الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسعي المملكة العربية السعودية من خلال برنامج التحول الوطني للطاقة المتجددة إلى تقليل الإعتماد على مادتي النفط و الغاز الطبيعي في توليد الطاقة الكهربائية و الإحتفاظ بهما للأجيال القادمة. و من المعلوم أن إحتياطيات النفط في المملكة تساهم بصورة كبيرة في تعزيز مكاننتها السياسية و الإقتصادية بين دول العالم. و بالتالي فإن أي تقليل من استخدامها يساهم في بقاء المملكة في مركزها السياسي والاقتصادي.
و لقد إبتدأت المملكة أولي خطواتها في إنتاج الكهرباء بالطاقة المتجدده. و ذلك بعرض 300 ميجاوات من الكهرباء تنتج بالطاقة الشمسية و يكون سبتمبر القادم هو آخر موعد لتقديم عطاءات الشركات المشتركة في المناقصة. و ذلك من أصل 9500 ميجاوات من المتوقع أن يتم إنتاجها بحلول سنة 2023. و لقد تأجلت 400 مناقصة ميجاوات لإنتاج الكهرباء بطاقة الرياح بسبب بعض الأمور الفنية التي يسعي المسؤولون لحلها.
و سؤالي هو: هل سيتمكن مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة التابع لوزارة النفط و الصناعة و الثروة المعدنية من تركيب 9500 ميجاوات بحلول سنة 2023؟
ربما يعاني مشروع الطاقة المتجددة المعروض حاليا من البطيء فيالتنفيذ بسبب أنه أول مشروع بهذا الحجم للطاقة الشمسية في المملكة. و أنه يجب علي القائمين علي المشروع المرور بتجربة التعاقد على إنشاء المشروع. و تجربة التعاقد الطويل الأمد على شراء الطاقة. و تجربة توصيل كهرباء متذبذبة و منتجة بالطاقة الشمسية المتجددة على شبكة التوزيع و ماقد يصاحب ذلك من مشاكل فنية يجب وضع الإجراءات المناسبة للتعامل معها.
و لكن في رأي أنه إذا إستمر تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بهذه الوتيرة. فإن تركيب 9500 ميجاوات على شبكة التوزيع سوف يستغرق منا وقتا أكثر من سنة 2023. مالم يتخذ مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة إجراءات أسرع لإنهاء إجراءات التناقص على المشاريع المستقبلية. و إعطاء مساحة أكبر لرجال الأعمال علي الإبداع و الإقدام على تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة. و تأسيس مراكز أبحاث متخصصة بالطاقة المتجددة. و إنشاء مراكز لتدريب الشباب السعودي. و إحداث نشاط و تنمية الفكر في المجتمع السعودي ليهتم بالطاقة المتجددة و يعي الضرورة الملحة للتقليل من الإعتماد علي مادتي النفط و الغاز الطبيعي.
ثم إن هناك أنواعا أخرى من الطاقة المتجددة و المستدامة من الممكن إستخدامها لإنتاج الطاقة الكهربائية ومنها طاقة الحرارة الأرضية على سبيل المثال. و هي متوفرة في المملكة. فشق البحر الأحمر البركاني أدى إلى حدوث نشاطات بركانية على جانبيه (السعودية و مصر). فهناك نشاطات بركانية قديمة من شمال المملكة إلى جنوبها الغربي. و نتج عن ذلك مخازن للسوائل البركانية الساخنة تحت الأرض من الممكن الوصول إليها مع تطور تقنيات الحفر. ومن الممكن استخدامها لإنتاج الطاقة الكهربائية.
و تتميز طاقة الحرارة الأرضية بأنها مستدامة. فهي متوفرة على مدى الأربع و العشرين ساعة طوال السنة. بعكس الطاقة الشمسية التي يتوقف إنتاجها مع غروب الشمس و تتأثر كفاءتها بدرجة حرارة الجو و الغبار و الأتربة. كما أن إنتاج الكهرباء من طاقة الحرارة الأرضية ليس له أي إنبعاثات للكربون. و يستهلك مساحة أرض أقل بكثير مما تستهلكه مشاريع إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية.
أعتقد أنه من الحكمة أن يدرس مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة جميع مصادر الطاقة المتجددة و المستدامة المتاحة في المملكة. و أن يعمل علي الإستفادة منها في إنتاج الطاقة الكهربائية. و عدم الإنتظار لإطلاق مشاريع الطاقة المتجددة واحدا تلو الآخر. و عدم القلق أو الخوف من تجربة مشاريع الطاقة المتجددة من مصادر أخري غير الشمسية و الرياح.
تقبل الله منا و منكم الطاعات و نراكم في مقالات أخرى بعد الشهر الفضيل إن شاء الله. و كل عام و أنتم بخير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال