السبت, 18 مايو 2024

إصدار (8 أعوام رؤية وإنجاز) .. استراتيجية العلامة الوطنية لعصر ما بعد النفط 

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

لمطالعة الإصدار  أضغط هنا

يرى مراقبون أن دول الشرق الأوسط اتجهت مؤخرًا إلى تنويع اقتصادها، وتغيير الصورة النمطية التي عرفت بها خلال العقدين الماضيين، بإنهاء اعتمادها على النفط، معتبرين أن المملكة العربية السعودية إحدى الدول التي كانت نشطة بشكل خاص في هذا المجال.

فالسعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم. ومع ذلك، كانت الحكومة تدرك منذ بعض الوقت أن النفط مورد محدود، بالنظر إلى مستقبل الوقود الأحفوري، وجهود التغيير المناخي، واتجاهات الطاقة النظيفة. ومن أجل الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط، شرعت الحكومة في تنفيذ عدد من المشاريع الطموحة لتنويع الاقتصاد.

اقرأ المزيد

القطاع السياحي: 

إحدى الركائز الأساسية لخطة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 هي السياحة. ربما لم تفتح البلاد أبوابها أمام السياح الدوليين إلا مؤخرًا، لكنها تقوم بالفعل باستثمارات كبيرة في قطاع السياحة. وفي عام 2019، أطلقت المملكة العربية السعودية تجربة العلا، وهو مشروع سياحي ثقافي استقطب ملايين الزوار. وهناك مشروع رئيسي آخر هو نيوم، وهي مدينة مخطط لها سيتم بناؤها على ساحل البحر الأحمر. ومن المتوقع أن تكون نيوم مركزًا للابتكار والتكنولوجيا، ومن المتوقع أن تجتذب استثمارات بمليارات الدولارات.

نهضة رياضية:
وبالإضافة إلى هذه المشاريع الكبرى، تستثمر المملكة العربية السعودية أيضًا في الرياضة والثقافة؛ حيث استضافت البلاد عددًا من الأحداث الرياضية الكبرى في السنوات الأخيرة، بما في ذلك سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 وبطولة الرياض ماسترز للجولف. كما وقّعت المملكة العربية السعودية صفقات رعاية كبيرة مع نجوم كرة القدم مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار وبنزيما. ولا تزال استراتيجية المملكة لتنويع الاقتصاد وتغيير صورتها الدولية في مراحلها الأولى. ومع ذلك، فقد تم بالفعل تحقيق بعض النتائج الإيجابية؛ فقد ارتفع عدد السياح الذين يزورون المملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.

العلامة التجارية:

ما العلامة التجارية التي تمثل بلدًا ما، وما العلاقة بين العلامة التجارية الوطنية وهذا البلد؟ تعريفان للعلامة التجارية الوطنية على المستوى النظري، هناك طريقتان على الأقل لفهم مصطلح “العلامة التجارية الوطنية”، ويرتبط هذان الفهمان ارتباطًا وثيقًا.

الفهم الأول، كما طرحه علماء السياسة مثل “سيمون أنهولت”، الذي يعتبر أحد العمالقة في مجال نظرية العلامة التجارية، هو “تطبيق استراتيجيات التسويق” للشركاء الأجانب بغرض بناء وتعزيز الصورة والسمعة الدولية للبلاد لخدمة مصالح الأمة. ووفقا لهذا التعريف، يتم بناء العلامة التجارية الوطنية لخلق صورة إيجابية وجذابة، من أجل تعزيز حضور وتأثير الدولة في المسرح الدولي.

أمّا “والي أولينز”، فإن العلامة التجارية الوطنية وفقًا لتعريفه هي الطريقة التي تروج بها الدولة لصورتها من أجل خلق الثقة محليًا ودوليًا، وتعزيز السياحة والاستثمار، وصورة إيجابية لجودة منتجاتها وخدماتها.

بدءًا من المشكلة الاقتصادية، تعد العلامة التجارية الوطنية دائمًا مهمة في التنمية الشاملة لكل بلد. على سبيل المثال، في عام 2010، أكدت فنلندا على استراتيجية علامتها التجارية الوطنية من خلال الرسالة: “فنلندا بلد يعمل بشكل جيد ويركز على الحلول، حيث يعد التعليم والمعرفة والمهارات من بين الأفضل في العالم، وحيث تعد الطبيعة موردًا مهمًا”.

في المملكة المتحدة، تم تنفيذ استراتيجية لخلق صورة محببة للبلاد من خلال الإنجازات في الموسيقى والإعلام والفن في عهد رئيس الوزراء توني بلير تسمى “Cool Britannica”. فيما ترتبط صورة كوريا الجنوبية بـ “النمر الآسيوي” أو “كوريا الديناميكية” حاليًا، حيث تتزامن جميع الآليات الثقافية والتكنولوجية والتجارية والاستثمارية والدبلوماسية. ولتحقيق الأهداف في شعاراتهم، تتضافر قيادة الحكومة وتوجيهها، بمشاركة الجمهور.

 

التقرير أعلاه من إصدار (8 أعوام رؤية وإنجاز) الذي أصدرته (مال) في 25 أبريل 2024 بمناسبة مرور ثمانية أعوام على إطلاق رؤية المملكة 2030.

 

 

ذات صلة

المزيد