الأحد, 28 أبريل 2024

مختصون: رحلات مسار بدر تعزز السياحة و تجذب الاستثمارات لمنطقة المدينة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أكد باحثون ومختصون في مجال السياحة والآثار أن رحلات “مسار بدر” والرحلات التاريخية الأخرى تسهم بشكل كبير في تعزيز حركة السياحة والآثار، حيث تمثل مورداً اقتصادياً مهماً للأنشطة التجارية في المدينة، في الوقت الذي تعمل به هذه الرحلات على جذب الاستثمارات إلى المنطقة وتعزيز الاقتصاد المحلي.

وقالت رهام الشهري مدير عام شركة كنين للبحث و التطوير إن المدينة المنورة تحتضن العديد من المواقع والمعالم والمسارات التاريخية التي تروي إرثها وتاريخها وثقافتها الحضارية، مما جعلها مقصداً ووجهة سياحية لمكانتها الثقافية والتاريخية والدينية لزوار المدينة المنورة، مما يساهم في تحقيق إستراتيجيات القطاع السياحي والارتكاز على أبرز المستهدفات المتمثلة بتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وزيادة الفرص الوظيفية، والنمو والتنوع الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، لنقل إرث وآثار المنطقة لزائريها.

0fc4e60f f7d6 44b6 8d16 0149aebf8382

اقرأ المزيد

وأشارت الشهري إلى انعكاس ذلك الاهتمام على مسار بدر التاريخي الذي سيشهد نقلة تاريخية حضارية واقتصادية من خلال تفعيل المسار السياحي الذي ساهم في تحقيق مستهدفات استراتيجية المنطقة، حيث راعى 4 ركائز رئيسية تشمل تعزيز القيم التاريخية لمسار بدر، وتحقق رؤية 2030 في إثراء تجربة الزائر، وإبراز أهمية تأهيل وتفعيل المواقع التاريخية، وتفعيل الثقافة المجتمعية والشراكة المعرفية على مسار 40 معلما تاريخيا يبدأ من المدينة المنورة من ميدان الملك عبدالعزيز وتحديداً من منطقة السقيا انتهاءً بالعدوة الدنيا والعدوة القصوى في محافظة بدر على مسافة 175 كيلو متر.

وأوضحت أن ما يعزز تعدد الفرص الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكامل المنطقة هي الركيزة الأولى في القطاع السياحي والتي تتمثل بتطوير الوجهات السياحية، مما ينعكس إيجاباً على دور القطاع الخاص في المجال السياحي متمثلاً بالشركات والوكالات السياحية ودور الإيواء، والدفع لرفع الدعم بتطوير فرص الإرشاد السياحي والمرشدين وتمكينهم من إحياء تراث المنطقة، تحفيزاً لتنمية القطاع السياحي والدعم الاقتصادي.

وذكرت أن الاستثمار السياحي يسهم في حفظ الآثار التاريخية والعناية بالتراث الثقافي للمنطقة كونها جزءً أساسياً من منظومة الاستثمار الاقتصادي لجذب السائحين وإثراء تجربتهم الثقافية، وعملاً على زيادة إنتاج المنتجات السياحية وفتح فرص لم يشهدها السوق المحلي من قبل، بالإضافة إلى إسهامه بدعم التنافسية للنتاج المحلي متمثلاً بالهدايا التذكارية وإبداع الحرفيين في تصميم المنتجات التذكارية لتأصيل الهوية الثقافية للمسار السياحي من نقوش وأزياء للمنطقة وغيرها، كما تتيح الفرص الابتكارية في التسويق السياحي لتحقيق مستهدفات القطاع برؤية اقتصادية، وتسهم بتفعيل قطاع النقل وفق المسار السياحي، مشيرة إلى أن جميع هذه المنظومة الاقتصادية بلا شك ستبرز الاحتياجات الاقتصادية القادمة للمنطقة.

من جهته، قال أحمد التركي – المرشد السياحي في المدينة المنورة  والمهتم بمعالم وآثار المدينة -، إن الانعكاسات الاقتصادية المتوقعة من إحياء التراث والثقافة وهوية المكان التي يقدمها أهل المنطقة من خلال رحلات “مسار بدر” تتجلى في تنشيط الأنشطة التجارية، بما في ذلك المحلات التجارية والبقالات والتموينات والأسواق المركزية والمطاعم والمحطات ومحلات الضيافة، بالإضافة إلى ذلك ازدياد الطلبات على شراء الخيام ومستلزمات رياضة المشي لمسافات طويلة (الهايكنق)، مما يجعل الشركات المختصة في هذا المجال تتنافس لتقديم عروض وخدمات تلبي احتياجات الرحالة، إذ يشكل ذلك فرصة لزيادة مبيعاتهم.IMG 20240322 WA0081

وأضاف أن وسيلة التنقل في الرحلات مختلفة بين المشي وركوب السيارات والدرجات وكذلك الدواب مما يؤدي أيضاً إلى الاستفادة اقتصادياً من حركة السياحة والاثار، حيث يزداد الطلب على ( الدواب ) ركوب الخيول والجمال ووسائل التنقل الأخرى التي تستخدم في الرحلات السياحية مثل الطيران الشراعي وغيره، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن رحلات “مسار بدر” ستساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي لسكان المناطق التي تمر بها الرحلة، من خلال تشجيعهم على إنشاء مشاريع تخدم قطاع السياحة في مناطقهم وتلبي احتياجات السياح كوجهة سياحية.

وكانت أولى رحلات “مسار بدر” التي أطلقها الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، اختتمت يوم الخميس الماضي، حيث تأتي الرحلات ضمن خطة الهيئة لاعتماد المسار كمنتج سياحي مستدام يدعم اقتصاديات المنطقة ويساهم في إثراء تجربة زوار المدينة المنورة ويعزز جودة حياة للسكّان ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وانطلقت الرحلة الأولى لمسار بدر من ساحة ميدان الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة وصولاً إلى منطقة بدر التاريخية من خلال مسار الرحلة الذي يتضمن 40 موقعاً ومعلماً تاريخياً يرتبط بقصة بدر والأميال الحجرية الموجودة بالإضافة إلى أكثر من 25 قرية وتجمع سكني على امتداد 175 كيلو مترا، واستغرقت الرحلة حوالي 4 أيام سيراً على الأقدام وباستخدام الجِمال بمشاركة أكثر من 25 رحالاً من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وألمانيا وماليزيا وإندونيسيا وعدد من الدول العربية.

IMG 20240322 WA0079

يُذكر أن مسار بدر يُعنى بتوثيق معالم السيرة النبوية ويعكس الأهمية التاريخية التي تتمتع بها منطقة المدينة المنورة ويساهم في تحقيق الأثر الاقتصادي والتنموي المستدام في حين تعتزم الهيئة طرح فرصة المشاركة في رحلات “مسار بدر” خلال الفترة المقبلة عبر منصة “روح المدينة” بالشراكة مع القطاعين الخاص وغير الربحي، وذلك ضمن مشاريع تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي والوجهات الإثرائية التي تساهم في إثراء التجربة الدينية والثقافية لزوار المدينة المنورة.

ذات صلة

المزيد