الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
awalamtar@
مالذي حدث ويحدث لمجتمعنا ليصل الى مرحلة تتباين فيها الآراء بشكل حاد حول قضايا تعتبر من المسلمات الطبيعية في المجتمعات الأخرى. لنأخذ قضية سياقة المرأة مثال بارز أشغل الناس لفترة طويلة حتى وصلت بأن يزايد بعض المتطرفين على معارضيهم في دينهم!!. قبل أن أبدأ لاحاجة للتعليق بأن هناك أمورا أخرى تشغل الوطن غير هذه القضية فقد سمعنا مرارا وأقول لهم رجاء لاتعممو وضعكم مع الكثير ممن يرى غير ماترون.
في البداية، لنرجع للمربع رقم واحد ، الحاجة للمواصلات الحديثة اصبحت متطلب اساسي لجميع العوائل في اي مكان في العالم المتحضر. المجتمعات القديمة والمتمثلة بالقری البسيطة المترابطة ذات المنازل الفليلة المتلاصقة والتي لايحتاج فيها سكانها لمغادرتها لقضاء حوائجهم اندثرت ولم تعد موجودة الا بشكل متناثر هنا وهناك. غالبية الشعوب تعيش الان في حواضر بمختلف المساحات توفر لساكنيها مختلف منافع الجياة من مدارس ، مستشفيات، اسواق وغيرها من التسهيلات. التواصل بين المدن والمناطق المختلفة توسع ونشط ولم يعد بامكان الفرد أن يعيش بشرنقة او بانعزال. الحاجة للتنقل وقضاء المصلحة يتطب في الغالب الان الانتقال باستخدام المواصلات الحديثة.
نحن في المملكة جزء لايتجزا من العالم واسلوبه في العيش ومهما حاولنا وصف انفسنا بالخصوصية وتوجهنا لقوقعة انفسنا فلن نستطيع سلخ أنفسنا من محيطنا الواسع.نعم نحن مسلمون ولنا عاداتنا وتقاليدنا وظروفنا الاجتماعية ولكن لسنا وحدنا المسلمون في هذا العالم وجميعهم يعيشون حياتهم باسلوب طبيعي ولن نستطيع العيش في هذا المجتمع الكبير بدون استخدام وسائله.
مالذي يعانيه المجتمع عندما نتحدث عن مسألة المواصلات في المملكة وماهي الظروف التي نختلف بها عن غيرنا وهل هي الخيار الافضل ؟. هل هي قابلة للتطوير واستخدام حلول اكثر عملانية وتناسب (خصوصيتنا)؟ التي ربما اصبحت مثل القيد الذي يضيق علی النفس بسبب مزايدة البعض علی الأكثرية المعتدلة.
ماهو المتوفر حاليا للمجتمع السعودي من وسائل النقل البري ؟
قطارات : القطار الوحيد العامل هو خط الدمام-الاحساء- الرياض والذي يغطي مساحة محدودة وبدون امتداد دخل المدن. مشاريع السكة الحديد مازالت في طور الانشاء(قطار الشمال-الجنوب والحرمين)، مشاريع المترو ابتدأت لكن لن تنتهي قبل سنة 2018.
باصات: لحد الان لاتوجد خطوط مواصات داخل المدينة. أقرت الحكومة بعض المشاريع(الرياض يتنتهي في سنة 2016) بينما مازال في مرحلة التصاميم في المدن الأخرى.
سيارات اجرة: النظام السائد هو سيارات الليموزين المنتشرة في المدن الرئيسة فقط . تسبب هذه الوسيلة العديد من المشاكل الأمنية والمرورية ولكن تبقى الخيار الموجود على أرض الواقع.
سيارات خاصة (قيادة شخصية او سائق خاص) : تعتبرهذه الوسبلة الطريقة المتبعة والأكثر انتشارا في المجتمع خصوصا مع محدودية الخيارات الأخرى التي ذكرناها في الأعلى على أرض الواقع.
ماهي نظرة الاطراف المختلفة لموضوع سياقة المرأة
سياسيا
ذكرت القيادة السياسية وفي أكثر من مناسبة أن الموضوع متروك لتقبل المجتمع له وتقديره وبصفتنا مواطنين لنا الحرية في طرح ارائنا بشفافية.
دينيا
المنع أو التحريم ارتكز على مبدأ درأ المفاسد وليس هناك نص يحرم قيادة المرأة وهذا يعني أن النظرة تبقى اجتهادا لفترة زمنية معينة.
اجتماعيا
توسع مدن المملكة وتزايد الالتزامات العائلية والعملية من جهة والتغير الجذري في حجم مشاركة المرأة في سوق العمل والدراسة يستوجب ايجاد حلول مستدامة شاملة للمعاناة المستمرة.
أمنيا
وجود مئات الالاف من الأجانب الساكنين وسط البيوت والاعتماد عليهم في توصيل أطفال ونساءيمكن أن يتسببفي العديد من المشاكل والجرائم(نراها في الاعلام). من الناحية المقابلة، تنقل المرأة يسيارتها الخاصة تحت حراسة قوى الأمن في المملكة سيكون أكثر امنا للعائلة بعون الله.
اقتصاديا
*يكلف السائق الخاص أقلا 2200 ريال شهريا (شامل الراتب والاسقدام والتأشيرة ) وهذا يعني 30-40 % من متوسط راتب رب العائلة السعودي !!.
*في حال كون المرأة موظفة، ستحتاج الى أن تصرف مايقارب 80 % من راتبها بين تكاليف السيارة والسائق .
*بافتراض تحويل السائق 1000 ريال شهريا من راتبه ، ينزف الاقتصاد الوطني سنويا 6 مليارت ريال اذا اعتمدنا وجود 500 الف سائق.
هناك معارضين أقل حدة يتشبثون بحجج مثل زيادة الزحام أو قرب توفر مواصلات عامة وهي لاتعدو أن تكون عوارض ثانوية مقارنة بالفائدة والراحة التي ستوفرها استقلالية العائلة السعودية واعتمادها على نفسها بعيدا عن الاعتماد على سائق أجنبي مختلف عنا طباعا وبيئة. لن تسوق كل النساء وهذا شئ طبيعي ولكن لنعطى الفرصة لمن تحتاج والذي سيساهم يتقليل أعداد السائقين بالأصل.
موضوع قيادة المرأة سيظل يشغل بال الكثيرين كونه يؤثر بشكل كبير على اسلوب حياتنا وخياراتنا . تقبل المجتمع له ازداد بشكل كبير خلال السنوات الماضية مع نمو الوعي والحاجة بنفس الوقت. مر مجتمعنا قبل مايقارب ال 50 سنة بظروف مشابه عند بدء تعليم المرأة الذي تغيرت النظرة له جذريا الآن. لاداعي لأن نصف مسكنات وقتية لمشكلة حلها ظاهر.
المطر
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال