الخميس, 2 مايو 2024

مسيرة “سوق.كوم” ونظرة على ما بعد الاستحواذ

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

بعد مفاوضات دامت لمدة تسعة أشهر “مع انقطاع المفاوضات بين نهاية شهر يناير حتى بداية شهر مارس الحالي بسبب عدم اتفاق على قيمة الصفقة في ذلك الوقت” تم الإعلان رسميا عن استحواذ العملاق الأمريكي “أمازون” على شركة “سوق.كوم” التي تتخذ من مدينة دبي مقراَ لها مع الإحتفاظ بفريق العمل الحالي ورونالدو مشحور على منصبه كرئيس تنفيذي للشركة. حيث قامت “جولدمان ساكس” في لعب دور المستشار لشركة “سوق.كوم” خلال هذه المفاوضات التي لم يتم الإعلان عن قيمة الصفقة إلا أن تقرير “تيك كرانش” أشار إلى أنها قد تصل إلى 650 مليون دولار.

وكما كانت المصادر تؤكد في بداية المفاوضات بأن شركة “سوق.كوم” كانت ترغب في بيع 30% من حصة الشركة والتي تم تقييمها آنذاك بمليار دولار إلا أن الإعلان الذي صدر يشير إلى استحواذ أمازون على الشركة بشكل كامل والخدمات التابعة لها بالإضافة إلى الإبقاء على فريق العمل. ولم يتم الكشف عن شروط الصفقة بشكل كامل.

يعد موقع “سوق.كوم” أحد أكبر المواقع المتخصصة في التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط. تأسست الشركة في عام 2005 من قبل رجل الأعمال السوري “رونالدو مشحور” كجزء من منصة “مكتوب” التي تم الاستحواذ عليها من قبل شركة “ياهو” في عام 2009 ولم ترغب شركة “ياهو” في ضمها كجزء من ذلك الصفقة آنذاك لعدم اهتمامها في قطاع التجارة الإلكترونية.
في بداياتها كانت الشركة تقدم منتجاتها بنظام المزايدة العلنية وبشكل مشابه لموقع “إيباي” الشهير ولكن في عام 2011 تم تطوير الموقع ليصبح نموذج مشابه لموقع “أمازون” في تقديم المنتجات بأسعار ثابتة وتقديم خدمات متنوعة مثل الشحن وإمكانية الدفع إلكترونيا أو نقداً عند استلام السلع مع خيار الاسترجاع مجاناً مما ساعد على نجاح الشركة والتوسع بشكل أفضل حتى أصبح يتجاوز عدد زوار الموقع 45 مليون شخص شهريا للإطلاع على أكثر من مليون منتج متوفر على منصتها وقد سبق أن صرحت الشركة أن عدد عملائها يتجاوز 50 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

مراحل تطور “سوق.كوم”:
“سوق.كوم” عام 2005

 “سوق.كوم” عام 2007


“سوق.كوم” عام 2014

“سوق.كوم” عام 2017

استثمارات الشركة
حسب بيانات منصة “كرنش بيس” فإن “سوق.كوم” قامت بأربع جولات تمويلية بدأت أولها في بداية شهر أكتوبر من عام 2012 عن طريق الأسهم الخاصة وأشارت البيانات إلى المستثمرين في هذه الجولة هم “مجموعة جبار للإنترنت” و “مينا فينتشر انفستمنت” و “تايجر جلوبال مانجمنت” وقامت الشركة بجمع مبلغ 35 مليون دولار.
في نهاية شهر أكتوبر من نفس العام قامت الشركة بجولة تمويلية حصلت خلالها على مبلغ 40 مليون قادتها مجموعة “ناسبرز” ودخلت  “تايجر جلوبال مانجمنت” كمستثمر في نفس الجولة لتزيد حصتها في الشركة.

بعد توسع الشركة ورغبتها في تطوير خدماتها التقنية وتطوير تجربة المستهلك في التسوق من خلال الأجهزة الذكية قامت “سوق.كوم” بإطلاق جولة تمويلية جديدة في شهر مارس من عام 2014 وتم الحصول على استثمارات تقدر بقيمة 75 مليون دولار من نفس المستثمر السابق “ناسبرز” ليزيد من حصته في الشركة. 

وفي العام الماضي أطلقت الشركة جولة تمويلية جديدة لجمع مبلغ 300 مليون دولار ولكن تم إغلاق الجولة بجمع مبلغ 250 مليون المستثمر السابق “تايجر جلوبال مانجمنت” مع دخول عدد من المستثمرين الجدد من ضمنهم “ستاندرد تشارترد”.
وبالنظر إلى هذه الأرقام فإن مجموع استثمارات التي تحصلت عليها الشركة بلغت 425 مليون دولار مما يعني إن صحت الأخبار بأن قيمة الصفقة بلغت 650 مليون دولار فإن جميع المستثمرين قد استفادوا من الصفقة بمجموع يصل إلى 225 مليون دولار.
الجولات التمويلية

المستثمرين

لماذا اتجهت “أمازون” إلى “سوق.كوم”
حتى الانتهاء من الصفقة فإن “أمازون” لم يكن لها أي وجود نشط في منطقة الشرق الأوسط وعلى الرغم من أن سوق التسوق يعتبر ضخم بالإضافة إلى إنتشار الإنترنت في أغلب الدول وتحديدا بين فئة الشباب. ووفقا لتقرير صادر عن “ماكينزي” فإن عدد المتسوقين في المنطقة يصل إلى 50 مليون مستهلك ويشكل التسوق الإلكتروني 2% من حجم السوق التجاري مما يجعل السوق ناشئ وقابل للنمو بشكل سريع. 

لذلك فإنه من الطبيعي أن نجد العملاق الأمريكي أن يتجه إلى “سوق.كوم” التي تعد المنصة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و الإستفادة من التقنيات والخبرات التي تمتلكها وذلك من خلال بناء إمبراطورية جديدة في مجال التجارة الإلكترونية فإنه من الأفضل لها أن تقوم بالاستحواذ على الشركة المهيمنة في المنطقة على التجارة الإلكترونية والعمل على تطبيق تقنياتها والاستفادة من خبراتها السابقة في التوسع بشكل سريع لتصبح الشركة المهيمنة على سوق التجارة الإلكترونية بشكل أسرع وأقل تكلفة. 
وعادة ما تواجه المنصات المتخصصة في التجارة الإلكترونية عدد من العقبات مثل مشاكل التسليم والشحن بالإضافة إلى نظام الدفعات الإلكترونية التي قد تفتقدها بعض المناطق أو الدول ولكن تجارب “أمازون” الطويلة سوف تساعد على حل هذه العقبات وحلها لتصل إلى طموحات العملاق الأمريكي من هذا الإستثمار. 

وتتميز “أمازون” بإيمانها أن المستهلك العادي يريد خيارات أوسع من المنتجات باقل الاسعار وتسليم المنتج في أسرع وقت لضمان نجاح التجارة الإلكترونية وهذا ما جعلها تتميز وتنافس المتاجر التقليدية بالإضافة إلى اعتمادها على ولاء العملاء لضمان نجاحها على المدى الطويل. تعد الصفقة مناسبة لجميع الأطراف حيث نجد أن السيد جيف بيزوس – مؤسس أمازون – يتميز في نظرته طويلة الأجل في الاستثمارات وهذا ما ينطبق على المنطقة التي تنمو بشكل سريع في استخدام الإنترنت والتجارة الإلكترونية مما يجعلها منطقة جاذبة للتجارة الإلكترونية بالإضافة إلى امتلاكها إلى الخبرات التي تثري تجربة العملاء في المنطقة وتساعد على نهوض التجارة الإلكترونية وخدمات البنية التحتية في المنطقة. 

ذات صلة

المزيد