الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
abdulkhalig_ali@
من المفارقات الغريبة في سوق العمل السعودي وجود بطالة عالية بين الشباب السعودي تتجاوز ١١٪ ، في الوقت الذي يمثل فيه غير السعوديين ٨٩٪ من إجمالي العمالة في السوق ؛ وهنا يطرح الجميع تساؤلا مهما : أين يكمن الخلل ؟ لكن التساؤل الأهم الذي لا يطرحه إلا القلة : كيف نصحح هذا الخلل ؟ وفي خضم معركة تُتقاذف فيها الإتهامات بين الإدارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والتعليم والشباب ، تقلصت فرص تصحيح ذلك الخلل الكبير جدا ؛ والوطن وشبابه هم الخاسر الأكبر في هذه المعركة التي لا نهاية لها إن إستمرت بهذا المنهج والأسلوب .
والشباب الذين تتقاذفهم الأمواج كقارب صغير في محيط من الصراعات والمصالح المتضادة ، يتشبثون بخيط أمل ينقذهم من ضياع المستقبل بإيجاد عمل يناسبهم يحققون من خلاله طموحاتهم ، ويكّونون به كياناتهم وأسرهم ، ويسهمون في بناء وطنهم . والضياع الذي يعيشه الشباب في البحث عن وظيفة يظهر جليا في الأعداد الكبيرة التي تتقدم لوظائف بسيطة قد لا تتناسب مع تخصصاتهم وخبراتهم، ومن المؤكد أنها لا تتناسب مع طموحاتهم وأحلامهم . وهنا أسأل الشباب : لماذا تتركون مستقبلكم رهناً بأيدي غيركم ؟ وتنتظرون الفتات على حافة مائدة مليئة بالخيرات والنعم وأنتم أهلها ؟
فرص العمل الحر ليست بحاجة لملف أخضر مكتظ بالأوراق والصور ، ولا سيرة ذاتية مصممة بيد مصمم محترف ، ولا تحتاج تعبئة نموذج الكتروني في موقع شركة لا تفتحه إلا نادرا . فرص العمل الحر بحاجة للعزيمة أولا والإصرار ثانيا وثقة بالنفس ثالثا ، ثم البحث الجاد عن تلك الفرص ، التي قال عنها أحد رجال الأعمال غير السعوديين إنها ملقاة في الشوارع لكن السعوديون لا يريدون إلتقاطها .
ولا يظن الشاب السعودي الذي يقف خائفا على طرف مائدته أن أحداً سيناديه ، أو أنه سيتُرك في شأنه أن هو مد يده ، إنها معركة حياة يجب أن يخوضها بعزيمة الشباب ورغبة الحياة . والتجارب الناجحة في السوق لشباب سعودي بدأ من الصفر وكافح بعزيمة وإصرار حتى أصبح علما في مجاله، تلك التجارب يجب أن تكون مُحفزا لمن يخاف من خوض تجربة العمل الحر . هنا في صحيفة مال الاقتصادية سأحاول إضاءة بعض الشموع في طريق الشباب لسوق العمل الحر بمقالات هي خليط من معرفة وتجربة وبحث وقراءة ، وآمل أن يكون آثرها أكبر من حجمها الصغير .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال