هل الروبوتات مفيدة للاقتصاد العالمي؟

نشهد اليوم ثورة تقنية قادرة على تغيير العديد من الصناعات حول العالم و لعل أهمها هو الروبوتات. حيث ظهرت العديد من التقارير التي تشير إلى أن الروبوتات قادرة على القيام بالعديد من الأعمال التي يقوم بها الأفراد اليوم بكفاءة أعلى وتكلفة أقل. تقنيات الذكاء الصناعي قادرة على جلب العديد من الفوائد لأصحاب الأعمال والمستهلكين و لكن ما زال العديد يتسائل عن الأضرار التي قد تجلبها لنا هذه التقنيات وإمكانية تأثيرها على عدد من المجالات الاقتصادية و ماهي الآثار المترتبة من هذا الاندماج.

الوظائف
أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي على ما يجري اليوم اسم (الثورة الصناعية الرابعة) لما نشهده من تطور تكنولوجي مثل الذكاء الصناعي و الطباعة ثلاثية الأبعاد و الروبوتات و غيرها من التقنيات. و من المتوقع بحلول عام 2020 أن يتم استبدال 5 ملايين فرصة عمل ليحل محلها الآلات والروبوتات. على الرغم من أن معظم هذه الوظائف تعد بسيطة المهام و لكن على مدى السنوات القليلة المقبلة قد تكون قادرة على استبدال المزيد من الوظائف التقليدية مثل الأطباء و الممرضين و المحاميين و غيرها من الوظائف الفكرية.

18 Nov 2012, Anhui Province, China — (121118) — HUAINAN, Nov. 18, 2012 (Xinhua) — A robot shows its writing skills during a contest of intelligent robots created by college students at the Anhui University of Science and Technology in Huainan City, east China’s Anhui Province, Nov. 16, 2012. (Xinhua/Chen Bin) (ry) — Image by © Chen Bin/Xinhua Press/Corbis

في الجانب الآخر فإن الوظائف الجديدة التي سيتم إنشاؤها من دمج الروبوتات والآلات يقدر بحدود 2 مليون فرصة عمل مما يترك عجزا قدره 3 ملايين فرصة عمل في السنوات الأربع القادمة مما يجعل البعض يتساءل, ما هي الآثار الإقتصادية لهذه الأرقام؟
ذلك يعني أن المنافسة ستصبح أشد للمناصب البشرية المتاحة و زيادة الطلب على قطاعات الهندسية والرياضيات مما يجعلها مرحلة انتقالية يمكن التحكم فيها, و من منظور اقتصادي أوسع فإننا سنفقد عدد أكبر من ذلك من فرص العمل و نحن نتقدم إلى عام 2030 و أبعد من ذلك. و لكن الفوائد الاقتصادية الأوسع لهذا الاندماج فإن الشركات ستصبح أكثر إنتاجية و قادرة على خفض التكاليف مما يعني أن المنتجات تصل للمستهلك بسعر أقل و جودة أعلى.

سوق الأسهم
تعتمد العديد من الاقتصادات العالمية على الأسواق المالية وأسواق الأسهم و دليل على ذلك عند انهيار أسعار الأسهم فإن الاقتصاد يتأثر بشكل مباشر (كما هو الحالي في الأزمة المالية العالمية لعام 2008) و عندما ترتفع فإن الاقتصاد ينتعش. و عندما يتدخل الذكاء الصناعي في الأسواق المالية قد نفقد التحكم في الأسواق المالية وقدرة التقنية على تحليل الخوارزميات بشكل أسرع وأدق من البشر مما يجعل مهمة دمجها في السوق مهمة للاقتصاد بشكل تدريجي على لا يؤثر على نمو الاقتصاد بشكل سلبي.

الموارد
بالطبع انتشار التقنية و تقدمه سيجلب للعالم المزيد من الموارد اللازمة لممارسة حياتنا بشكل أفضل و أكثر فعالية وبتكلفة أقل وأقرب مثال على ذلك هو الطاقة المتجددة من الشمس و الإستفادة من الموارد الطبيعية لتوليد الطاقة بتكلفة أقل و صديق للبيئة. و لكن الضرر من جلب هذه التقنيات قد يكون للشركات القائمة و التي نقوم باستيراد أو تصنيع الموارد و ذلك لعدم قدرتها على المنافسة مع التقنيات سواء من ناحية الجودة أو التكلفة و ستضطر للخروج من السوق.

هل التقنية مفيدة للاقتصاد المحلي و العالمي؟
مع هذه المعلومات يمكن التكهن بأن التقدم السريع للتقنية قد يعرقل من نمو الاقتصاد و ذلك كونها تحل محل وظائف كثير قبل أن نتمكن من تحقيق الاستقرار في مستويات البطالة الذي يعد جزء أساسي في أي اقتصاد محلي. من المتوقع أن تخلق الروبوتات والتقنيات الجديدة الطبقية بين المجتمعات من خلال مكافأة المبدعين و اضافة ميزة لأصحاب الأعمال بإنتاج عدد أكبر وبتكلفة أقل مما قد يجعل المنافسة صعبة لمن لا يملك تكاليف التقنيات.و لكن جميع هذه السيناريوهات من الممكن تجنبها عن طريق التدابير التحضيرية من قبل الشركات والأفراد اليوم والاستعداد للمستقبل بشكل أفضل لتجنب انهيار اقتصادي قادم.