إصدار (8 أعوام رؤية وإنجاز).. تعرف على تفاصيل القفزة في القطاع الرياضي وتحويله لقطاع منتج

لمطالعة الإصدار أضغط هنا

إن التطور والزخم الذي تعيشه المملكة العربية السعودية حاليًا والنجاح والتميز في كافة المجالات والقطاعات الاقتصادية، يرجع في الأساس إلى رؤية المملكة 2030 والتي تقدم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى جلالة الملك سلمان في أبريل 2016، وتمت الموافقة عليها وهي الآن تُعد برنامج عمل الحكومة لتحقيق مستهدفاتها حتى عام 2030، وفي 2018 تــم إطــلاق برنامــج “جــودة الحيــاة” والذي ركز بشكل أساسي على تطوير نمط حيــاة الفــرد مــن خـلال توفير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من مشاركة المواطنين والمقيمين في الأنشطة الرياضية، عن طريق نشرها في المجتمع مع تحقيق التميز في عدة رياضات إقليميًا وعالميًا.

وقد حقق النشاط الرياضي العديد من الإنجازات وفقًا لما أعلنه وزير الرياضة السعودي في مؤتمر تخصيص الأندية الرياضية، وذلك على النحو التالي :

• قفزت عوائد الأندية من 88 مليون ريال في عام 2019 إلى 328 مليون ريال في موسم 2023 بنسبة نمو 272.7% بزيادة تعادل 240 مليون ريال.
• ارتفاع عدد الرياضيين من 40 ألفًا في عام 2019 إلى 81 ألفًا خلال عام 2023 بنمو 102.5% بزيادة تعادل 41 ألف رياضي، وذلك بعد استحداث العديد من الرياضات وتفعيل مشاركة المرأة في الأنشطة والمسابقات المختلفة.
• تضاعف عدد المشجعين من 1.1 مليون مشجع في عام 2019 إلى 2.2 مليون مشجع في عام 2023 بنمو 100% وذلك بعد تحسين تجربة الجماهير عن طريق تهيئة بيئة خصبة مميزة لحضور الجماهير الرياضية. 
• تمكن 89% من أندية دوري المحترفين من الحصول على شهادة الكفاءة المالية.
• ارتفاع استفادة الأندية من الحوافز المالية والإدارية النوعية إلى 61 ناديًا في موسم 2022 – 2023 بدلًا من  16 ناديًا في موسم 2019 – 2020. 
• جارٍ حاليًا تأهيل وتطوير 3 منشآت رياضية تطويرًا شاملًا وهي منشآت (الفتح- والاتفاق- والشباب)، إلى جانب الانتهاء من تطوير 9 منشآت رياضية تطويرًا جزئيًا وفق أعلى المعايير المتبعة محليًا وعالميًا وهي منشآت أندية (الاتحاد- والنصر- والهلال- والأهلي- والقادسية- والباطن- والتعاون- وضمك- والرائد).

وفي الآونة الأخيرة تميزت المملكة في ملف الاستضافات الرياضية، حيث استضافت المملكة العديد من الأحداث الرياضية العالمية، مثل: فورمولا1، وكأس السوبر الإسباني في أربع مناسبات، وكأس السوبر الإيطالي مرتين، وإقامة طواف السعودية للدراجات الهوائية ثلاث مرات، كما احتضنت المملكة الماراثون الدولي مرتين على التوالي في مدينة الرياض؛ عامي 2022 و2023م، والذي صاحبه العديد من الفعاليات في قرية الماراثون، وبحضور أكثر من 25 ألف مسجل، إلى جانب إقامة سباق “إكستريم إي 2022″، ضمن السلسلة العالمية “إكستريم إي” لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية للمرة الثالثة، فضلًا عن استضافة بطولة العالم للأندية لكرة اليد “سوبر جلوب” للمرة الثالثة على التوالي.

وواصلت رؤية المملكة 2030 تأثيرها الهائل في القطاع الرياضي، حيث أصبحت المملكة وجهةً مفضلةً لمختلف الرياضيين والمسابقات القارية والعالمية الهامة في الكثير من الألعاب، حيث تسهم هذه الاستضافات في تعزيز مكانة المملكة دوليًّا، وتنمية قطاع الاستثمار الرياضي، إلى جانب تعزيز قطاع السياحة.

وخلال عام 2023 واصل القطاع الرياضي في المملكة جني ثمار الاهتمام والدعم غير المحدود من قبل القيادة الرشيدة، محققًا قفزات نوعية وخطوات طموحة وتطورات استثنائية، اتسقت مع المستهدفات الوطنية في رؤية المملكة 2030؛ ليكون عامًا يقترن فيه الطموح بالتميز، والجهود بالنجاحات، على مر شهوره، وفي مختلف مناسباته وأحداثه، وفيما يلي توزيع هذه الأحداث الرياضية الهامة التي تمت عام 2023 فقط موزعة على شهور العام:

وتمكنت المملكة من استقطاب كبار اللاعبين الدوليين والتعاقد معهم، والذين أحرزوا بطولات عالمية لفرقهم ولهم شهرة عالمية، أهمها التعاقد الأول عن طريق نادي النصر الذي استطاع التعاقد مع النجم البرتغالي  كريستيانو رونالدو، واللاعب العالمي قائد منتخب فرنسا وهداف ريال مدريد الإسباني المهاجم “كريم بنزيما”، فضلًا عن استقطاب عدد آخر من كبار اللاعبين العالميين وبما يساهم في توطين تلك الصناعة العالمية داخل المملكة، وأسفر ذلك عن جعل الدوري السعودي من أقوى الدوريات، وبات يحظى بمتابعة عربية وعالمية، لذلك تصدر دوري “روشن السعودي” كل الدوريات في المنطقة العربية، وأصبح من بين أفضل 5 دوريات كرة القدم في العالم.

وفي فبراير 2023 أعلنت “الفيفا” رسميًّا استضافة المملكة العربية السعودية بطولة “كأس العالم للأندية”، وستكون السعودية هي البلد الـ 6 المستضيف للبطولة، لتصبح المملكة محط أنظار العالم، الأمر الذي يؤكده استضافة المملكة لأهم الفعاليات العالمية المتنوعة، بما فيها المناسبات الرياضية الهامة على مستوى العالم، مثل الفورميلا1 والفورميلا إي ورالي دكار والسوبر الأسباني والإيطالي والعديد من البطولات العالمية للألعاب المختلفة مثل الملاكمة الاحترافية وكرة اليد والطائرة…إلخ. 

وخلال “مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة” في أكتوبر 2023 تم إعلان إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، الذي ستنظمه المملكة في الرياض سنويًا ابتداءً من صيف عام 2024. وستشكل البطولة منصة مهمة تسهم في الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية الذي يشهد نموًا متزايدًا، وسترسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية والعالمية.

ستكون هذه البطولة رافدًا رئيسيًا في تحقيق مساعي استراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، والمساهمة في تحقيق أكثر من 50 مليار ريال للناتج المحلي بحلول عام 2030، فضلًا عن توفير 39 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع، وتحويل مدينة الرياض إلى عاصمة للألعاب الإلكترونية، وتعد المملكة موطنًا لنحو 23.5 مليون من عشاق الألعاب مع خمسة أبطال عالميين في رياضات إلكترونية مختلفة وأكثر من 100 فريق محترف”..، وقد وقع  الاتحاد مع أكثر من 500 لاعب محترف بعقود رسمية، وتعتبر أهداف الاستراتيجية جزءًا من رؤية المملكة 2030، وهي تتماشى مع المبادئ الأساسية للرؤية بما في ذلك التنوع الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتوفير الترفيه على مستوى عالمي للمواطنين والمقيمين والزوار، مما يعزز دور المملكة كدولة رائدة عالميًا في صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، وهناك 4 معايير لاستراتيجية الاتحاد بحلول عام  2030: 

• تأسيس 250 شركة ألعاب داخل السعودية.
• تطوير أكثر من 30 لعبة في المملكة تصنف من بين أفضل 300 لعبة على مستوى العالم بحلول 2031.
• أن تصبح السعودية من بين أفضل ثلاث دول عالميًا من حيث عدد الرياضيين الأفراد في الرياضات الإلكترونية.
• استضافة أكبر فعاليات الرياضات الإلكترونية وأكثرها مشاهدة في العالم.

وعلى مـدار السـنوات الماضيـة، وبفضـل الاستثمارات الضخمـة التي تجاوزت 142.5 مليار ريال من خلال مجموعة “سافي” للألعاب المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، برزت المملكة باعتبارهـا وجهـة رائـدة عالميـًا في صناعـة الألعاب الإلكترونية، فـإن المملكـة تقـود الابتكار وتوفر فرص العمل وترسخ مكانتها باعتبارها مركزًا عالميًا يُمكن كلا من اللاعبين والمشجعين والمستثمرين والمنشآت الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الألعاب الإلكترونية التي تتضمن أكثر من 33 مجالًا للاستثمار. 

وتكلل نجاح المملكة في تطوير النشاط الرياضي بشكل عام في استضافتها العديد من الأحداث الرياضية العالمية الهامة، والتي يأتي أهمها نجاح المملكة في اقتناص استضافة أهم حدث رياضي عالمي “مونديال كأس العالم لكرة القدم 2034″، بعد 6 مشاركات سابقة للمنتخب السعودي آخرها في 2022، وهو يمثل نقلة نوعية للمملكة على الصعيد الرياضي، وستحتضن المملكة البطولة العالمية بنظامها الجديد والموسع الذي يضم 48 منتخبًا وذلك لأول مرة في تاريخ البطولة.

وستسبق استضافة المملكة لمونديال 2034 العديد من الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، والتي تعتبر نسخًا تجريبية قبل استضافة الحدث العالمي “مونديال كأس العالم لكرة القدم 2034”: 

تعود بدايات النشاط الرياضي في المملكة إلى أول قرار صدر بإنشاء إدارة مسؤولة عن الرياضة تتبع وزارة الداخلية في 1952، وفي عام 1954 أُنشئت إدارة جديدة باسم إدارة التربية الرياضية والاجتماعية، إلى أن صدر قرار من مجلس الوزراء عام 1964 يقضي بتأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي مايو 2016 صدر أمر ملكي بتعديل اسم الرئاسة إلى الهيئة العامة للرياضة والتي تم تحويلها في نهاية فبراير 2020 إلى “وزارة الرياضة”، وذلك ضمن قرار تأسيس 3 وزارات جديدة هي منهم، بالإضافة إلى وزارة السياحة ووزارة الاستثمار .

وتحقيقًا لمستهدفات «رؤية السعودية 2030» في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين، بدأت المملكة برنامجها عن طريق استراتيجية “دعم الأندية الرياضية” التي تم إطلاقها عام 2019، وهي إحدى أهم المبادرات التي فتحت آفاقًا واسعة للرياضة في المملكة، من خلال تطبيق أعلى معايير الحوكمة وتطوير الأندية لضمان استدامتها ماليًا وإداريًا وتشغيليًا، وذلك بهدف تجهيز وتهيئة تلك الأندية للتخصيص ودخول القطاع الخاص في تلك الصناعة الجاذبة مثل كل الأندية العالمية، وبالتالي مهدت استراتيجية دعم الأندية الطريق لمستقبل الاستثمار والتخصيص، وقامت المملكة بالتوازي في أكتوبر 2021 وعن طريق ذراعها الاستثمارية “صندوق الاستثمارات العامة” بالاستحواذ على أحد أشهر الأندية في كرة القدم الإنجليزية والذي يلعب في الدوري الممتاز “بريمير ليغ”، وهو نادي نيوكاسل يونايتد في صفقة وصلت قيمتها إلى 300 مليون دولار، ويعتبر ذلك بهدفين أولهما تحقيق عوائد مجزية والمساهمة في عملية التحول الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل للمملكة، وثانيهما نقل الخبرات المتراكمة في تلك الصناعة بهدف توطينها محليًا لأندية المملكة، الأمر الذي يعكس التخطيط الجيد للقائمين والمسئولين عن الملف الرياضي في المملكة.

في يونيو 2023 أطلق ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان “مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية” والذي سيسهم في تعزيز دور الاقتصاد الرياضي بعملية التحول التي تقودها رؤية المملكة 2030، الذي يقوم على ثلاثة أهداف استراتيجية هي توفير بيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، والعمل على تطوير البنى التحتية، وتتمثل آلية تنفيذ المشروع عن طريق مسارين رئيسين: 

المسار الأول: يتضمن استثمار صندوق الاستثمارات العامة في 4 أندية من خلال تحويلها إلى شركات بواقع 75% لصندوق الاستثمارات العامة، و25% للمؤسسة غير الربحية، وهي أندية (الهلال والنصر والاتحاد والأهلي) وهي الأندية التي تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة تصل إلى 80% من المشجعين وتدعم المنتخب السعودي بأكثر من 80% من اللاعبين، مع استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية من خلال تحويل 4 أندية إلى شركات ونقل ملكية هذه الشركات إلى جهات تطويرية تنموية، وذلك بنقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو، ونقل ملكية نادي الدرعية إلى الهيئة الملكية لتطوير الدرعية، ونقل ملكية نادي الصقور لشركة نيوم، ونقل ملكية نادي العُلا إلى الهيئة الملكية لتطوير العُلا.

المسار الثاني : طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص للجهات الراغبة محليًا وعالميًا في الاستثمار بالأندية الرياضية المطروحة البالغ عددها 164 ناديًا.

ويهدف نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضيًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة «أفضل 10 دوريات في العالم»، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال. 

ووفقًا لما أعلنته وزارة المالية في منتصف ديسمبر 2023 من انتهائها من نقل ملكية 14 ناديًا رياضيًا إلى القطاع الخاص، كما أشارت الوزارة إلى أن برنامج التخصيص خلال عام 2023 ساهم في رفع مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي؛ ما يعكس التنوع الاقتصادي المستمر عبر دعم القطاعات الواعدة، إذ تعمل المملكة على بناء قطاع رياضي فعال من خلال «مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية» تحقيقًا لمستهدفات «رؤية المملكة 2030» في القطاع، إذ تشهد هذه القطاعات نموًا متسارعًا يحقق فرصًا متنوعة، والقطاع الرياضي من القطاعات الواعدة، وتعمل الحكومة على رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.5% بدلًا من 0.4%.

التقرير أعلاه من إصدار (8 أعوام رؤية وإنجاز) الذي أصدرته (مال) في 25 أبريل 2024 بمناسبة مرور ثمانية أعوام على إطلاق رؤية المملكة 2030.