3666 144 055
[email protected]
باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@
في الماضي اُستخدم النفط كسلاح سياسي للدفاع عن القضية الفلسطينية، فمن الصعب أن نذكر اسم الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – دون التطرق إلى الحادثة الأسطورية التي تم فيها إيقاف إمدادات النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1973م.على أثر هذه الحادثة ترتبت العديد من الأضرار حيث تضاعفت أسعار النفط 4 مرات بحلول عام 1974م و عمت الفوضى في البلدان الغربية التي كانت تعتمد على استيراد النفط من دول الشرق الأوسط (أعضاء أوبك).
منذ تلك الحادثة بدأت دول العالم بالبحث عن كنز جديد يضمن لها استمرارية إمدادات الطاقة دون الإعتماد الكلي على الدول المصدرة للنفط، فتوجهت أنظارهم نحو الشمس وغيرها من مصادر الطاقة البديلة/المتجددة وبدأت منذ تلك اللحظة رحلة البحث عن طاقة بديلة للنفط. الجدير بالذكر أن تاريخ محطات الطاقة الشمسية الحرارية يعود إلى عام 1890م أي قبل أكثر من 100 عام إلا أن الاهتمام ازداد عندما شعرت تلك الدول المتضررة بخطر قطع الإمدادات النفطية.
لماذا ازداد التوجه نحو الطاقة الشمسية الآن؟ هناك عدة أسباب أدت إلى هذا التوجه الكبير. أولاً يعيش العالم اليوم تطور تكنولوجي سريع جداً في مختلف المجالات، فابالتالي ازدادت البحوث والدراسات التي تهتم بتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية حتى أصبحت جذابة للعديد من الدول.
ثانياً زيادة الوعي حول فوائد استخدام الطاقة الشمسية من الناحية البيئية وذلك بسبب المخاطر المتعلقة بالاحتباس الحراري الناتجة من ارتفاع تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
ثالثاً ارتفاع عدد سكان العالم، معظم الدراسات تشير إلى أن عدد سكان العالم سيتجاوز 8 مليارات نسمة في عام 2030، حوالي 5 مليارات من عدد السكان سيعيشون في المجتمعات الحضرية.
وأخيراً السبب الأهم هو البحث عن طاقة مساندة للنفط وبديلة له مستقبلاً وتخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري وتلافي مخاطر انقطاع الإمدادات الناتجة من الأزمات السياسية والاقتصادية وتقلبات الأسعار.
النفط كان ولازال يترأس عرش الطاقة العالمي لكن على مايبدو أن العالم سيبدأ بالإستغناء عنه تدريجياً والاتجاه نحو الطاقات المتجددة.
الآن بدأت الدول المستوردة للنفط بالتخطيط إلى حرب نظيفة ضد النفط عن طريق تكثيف استثمارات الطاقة المتجددة في مختلف القطاعات والسعي وراء رفع حصة العالم من استهلاك الطاقة الشمسية في مجموع الطاقة العالمي. بإختصار .. الطاقة الشمسية ستكون سلاح يستخدم في المستقبل بلا منازع.
خان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734