3666 144 055
[email protected]
يتركز الحديث هذه الأيام على السفر وهمومه، وهو أمر معتاد في مثل هذه الأوقات. الناس تحاول أن تغير الأجواء وتعيش أسلوبا مختلفا. التغيير ضرورة غالبا لمحاربة الروتين اليومي. ما حدث من تفجيرات إرهابية في مطار إسطنبول جعل الكثير من السياح يتراجعون عن السفر إليها وهو ما خفض أسعار التذاكر بشكل درامي لم يكن أحد يتوقعه.
أذكر أن السفر للسياحة يرتبط بكثير من المتطلبات التي لا بد أن تؤخذ في الاعتبار. من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن الوقت الذي يسافر فيه الناس مشترك من أغلب فئات المجتمع، ولهذا لا يستغربن أحد ما يحدث من تكدسات ومشكلات في المطارات بسبب كثرة المسافرين، وعدم تهيئة الخطط الفاعلة للتعامل مع الأزمة.
يأتي في السياق ذاته التعود على حمل الكثير من الحقائب وهو طبع يميز المسافر السعودي بالذات في أغلب المطارات وهو في مطاراتنا أوضح. عندما سافرت هذه المرة، كان تكدس الحقائب في بدايته. استغربت ذلك التكدس، لكنني عندما شاهدت صور الأيام التالية، اكتشفت أن البدايات التي مررت بها لم تكن سوى إنذار لسلطات المطار بأن هناك مشكلة تتضخم إن لم يتم التعامل معها.
الغريب أن العاملين في المطار لم يكوِّنوا خلايا أزمة للتعامل مع مختلف الحالات التي يمكن أن تمر بالمطار، ومن أهمها تكدس المسافرين. التكدس الذي يمكن أن يؤدي للمزيد من المتاعب ويسهل لكثير ممن يحاولون الإساءة لجهود الإدارة، أو يستغلون التكدس لتنفيذ أعمال قد تتدرج من البسيطة للإجرامية.
إذا فالمشكلة التي يوجدها التكدس لا تقتصر على انزعاج المسافر أو تأخير الرحلات بل تصل إلى أكثر من ذلك بكثير. ثم إن العمل في هذه المرافق يتركز في مثل هذه الأيام ويتطلب إبقاء جميع العاملين في مواقعهم بل والاستعانة بالمزيد ممن يرغبون في العمل الموسمي كما يحدث في مطار الملك عبد العزيز وقت أزمة الحج.
قلة عدد الموظفين في الخدمات الأرضية، جاء متوافقا مع تراجع جهود جهات أخرى، وهو ما جعل التكدس حتى في مواقع التفتيش التي تعوق التوجه لبوابات السفر، ليحدث المزيد من التكدس عند البوابات، فتتعطل الرحلات وتصعب مهمة كل من يعمل في المطار. هنا تتضح أهمية إدارة الأزمة والدروس المستفادة التي تستخلصها الإدارة من مواقف كهذه.
نقلا عن الاقتصادية
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734