كيف سيبدو مستقبل التعليم في السنوات المقبلة؟

في السنوات الأخيرة مع دخول التكنولوجيا في حتى أصبحت تنسج خيوطها في كل جزء من حياة الفرد حتى أصبح العالم يظهر كقرية صغيرة. وتأثيرها على العديد من الصناعات أصبح من المتوقع أن نرى التكنولوجيا تقدم معنى جديدا كليا لصناعة التعليم. 
التكنولوجيا بشكل عام ساعدتنا في استكشاف أبعاد جديدة لتحقيق أهدافنا بشكل أكثر فعالية وكفاءة, لذلك بدأت العديد من الشركات التقنية تبحث عن منهجيات جديدة لتطوير صناعة التعليم الجديد وتطويره.

ووفقا لتقرير صادر عن شركة “كي بي إم جي”, فإن التعليم الإلكتروني سيكون له تأثير كبير على حياة العديد من الأفراد ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 1.96 مليار دولار بحلول عام 2021. 
من المؤكد أن دخول الجيل الرابع وارتفاع سرعات الإنترنت كان حافزا أساسيا لنمو التعليم الإلكتروني وانتشار العديد من المنصات التعليمية على الإنترنت التي تحفز الأفراد للتعلم عن بعد.

ولعل أحد مميزات التعليم الإلكتروني هو إتاحة الفرصة للجميع من مختلف أنحاء العالم بالحصول على عالم من الفرص المناسبة للتعلم في أي وقت وفي أي مكان. ولذلك سوف نقدم أهم التقنيات الجديدة القادرة على تغيير قطاع التعليم لعام 2018م.

تكنولوجيا الواقع الافتراضي
تعمل العديد من المؤسسات التعليمية على تغيير أسلوب التعليم التقليدي وابتكار أساليب تشاركية بين الطلاب. ومن المتوقع أن نرى بداية دخول تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز في قطاع التعليم وإضافة تجربة جديدة للطلاب من خلال محاكاة رسومية وتوسيع مفهوم التعلم الحديث. ومن المتوقع أن يكون لهذه التقنيات دور في تعزيز المشاركة والاحتفاظ بالمعلومات من خلال استخدام رسوم متحركة تساعد الطلاب على فهم النظريات المعقدة بشكل أكثر سهولة.

تحليل البيانات
مع دخول البيانات الضخمة وأهمية دور تحليل البيانات من المتوقع أن تبدأ العديد من المؤسسات التعليمية الاستفادة منها في فهم ومعرفة النمو الأكاديمي العام للطالب.علما بأن شركة “إتش بي” قد قامت بالتعاون مع أحد المؤسسات الغير ربحية في جنوب الهند على جميع البيانات الأولية لأكثر من 40,000 مدرسة منذ عام 2006. على الرغم من أن البيانات تعتبر أولية إلا أن علماء البيانات تمكنوا من تسجيل عدد من الملاحظات على النمو الأكاديمي للطلاب. على سبيل المثال, لاحظوا أن معدل المشاركة في الحصص التعليمية تنخفض بين الفتيات من عمر 11 حتى 14, كما لاحظوا أن معدل الهروب من المدرسة ينخفض في المدارس التي توفر دورات مياه منفصلة بين الجنسين. توليد وتحليل البيانات من خلال التكنولوجيا سوف يتيح للمؤسسات التعليمية الوصول إلى المزيد من الأفكار التي من شأنها أن تطور النظام التعليمي.

التعليم والحوسبة السحابية
دخول تكنولوجيا الحوسبة السحابية في قطاع التعليم سوف يساعد على بناء البنية التحتية لخلق تجربة تعليمية رقمية ناجحة. كون بعض المدارس التي تمتلك التكنولوجيا بشكل محدود تواجه تحدي حقيقي وهو قابلية التوسع وارتفاع التكاليف. لذلك فإنه من المتوقع أن تتجه المدارس والمؤسسات التعليمية إلى تطبيق الحوسبة السحابية لقدرتها على توفير تجربة تعليمية أكثر فعالية وبتكلفة منخفضة نسبيا.

الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة
تتميز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بواسطة الخوارزميات المعتمدة على إنشاء نماذج سلوكية من خلال دراسة مجموعة من البيانات الفردية. وبناء على هذه النماذج ستقوم الخوارزميات بتطوير نقاط القوة والضعف لكل فرد وبناء منحنى تعلم شخصي فريد.كما أن تكنولوجيا تعلم الآلي سوف تمكن النظام من تعلم سلوك ومهارات الأفراد دون أي تدخل بشري. ويقوم النظام بتحديد منهجيات التعلم المختلفة وتقديم خيارات التقارير المرحلية لكل فرد على حدة. وذلك سوف يقدم فائدة للطلاب من خلال زيادة سرعة التعلم بشكل أكثر فعالية لتطابق مستويات التعليم مع مستوى الفرد.