3666 144 055
[email protected]
في هذه الدنيا يتقلّب الحب حتى ربما تحوّل لكره .. حُبُّ الوطن شيء آخر .. مُستمر .. مُتجذِّر في الأعماق .. لا يتحوّل ولا يتقلّب بل يكبر ولا يصغر ..
يُسافر الإنسان .. يطوف في الآفاق .. ويسافر معه حب الوطن .. مهما رأى من مشاهد جميلة وأجواء بديعة .. فالوطن كوجه الأم هو الأجمل والأقرب للقلب..هو معنا أينما كُنّا .. وخاصة وطننا الذي يعيش فيه الإنسان بعزة وكرامة، ويحس بالأمن .. والأمان .. وقوة الاستقرار .. واستمرار الازدهار.. وحُب الشعب للقيادة .. وحب القيادة للشعب.. وهذا بالضبط ماتمتاز به بلادنا العريقة المملكة العربية السعودية، والتي وحّدها عبقريُّ العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- على كلمة التوحيد .. إنها وطنٌ بمساحة قارة .. كان توحيد المملكة فخراً وعزّاً لكافة العرب والمسلمين .. وللاستقرار الاقتصادي العالمي كله .. ولا يعود ذلك للنفط وحده .. فحولنا دولٌ فيها النفط الكثير، والخير الوفير وتجري خلالها الأنهار .. وسبقتنا بالتعليم عدة قرون .. ولكنها تعيش -مع الأسف- حالة من البؤس والفِتن .. والخوف .. بسبب عدم الاستقرار والأمن .. فإن الاستقرار هو الرقم الصحيح في معادلة التنمية وسلامة الأوطان وسعادة الانسان وازدهار الحضارة والاقتصاد .. الاستقرار كالصحة التي لا يشعر بلذتها إلا من فقدها ولم يقتصر خيرُ المملكة على مواطنيها وملايين الوافدين إليها، بل امتد لأرجاء العالم، وخاصة للعرب والمسلمين، والمستضعفين في الأرض ، فالمملكة تنصرُ الحق وتنشرُ العدل وتُعين المنكوب وتُغيث الملهوف ، وتفيض بمساعداتها النبيلة دون قيد أو شرط، أو مَنٍّ أو أذى .. ولذلك يحبها الانسان مرتين : حُبُّه للوطن .. وحُبُّه لمكارم الأخلاق والنُبل ووجود نور الحرمين الشريفين الذي يشع على العالمين:
(منذُ الطفولة شعّ في نفسي ضياك
وألِفتُ أن أبقى سعيداً في رباك
ونعمت من خيرات جودك من عطاك
وشعاع شمسك حين ترسله سماك
بالرحمة الكبرى العميقة من رؤاك
ومنافع شتى يجود بها ثراك
ومعالم للمجد خلدها أولاك
وعرفت معنى الصبر من معنى بقاك
فصبرت في دنياي أحتمل العراك
وتشبعت روحي بنفحٍ من شذاك
بالحب … بالإيمان يبعثه صداك
هدفي المقدس أن أناضل في حماك
حراً نشأت وسوف أفنى في رضاك
مجدي وعيدي حين تحقيقي مناك
في أوج عزك … عاليا ً يزهو بهاك
النهضة الكبرى يباركها دعاك
والزحف نحو المجد يلهبه لظاك
سأذيب نفسي كي أشيد من علاك
حتى أرى التاريخ يقبس من سناك)
نقلا عن الرياض
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734