3666 144 055
[email protected]
binsharidah1@
دولة صغيرة مثل الدنمارك بمساحة لا تتعدى 43,094 كم² وعدد سكان يبلغ حوالي 5.6 مليون نسمة لديها التزام كبير جدا لمصادر الطاقة المتجددة، حيث أنه في وقت مبكر من عام 1970م تم استهلاك 92 في المئة من النفط المستورد لإنتاج الطاقة في الدنمارك مما دعاها إلى التفكير وإعادة النظر في توليد الطاقة من مصادرة متجددة.
اليوم تشكل الطاقة المتجددة من حجم الشبكة الكهربائية في الدنمارك حوالي 40 في المئة، وكما أن الدولة تهدف وتخطط إلى الوصول لـ 100 في المئة من الطاقة المتجددة في عام 2035م و 100 في المئة في جميع القطاعات بحلول عام 2050م. الدنمارك أيضا تخطط للحد من الانبعاثات المحلية من غازات الدفيئة بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2020م مقارنة بعام 1990م دون استخدام أرصدة الكربون خلال العشر سنوات المقبلة وفقا للهدف المقترح من قبل الاتحاد الاوروبي.
من أهداف الدنمارك أيضا استخدام طاقة الرياح لتوفير 50% من استهلاك الكهرباء بحلول عام 2020م، وفي عام 2015م غطت طاقة الرياح 42% من استهلاك الكهرباء المحلية، وكانت الدنمارك أول دولة في العالم تبني محطات الرياح البحرية الضخمة (offshore wind)، حيث قامت ببناء أول محطة على بعد 2 كيلومتر من الساحل في عام 1991م بقدرة 5 ميغاوات، ومنذ ذلك الحين استمر بناء محطات الرياح البحرية حتى وصلت القدرة الإنتاجية إلى 1271 ميغاوات، ولم تكتفي أبدا بذلك حيث تم بناء أكثر من 300 توربينة هوائية والتي تسمى بمحطات الرياح البرية (onshore wind) ليصل إجمالي طاقة الرياح اعتبارا من 1 يناير 2016م إلى 5070 ميغاوات. أيضا الدنمارك لديها حاليا مبادرة لنشر 1000 ميغاوات من محطات الرياح البحرية الجديدة و حوالي 500 ميغاوات من محطات الرياح الساحلية وكذلك استبدال التربينات القديمة بأخرى جديدة وذات قدرات أعلى وذلك تجهيزا للوصول للهدف في عام 2020م وهو توليد 50% من طاقة الرياح وذلك من إجمالي حجم الشبكة الكهربائية.
تعتبر الدنمارك مثال عظيم على كيفية استهلاك الطاقة. على مدى السنوات الـ 30 الماضية، فقد ظل استهلاك الطاقة في البلاد مستقر نسبيا، في حين تضاعف الناتج المحلي الإجمالي. في الواقع، الدنمارك هي واحدة من أكثر الدول كفاءة في استخدام الطاقة داخل الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العديد من الشركات الدنماركية قاموا بتحسين عملياتهم الصناعية المتعلقة بالمرافق والمعدات، فالهدف من ذلك هو الحد من الاستهلاك النهائي للطاقة بنسبة 7 في المئة في عام 2020م ومقارنة ذلك بعام 2010م.
الدنمارك هي أيضا رائدة في الجمع بين الحرارة والطاقة (CHP)، وحوالي 12 في المئة من الطاقة الكلية المنتجة في الدنمارك تنتج من طاقة الكتلة الحيوية والنفايات العضوية باستخدام تقنية الـ (CHP) Combined heat and power، حيث تساهم هذه التقنية في توليد الكهرباء وأيضا التدفئة المركزية ويوجد منها 670 محطة منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
الأهم من ذلك، أن ما يميز الدنمارك هو موقعها الجغرافي وقربها من البلدان الآخرى حيث ساعدها ذلك على تصدير الطاقة الفائضة إلى الدول المجاورة كالسويد، والنرويج، وألمانيا. وهي تخطط الآن إلى التوسع بشكل أكبر لتصل إلى بريطانيا وهولندا، فهي كثيرا ما يحدث لديها فائض في توليد الكهرباء كما حدث في يوليو الماضي عندما أنتجت توربينات طاقة الرياح في البلاد حوالي 140 في المئة من الكهرباء. وتعمل الآن الدنمارك على عمل شبكات كهربائية ذكية باستخدام الطاقة المتجددة وذلك لهدف تشغيل الشبكة بشكل مستقر ومستدام والذي سيعود بمنفعة اجتماعية واقتصادية جسيمة على الدولة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734