطط تكتيكية منظمة دفاعيًا وهجوميًا فيها كل لاعب يعرف دوره وتمركزه وخطط بديلة في حال حدوث خللٍ ما.

 

ذات صلة

المزيد