3666 144 055
[email protected]
تقوم الإدارة المالية للأسرة على عدة عناصر ، أولها الدخل ومعظم الأسر السعودية تعتمد في دخلها على الراتب الشهري سواء من القطاع الحكومي أو الخاص . وتتباين دخول الأسر في ذلك بحسب عدد أفراد الأسرة العاملين ، وطبيعة الأعمال التي يعملون فيها . فالأسر الحديثة يغلب عليها عمل الزوج والزوجة معا ما يعني أن معظم تلك الأسر لن يقل دخلها عن عشرة آلاف ريال سواء كان عملهم في القطاع الحكومي أو الخاص .
الإعتماد على الراتب في الدخل يمثل آمان للأسرة من الفقر لكنه لا يحميها من الأزمات المتكررة ، ولا يحقق لها الأمان في المستقبل غالبا ، مع ذلك يحرص الجميع على الحصول على الوظيفة على أن يؤسسوا أعمالهم الخاصة .
الإستهلاك يعد العنصر الثاني من عناصر الإدارة المالية للأسرة ، وهو العنصر الأكثر مشاكل لدى الأسر السعودية . فمن جانب يعتمد الإستهلاك على الدخل المحدود ، وتضغط عليه الحاجيات الكثيرة ، وتعبث به سلوكيات الإستهلاك الخاطئة ، كما يتأثر بعدد أفراد الأسرة وظروفهم الحياتية ، وتصدمه الظروف الطارئة التي تتفاجأ بها الأسرة .
ومعظم الأسر تجهل أبسط القواعد السليمة للتعامل مع هذا العنصر، خصوصا فيما يتعلق بموازنة الإستهلاك بالدخل الشهري . والعمل قدر الإمكان أن يبقى الإستهلاك في حدود الدخل ، وعدم الإنسياق مع الرغبات المتزايدة غير الضرورية ، والحذر من خداع الإعلانات والعروض التجارية التي تحفز الإستهلاك غير الرشيد عند الأسر والأفراد .
الإدخار العنصر المظلوم بين عناصر الإدارة المالية للأسر السعودية ، لأن هذا العنصر بالذات لا تضعه كثير من الأسر السعودية ضمن اهتماماتها عند إدارة شؤونها المالية ، وتتركه للظروف لا للتخطيط . فكثيرا ما يكون الإدخار نتيجة فائض الدخل العالي للأسرة الذي يفوق إحتياجاتها الضرورية والكمالية وليس نتيجة لتخطيطها السليم للإدارة المالية ، بل إن من يخططون للإدخار هم قلة القلة من الأسر .
رابع عناصر الإدارة المالية للأسرة هو الاستثمار وهو العنصر الوحيد الذي لن يتم إلا من خلال التخطيط السليم ، وبسبب الخلل في الدخل والاستهلاك والإدخار فإن الأسر تتأخر كثيرا في التخطيط للإستثمار ، بل أن بعض الأسر لا تفكر في الاستثمار وتراه بعيد المنال . المشكلة أن بعض الأسر لا تعرف من الاستثمار إلا الاستثمار التجاري ، ويغفلون مجالات من الاستثمار قد تكون أهم من الاستثمار التجاري ، يأتي في مقدمة تلك الاستثمارات الاستثمار في التعليم ، كذلك الاستثمار في السكن .
ويأتي الإقتراض كأخر عنصر من عناصر الإدارة المالية الأسرية ، وهو العنصر الذي أورد كثير من الأسر المهالك . فتحت ضغوط الحاجات والجهل بخطورة الإقتراض ، وعدم تقدير الأسباب الحقيقة للإقتراض ، وتحديد وقت الإقتراض المناسب ، وكيفية سداد الإقتراض، فقد وقعت كثير من الأسر ضحية القروض بسبب الأساليب المخادعة للبنوك والشركات التي تسهل عملية الإقتراض ، وتصورها على أنها الحل الأمثل للمشاكل المالية . وتقع الكارثة بدخول الأسرة للقروض الاستهلاكية التي لا تجد منها مخرجا ، وقد تصل للسجن أو بيع أصول مهمة للأسرة ، وقروض البطاقات الإئتمانية أسوأ أنواع القروض خصوصا لمن ليس لديهم إدارة مالية جيدة .
كل ما سبق علم تستطيع الأسرة تعلمه وممارسته والقضاء على معظم المشاكل المالية التي تواجهها ، والتخفيف كثيرا من الضغوط المالية بسبب ضعف الدخل ، والتخطيط للإدخار والاستثمار والاقتراض بشكل صحيح ، لتحقيق إحتياجاتها وتجنب الوقوع في المشاكل المالية .
وليتحقق ذلك يجب على الأسرة أن تضع ميزانية مالية تشمل كافة العناصر السابقة ، ومن خلال ممارسة التخطيط للميزانية سوف تجد الأسرة الطريقة الأفضل للحصول على المعلومات والمهارات والأساليب التي تحتاجها ، وسوف تتطور معارفها وخبراتها المالية بمرور الوقت ، وسوف تلاحظ الأسر التغير الإيجابي في إدارتها المالية من الشهر الأول لتطبيق الميزانية . ولضمان النجاح لابد من الصبر والاستمرار .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734