رؤية 2030 تستهدف وصول الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 6.4 تريليون ريال بحلول عام 2030…هل يستطيع قطاع الأسمنت تلبية هذا الرقم؟

بالتفاصيل: تعرف على استجابة قطاع الأسمنت لنمو الناتج المحلي في المملكة من 1970 إلى 2023

 سيناريوهات تطور الاستهلاك السنوي للإسمنت في المملكة خلال الفترة من 2024 حتى 2030

 الطاقة التصميمية لشركات الأسمنت تدعمها لرفع إنتاجها إلى 75 مليون طن عام 2030.. هل هذا كاف لتلبية احتياجات المشاريع العملاقة؟

 أهمية قطاع الاسمنت:

البلدان النامية تشهد نهضة عمرانية كبيرة ونمو اقتصادي في جميع القطاعات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ونمو في عدد السكان، خاصة في دول آسيا وشرق آسيا ودول الشرق الأوسط وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.

وشهدت المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية تنمية اقتصادية كبيرة جداً على جميع المستويات والقطاعات المختلفة وكذلك نهضة عمرانية كبيرة ونمو سكاني عالي، ولقد ساعد في هذه النهضة الاقتصادية والاجتماعية نمو أسعار النفط إلى مستويات عالية وميزانيات بفوائض عالية، ومشاريع ضخمة، وانشاء بنية تحتية كبيرة جداً، ومما لا شك فيه بأن القطاع الأسمنت مهم جدا في النهضة العمرانية والمشاريع الضخمة، فأغلبية هذه المشاريع والبنى التحتية تحتاج الى مئات الملايين الاطنان من الاسمنت. ولقد اهتمت المملكة العربية السعودية بقطاع الأسمنت وتنمية هذا القطاع لشعورها بأن هذه السلعة استراتيجية ومهمة في بناء المشاريع الكبيرة والضخمة.

قطاع الاسمنت في السعودية شهد تطورات كبيرة خلال العقود الماضية ولقد توالى إنشاء الشركات الى ان وصلنا بما يقارب 17 شركة اسمنت تتوزع على مختلف مناطق المملكة العربية السعودية بطاقة إنتاجية بما يقارب +80 مليون طن.

• رسم بياني وجدول يوضح قدرات الدول المنتجة للإسمنت في العالم خلال عام 2022:
• أعلى الدول المنتجة للأسمنت       

الطاقة العالمية لصناعة الاسمنت

في الجدول والرسم البياني أعلاه تتضح القدرات والطاقة الإنتاجية للدول المنتجة للإسمنت، ويبين الجدول بأن الصين أعلى انتاج اسمنت في العالم بمجموع انتاج بما يقارب 3.29 مليار طن في السنة، ويليها الولايات المتحدة الأمريكية بقدرة إنتاجية 333 مليون طن في السنة، ويليها الهند بقدرات إنتاجية 219 مليون طن في السنة، واندونيسيا بقدرات إنتاجية 141 مليون طن، وروسيا وتركيا بحدود 122 مليون طن، وفيتنام بطاقة إنتاجية 97 مليون طن، أما البرازيل ومصر والسعودية ما بين 87 الى 80 مليون طن في السنة. ويقدر انتاج الاسمنت في العالم في حدود 9.4 مليار طن في السنة.

• تحليل قطاع الاسمنت السعودي من عام 2000 الى 2023:

يوضح الرسم البياني تطورات الإنتاج والاستهلاك للإسمنت في المملكة العربية السعودية خلال الفترة ما بين 2000 الى 2023 ويعتبر عام 2015 أعلى انتاج واستهلاك للإسمنت بما يقارب 60 مليون طن، أما أقل استهلاك كان خلال عام 2000 بما يقارب 17 مليون طن.

ويوضح في الرسم البياني أعلاه تطور نمو انتاج الاسمنت والاستهلاك الى ما يقارب 62 مليون طن خلال عام 2015 وهذا التطور يرجع إلى النمو في الاقتصاد المحلي والنمو في قدرات مصانع الاسمنت لتلبية الاحتياج المحلي من المشاريع والبنية التحتية والإسكان وغيرها من المشاريع التنموية.

وانخفض الاستهلاك خلال الفترة ما بين 2016 حتى 2018 ويرجع أسباب ذلك الى إعادة الهيكلة الاقتصادية، والى تحديات تواجه قطاع الإسكان على وجه التحديد، أما في عام 2023 فلقد سجل استهلاك الاسمنت بما يقارب 49.3 مليون طن خلال ذلك العام.

• تطورات المخزون من الكلنكر:

• رسم بياني يوضح تطور مخزون الكلنكر خلال فترة 2012 الى 2023.

نلاحظ في الرسم البياني أعلاه تطور مخزون الكلنكر لشركات الإسمنت من عام 2012 الى عام 2023.

في عام 2012 نلاحظ  أن مخزون الكلنكر لم يتجاوز 7 ملايين طن، وقد ارتفع في عام 2013 الى ما يقارب 15 مليون طن، وبدأ يرتفع تدريجي حتى عام 2018 ولقد وصل مخزون الكلنكر في ذلك العام بما يقارب 42 مليون طن، وهذا يعادل استهلاك المملكة العربية السعودية خلال 12 شهر في ذلك العام.

وقد بدأ مخزون الكلنكر بالانخفاض التدريجي في عامي 2020 و2021 وقد وصل مخزون الكلنكر في عام 2021 بما يقارب 35 مليون طن، ولقد ارتفع مخزون الكلنكر في عام 2023 بما يقارب 41 مليون طن، وما يزال هذا الرقم مرتفع جداً ويكفي احتياج المملكة العربية السعودية من الإسمنت بما يقارب 11 شهرا.

• 
• عدد الشركات والطاقة الإنتاجية لمصانع الاسمنت بالمملكة العربية السعودية:

جدول يوضح شركات الاسمنت ومجموع الطاقة الانتاجية.

في الجدول أعلاه يوضح عدد شركات الاسمنت ومجموع أرقام الطاقة الإنتاجية التصميمية لدى شركات الاسمنت في المملكة العربية السعودية.

نلاحظ في الجدول أعلاه بأسماء شركات الاسمنت في المملكة العربية السعودية ومجموع الطاقة التصميمية التقريبية تتجاوز 80 مليون طن، ونستنتج من الطاقة التصميمية قدرة شركات الاسمنت على تلبية الطلب الداخلي خلال السنوات القادمة. فإذ ارتفع الطلب الداخلي من 4.2 مليون طن في الشهر في الوقت الحالي إلى 6.7 مليون في الشهر بنسبة زيادة بما يقارب 60 % فإن شركات الاسمنت قادرة على تلبية هذا الطلب فلديها طاقة فائضة كبيرة تساعد على تلبية احتياج مشاريع رؤية 2030 في الوقت الحالي ومستقبلاً.

• تطورات الناتج المحلي الإجمالي السعودي وإنتاج الاسمنت خلال الفترة ما بين 1970 الى 2023:

في الرسم البياني أعلاه يوضح تطورات الناتج المحلي الإجمالي السعودي وإنتاج الاسمنت خلال الفترة ما بين 1970 الى 2023 وتعتبر العلاقة ما بين المتغيرين طردية ومعامل الارتباط عالي، فالناتج المحلي الإجمالي يؤثر على انتاج الاسمنت ورؤية 2030 تستهدف وصول الناتج المحلي الإجمالي الى ما يقارب 6.4 تريليون ريال بحلول عام 2030. أي ضعف الناتج المحلي الإجمالي عام 2023 . وهذا يستهدف جاهزية قطاع الأسمنت للوصول الى هذا الرقم الطموح.

التوقعات والأفاق المستقبلي لقطاع الاسمنت السعودي:

شهد قطاع الأسمنت نمو متزايد خلال الأعوام الماضية ولقد وضحنا في الرسومات البيانية التطورات الذي حصلت ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى نمو الاقتصاد السعودي والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والنهضة العمرانية.

وخلال الأعوام القادمة سوف يشهد الاقتصاد السعودي ضخ في المشاريع الإسكانية والنمو في القروض التمويلية العقارية بعد خفض أسعار الفائدة، وخلال الأعوام الخمسة القادمة من المتوقع نمو بالإنتاج والمبيعات بنسب متزايدة ويكون مصدر الطلب من المشاريع الاستراتيجية (Mega Projects) مثل نيوم والقدية وأمالا ومشروع السودة هذه المشاريع بدأ الطلب عليها وسوف يتزايد الطلب مع تسارع الانشاءات، والضخ المتزايد من قبل وزارة الإسكان لتحقيق هدف استراتيجي وهو 70% من السكان متملكين مسكنهم الأول.

الأفق على المدى المتوسط:

أعلن ولي العهد محمد بن سلمان استهداف السعودية وصول عدد سكان المملكة العربية السعودية ما بين 50 الى 60 مليون نسمة، وأيضاُ تم انشاء برنامج شريك لاستهداف ضخ في الاقتصاد السعودي ما يقارب 27 تريليون ريال خلال السنوات القادمة، ووصول الناتج المحلي الإجمالي الى ما يقارب 6.4 تريليون ريال.

من المتوقع أن يشهد اقتصاد المملكة العربية السعودية خلال الأعوام القادمة سياسات مالية تحفيزية ونمو متزايد من خلال المشاريع القادمة: مثل إنشاء السكك الحديدية، وإنشاء المطارات، وتحفيز جانب العرض من إنشاء الوحدات السكنية، وإنشاء المدن الكبيرة الضخمة مثل: نيوم والقدية، أمالا، ومشروع المربع، والمشاريع السياحية الحالية مثل: مشروع البحر الأحمر والسودة والعلا وانشاء فنادق وطرق واستضافة المملكة لإكسبو 2030،  وانشاء الملاعب واستضافة كأس العالم، وتحفيز هيئة الصادرات لهذه الشركات للتصدير الى دول الجوار ومنافسة الأسواق الاجنبية هذه كلها عوامل إيجابية ومحفزه لنمو القطاع بشكل عام.

• سناريوهات لتطورات الاستهلاك السنوي للإسمنت في السعودية خلال الفترة من 2024 حتى عام 2030.

يوضح السيناريو الأساسي الى نمو استهلاك الاسمنت خلال عام 2024 الى 2% وباقي السنوات نمو في استهلاك الاسمنت بنسبة 3% للوصول لحجم الاستهلاك في عام 2030 الى ما يقارب 62 مليون طن.

يوضح السيناريو المتفائل الى نمو استهلاك الاسمنت خلال عام 2024 بنسبة 4% وخلال عام 2025 حتى عام 2030 نمو بنسبة 6% للوصول لاستهلاك في عام 2030 الى ما يقارب 75مليون طن. مع ملاحظة تم عمل النموذجين بناء على أسس إحصائية قياسية علمية.