3666 144 055
[email protected]
محلل مالي واقتصادي
Economy_Affairs@
عندما يبلغ عدد الأجانب في بلادنا ما يقارب ثلث عدد السكان، ولا يجد الكثير من المواطنين وظائف لهم، مع أن نظام العمل والعمال ينص على عدم الترخيص لأي وافد أجنبي مالم يكن هناك مواطن مؤهل لشغل هذه الوظيفة، ومع أن النظام ينص على أنه يجب تدريب وتأهيل المواطنين لشغل الوظائف القيادية مستقبلاً، ومع ذلك نجد أن الكثير من المواطنين لا يملك وظيفة، ومنهم عدد كثير ممن يحمل شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتورة. لذا، فإنه عندما يقوم الأجانب بتحويل المليارات سنوياً للخارج، فنحن أمام (هروب مليارات يومياً بشكل قانوني)!
عندما لا يشاهد الكثير من المواطنين أماكناً سياحية في بلادهم، وبالتالي يذهبون إلى الدول المجاورة، أو الأوروبية، أو الآسيوية، أو غيرها، مع العلم أن هناك فرص سياحية كبيرة في بلادهم لم تستغل، في دولة مساحتها تعادل مساحة دول مجتمعة، ولديها جزر في منطقة جيزان مثلاً يبلغ عددها حوالي ثمانين جزيرة، وجبال في جنوبها تملك أجواء وطبيعة خلابة لم تستغل، وبحار تحفها من كل جانب لم تستغل، فنحن أمام (هروب لمليارات الريالات للسياحة بشكل قانوني)!
عندما نشاهد أزمة مرورية تتسبب بتعطيل الحركة التجارية، والتي أشرت لها في مقال سابق، وتحدثت فيه عن إحصائية البنك الدولي الذي أشارت له (The Economist) التي تقول بأن مصر تخسر 4% من ناتجها المحلي سنوياً بسبب الزحام. وعند عدم وجود أنظمة مرورية تجنبنا شر الحوادث التي أودت بحياة كثير من الناس، وبلغ فيها عدد من توفى أكثر من عدد من توفى في حروب أهلية عالمية مجتمعة، وخسائر تقدر بالمليارات تنفقها وزارة الصحة، أو ينفقها المتضررون من شراء سيارات أو قطاع غيار جديدة، فنحن امام (هروب مليارات يومياً بشكل قانوني)!
عندما تهرب “أغلب الأموال” في استيراد المنتجات، ويصبح الاعتماد على الدول الصناعية في شراء المستلزمات، وعندما يكون (الشماغ) رمز الخليجيين (صُنع في لندن)، وعندما لا نصبح دولة صناعية نصدر الكثير من المنتجات التي نستوردها، فنحن لا نخسر هذه الأموال فقط، ولكننا نخسر معها فرص استثمارية كبرى أو ما يسمى بالـ (Opportunity Cost)، ونخسر معها توظيف عدد كبير من المواطنين، ونخسر تكوين قاعدة اقتصادية صلبة مبنية على الاقتصاد الصناعي. وبما أننا لسنا (بعد) دولة صناعية، فنحن أمام (هروب ضخم للمليارات يومياً بشكل قانوني)!
نقطة خروج: “إن كان المال هو وسيلتك الوحيدة للاستقلال، فلن تحصل على الاستقلال. الأمان الحقيقي الوحيد يكون باحتياطاتك من العلم، والخبرة، والقدرة.” هنري فورد.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734