3666 144 055
[email protected]
رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي
ahmad_khatib@
في إحدى قاعات التداول، جرى الحوار التالي بين مستثمر مديون ومضارب يخسر دائما ومقدم توصيات.
المضارب: اليوم هناك سهم دسم جدا سمعت عنه أمس من شخص ثقة.
المستثمر: ألم تتعلم من المرة الماضية عندما جئت بنفس الخبر ومن نفس الشخص ثم تعلقت بخسارة كبيرة؟
المضارب: المرة الماضية أنا فهمت الخبر خطأ، لكن الشخص ثقة بكل تأكيد. كبار المتداولين في السوق يستشيرونه. كما أنه من الأفضل لك أن تتركني وشأني وتبقى في استثماراتك الخائبة. كم أصبحت الديون التي عليك سدادها للبنك؟
المستثمر: يا عزيزي أنت لا تفهم ما أقوم به. أنا مستثمر طويل الأجل ولست مضاربا عشوائيا مثلك. سترتفع أسهمي وأحصل على التوزيعات وأسدد الديون ويكون عندي ثروة بينما أنت غارق في مضارباتك.
المضارب: أي استثمار طويل هذا الذي تشتري وتبيع فيه الأسهم كل يوم؟
المستثمر: أنا أعدل في سعر أسهمي كلما سنحت الفرصة، لكن الهوامير يلعبون في السوق ويخربون خطتي الاستثمارية.
مقدم التوصيات: يا جماعة، لماذا تستمران في الجدل اليومي ولا تسمعان نصائحي. انظرا الى هذا الرسم. هذا السهم وصل الى دعم قوي جدا وسيرتد من هنا.
المضارب: نفس كلامك في المرة الماضية وبعدها انهار السهم.
مقدم التوصيات: أرجوك لا تتهمني هكذا. يجب أن تأخذ كلامي كاملا. أنا وضعت شرطا بعدم ظهور أخبار سلبية في ذلك اليوم. ثم إني أعدت لك ما دفعته لي مقابل التوصية.
المضارب: والمرات التي قبلها نفس الشيء.
مقدم التوصيات: أنظر الى محفظتي. إنها تحقق الأرباح.
المستثمر: قلنا لك سابقا، محفظتك الوهمية هذه لا تمشي علينا. لم نشاهدك تتداول ولا مرة.
يتوقف ثلاثتهم عن الكلام وهم يتابعون حركة مؤشر السوق وهو يهبط بشدة. المضارب يمسك برأسه ويشتم “الشخص الثقة”. مقدم التوصيات يدخل الى تويتر ليكتب تغريدة بأنه توقع ذلك سابقا، بينما المستثمر يقول أن الهبوط مناسب جدا لشراء المزيد من الأسهم.
المضارب: ولماذا لا تشتري المزيد من الأسهم اذا كانت الأسعار مناسبة كما تقول؟
المستثمر: خليها على ربك. عند هذه الأسعار يكون البنك قد سيّل محفظتي ولم يبقى لي إلا ديون علي سدادها.
مقدم التوصيات يدخل الى حسابه البنكي عبر جهازه المحمول ليتأكد من مبالغ الاشتراكات الشهرية التي حصل عليها.
الخطيب
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734