3666 144 055
[email protected]
رئيسة قسم المحاسبة بجامعة الأميرة نورة
[email protected]
تهتم الدول المتحضرة بالعمل الوقائي كرافد للأمن القومي، فما يبذل في التوعية بضرورة توفير استهلاك الماء أو الكهرباء بطبيعة الحال سوف يكون مردوده توفير بالنفقات وتوجيه تلك النفقات إلى مصادر أخرى من مصادر الإنفاق المجتمع بحاجة له كزيادة الإنفاق على الكهرباء أو توفير الماء لعدد أكبر من السكان، ومثل ذلك العمل الوقائي والتوعوي في تجنب الإصابة بالأمراض من خلال المحافظة على النظام الغذائي الصحي أو المحافظة على النظافة الشخصية، فكل استثمار في هذا المجال سوف ينعكس عشرات المرات توفيرا في النفقات العامة لميزانية أي دولة من الدول.
والجميل لدينا في المملكة العربية السعودية مايبذل الآن من خلال المشروع الوطني للوقاية من المخدرات نبراس، والذي انطلق بشكل متميز ومتنوع ووفق توجهات وقائية لحفظ المجتمع من آفة تعاطي المخدرات من خلال العديد من الملتقيات التعريفية والتي تستقطب جميع فئات المجتمع وعلى رأسهم أمراء المناطق في الملتقيات الرجالية وحرم أصحاب السمو أمراء المناطق للملتقيات النسائية، كما أن هذا المشروع الوطني من ركائزه الإهتمام بالتنمية البشرية من خلال تدريب العاملين في العمل الوقائي في مجال المخدرات أو العاملين والمتخصصين الذي يرتبط عملهم بمجالات التنمية البشرية، ومن خلال متابعتي لهذا المشروع الجبار أجد أن التركيز على القيم المجتمعية المتعلقة بالسلوك الإيجابي يعتبر بعدا استراتيجيا وقائيا حيث أنه مع الوقت سوف يكون لدينا وعي مجتمعي وطاقات بشرية متخصصة تستطيع أن تنفذ برامج وفعاليات المشروع الوطني نبراس ويصبح العمل مستداما وينشأ لدينا جيل واعيا بأضرار ومخاطر تعاطي المخدرات.
إن استشعار المسؤولية المجتمعية لجميع مؤسسات المجتمع في دعم هذا المشروع الوطني نبراس يعتبر واجبا وطنيا وحقا مشروعا لجميع أفراد الجتمع، فشركة سابك التي تدعم المشروع تضرب مثالا صادقا للحس الوطني، فهي تدرك أن ماتبذله من أموال في هذا المشروع سوف يعود بالفائدة الوقائية لجميع أفراد المجتمع بما فيهم العاملين بالشركة نفسها، وهكذا يجب أن ينظر المسؤولون في القطاع المصرفي على سبيل المثال بأهمية دعم (نبراس) لأن ماينفق في مجال الوقاية كما ذكرنا لا يعادل ما يتوجب دفعه للعلاج من أضرار هذه الآفة.
ختاما، ونحن نعيش في حقبة الحزم والعزم لملكنا، حفظه الله، سلمان بن عبدالعزيز، وفي ظل الدعم المتواصل لولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، فإن العمل الوقائي في جميع المجالات وبالأخص في قضية المخدرات يعتبر عزما وحزما ضد الإرهاب وضد الجريمة وضد استنزاف أرواح شبابنا، ويصبح الدعم والمساندة نبراسا وطنيا يجعلنا في مصاف الدول المتحضرة التي تتعامل مع قضاياها المختلفة بكل حكمة واقتدار.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734