3666 144 055
[email protected]
بعد إعلان رؤية المملكة 2030 ربما كنت من أكثر الناس سعادة بها لسببين أولهما عام, وهو أنها رؤية وطنية للتطوير يحتاجها البلد والسبب الأخر خاص وهو أني أمضيت عدة سنوات اكتب وأطالب من خلال عشرات المقالات بتغيير سياسة البلد الاقتصادية وركزت جل مقالاتي بالشأن الاقتصادي حول فكرتين الأولى إنشاء صندوق سيادي للاستثمار يستثمر حول العالم بالشركات الكبرى ويستثمر داخل البلد في نقل التقنية وجعل الاستثمار احد أهم أعمدة الاقتصاد . أما الفكرة الثانية فهي تحويل ارامكو إلى شركة متكاملة وشاملة أي بترولية صناعية تشمل كل أنواع الطاقة وان تعطى ملف الطاقة النووية والمتجددة مع تكوين ذراع صناعي . فعندما طرحت أفكار الرؤية كانت حتى أكثر وأفضل مما طالبت به وكما يقول المثل الانجليزي (أفضل من أحسن أحلامك ) .
كان عندي اعتقاد أن الاقتصاد السعودي يرتكز على سبعة أعمدة ذكرتها مررا (غير البترول) لكن للأسف لم تفعل هذه الأعمدة سابقا
أولها الصندوق السيادي العالمي: ومعادلتي للصندوق السيادي ببساطة انه مفيدة في ثلاثة أمور: من خلال شراء حصص في شركات عالمية ذات تقنية عالية والدخول في مجالس إدارتها فان ذلك يعطي بشكل مباشر دخل للدولة من الأرباح , ثانيا انه يعطي للدولة نفوذ في مجالس الإدارات مما يسهل فتح فروع ومصانع لها في المملكة ونقل التقنية للبلد من خلال الفروع أو حتى المشاريع المشتركة (جوينت فينشر ) , وثالثا أن ذلك سيحدث خلق للوظائف عالية الدخل في البلد.
ثانيا :تحويل ارامكو الى شركة متكاملة وشاملة, ودائما كنا نتسائل لماذا لا نوجد ارامكو للطاقة المتجددة وارمكو للطاقة النووية وارامكو للإنشاءات وارامكو الصناعية , خصوصا في ظل بيروقراطية وسوء أداء وبطئ للقطاعات الحكومية الأخرى.
ثالثا-الاستفادة من التعدين ، وتحويله إلى عامود من أعمدة الاقتصاد , وكتبنا بان لا تخطئ معادن خطأ سابك وارامكو ! وعليها ان تبدأ من حيث انتهى الآخرون أي تكون شركة شاملة متكاملة منذ البداية وتثري سلسة القيمة المضافة ولا تكون مجرد شركة أساسيات .
رابعا- الاستفادة من السياحة الدينية وجعله مصدر داخل للبلد ، ولا اخفي سرا انه الى وقت قريب كان مجرد التحدث بخصوص السياحة الدينية كان يحذف من المقالات بحجة عدم التطرق لهذا الموضوع , مع انه مصدر دخل وتجارة للجزيرة العربية منذ ألاف السنين
خامسا- تكوين مراكز مصرفية إسلامية عالمية ، وتحويل مركز الملك عبدالله إلى (هوب مالي عالمي) بقوانين وبخدمات مستقلة , المصرفية الإسلامية والصكوك قيمتها عدة تريليونات من الدولارات كما فصلنا سابقا, ومن أحق من السعودية في أن تكون عاصمة المصرفية الإسلامية بثقلها الديني والاقتصادي لكن نحتاج التخلص من البيروقراطية الحكومية المكبلة التي تعتبر من أهم عوائق تقدم البلد .
سادسا- الاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة وتحويلها لحلقة وصل بين القارات واقتصاد النقل . المملكة ممكن ان تكون حلقة الوصل بين القارات الثلاث لكن للأسف مشاريع النقل تأخرت مثل سكة الخليج والجسر البري وغيرها.
سابعا- المدن الصناعية و ونحن نتحدث عن مدن صناعية حقيقية تستفيد من الميز النسبية للملكة وليست مدن خيالية كما حدث لبعضها .
رؤية المملكة 2030 جميلة بل أكثر من رائعة لكن يقف أمامها ثلاثة عوائق وسابدائها بالعكس , فالعائق الثالث هو التطبيل الممجوج فهناك من بدا يطبل لدرجة انك تحس أننا أنجزنا 10 سنوات من الخطة و هؤلاء خطر على التطور
أما العائق الثاني فهو الفساد و للأسف كل هيئات مكافحة الفساد بالرغم من اعددها ومسمياتها الكثيرة ضعيفة وغير فعالة بل يصل إلى حد العجز
أما العائق الأول فهو أبو الشرور وهو البيروقراطية المكبلة في الإجراءات والأشخاص التي وقفت حجر عثرة في كل المشاريع فيجب توفر آلية تقييم مستمرة للأداء والتقدم محكومة بوقت دوري لرؤية النتائج وإعلانها , أما بيروقراطية الأشخاص فلا اعتقد ان الأشخاص الذين تسببوا بعطلة تقدم البلد قادرين على التأقلم وتنفيذ الرؤية 2030 ونقول شكر الله سعيكم وليذهبوا وأتذكر مقولة الدكتور القصيبي الشهيرة (محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكار قديمة هي مضيعة للجهد والوقت )
شكرا ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأنك أنصفت أفكاري التي كنت أطالب بها لسنوات في رؤيتك فبدون مجاملة بعد نظرك يتعدى كل حدود الرؤى والبيروقراطية في بلدنا , لكن الغريب أن بعض المسئولين الذين يمدحون الرؤية ألان هم نفسهم من كتبت لهم شخصيا لمرات ولم يهتموا بل أن بعضهم كان ضد أفكار الروية وعطلها .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734