3666 144 055
[email protected]
awalmatar@
تحقيق النجاح في الأمور العملية سواء تجارة أو عمل يعتمد على العديد من العوامل (أهمها التوفيق من رب العالمين ) ومن بينها توفر البيئة المناسبة من ناحية الدعم الأسري،المجتمع وأنظمة الدولة واقتصادها. يولد البعض وفي فمه (ملعقة من ذهب) بحيث تهيئ له الظروف من مختلف النواحي علميا واداريا بحيث تعبد له الطرق حتى يشتد عوده ويعتمد على نفسه(نسبيا).
حديثي اليوم ليس على هذا المثال بل عن شخص حقيقي لم أقابله ولكن حكاها لي شخصيا أستاذ درسه في الفصول الدراسية ,أنا هنا أسردها بصياغتي وبدون ذكر الاسم الحقيقي للشاب السعودي.
(عبدالله) نشأ بشكل طبيعي وسط أسرة مكونة من أب وأم وعدد من الإخوة والأخوات يكبرهم هو بعمر لايتجاوز ال ثمانية عشر سنة . الأب يعمل في مؤسسته الخاصة بالمقاولات والتي وفرت حياة كريمة نسبيا للعائلة حتى حدث أمر الله وانتقل الأب الى جوار ربه . وجد عبدالله نفسه في يوم وليلة مسئول عن عائلة كاملة بالإضافه الى أعمال والده المتوفي والتي لايملك أي خبرة في ادارتها بحكم صغر سنه وقلة تجربته . زاد الأمر سوءا اكتشافه أن هناك ديون تجارية باسم والده عليه تسديدها ابراء لذمة أبيه . مسئولية بهذا الحجم ستتسبب بهلع الكبير فما باللنا بولد مازال أقرانه يقضون أوقاتهم بالدراسة وألعاب الكميوتر .
تقبل عبدالله الوضع الراهن وبدأ بالخطوات العملية لضمان مستقبل أسرته بحيث اهتم بشئون المنزل واحتياجات والدته واخوانه. قام بتصفية الشركة وسدد ديون والده وقرر الالتحاق بوظيفة ليكد على عائلته . بحكم أنه لايحمل الا شهادة الثانوية ، لم يجد عبدالله فرصة أفضل من مهنة ( مكيس) في احدى شركات السوبرماركت الشهيرة في السعودية براتب لم يتجاوز 1,500 ريال فقط . كيف الشاب وضعه الجديد ونسق مع والدته ترتيب مصاريفهم الشهرية لتكون على قدر دخلهم القليل بحيث تكفيهم الحاجة للناس فيما واصل عمله اليومي بكل اجتهاد في السوبرماركت بدون أن يلتفت لنظرات البعض من المثبطين. تفانيه في العمل واندفاعه لتعلم المزيد من المهارات جلب نظر ادارة الشركة اليه وانتقل لوظيفة محاسب خلال فترة بسيطة وبزيادة لابأس بها في دخله مما خفف عنهم أعباء الحياة بعض الشئ.
بمرور السنوات ، تطور الرجل الصغير وظيفيا حتى وصل الى مرتبة مدير الفرع بالكامل وبمدخول عالي بحيث استطاع تحسين مستوى عائلته والتي تمكن خلال رحلة كفاحه ،تزويج اخواته وإلحاق الاخوان في الدراسة الجامعية. عبدالله الآن يملك شركته الخاصة والتي أسسها من الصفر ونمت بحيث أغنته عن الوظيفة وأرجع مستوى أسرته المادي الى أفضل مما كان .
ظروف عبدالله الصعبة،وفاة معيل الأسرة ،عمره الصغير،حمل مسئولية العائلة ،تصفية شئون والده المالية ،تركه للدراسة والتحاقه بوظيفة صغيرة براتب ضعيف كلها عوامل تساهم في جعل مهمة النجاح أصعب وبمراحل عن من تهيأت له الظروف أو على الأقل لم ترمى عليه أعباء مماثلة. الإرادة والرغبة الحقيقية في النجاح هي الأساس أما الأعذار فمن السهل ايجادها كل مرة.
تحية من القلب لك يا عبدالله.
المطر
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734