المصدر الحقيقي للتنافسية المستدامة

رؤساء الشركات والمنظمات يعلمون يقيناً أن قيادة شركاتهم / منظماتهم للنجاح والإنجاز تحتاج إلى تبني استراتيجية واضحة تلبي التحديات التي تواجه المنشأة وتستفيد من نقاط القوة التي تمتلكها وتعمل على معالجة أوجه القصور. ومع ذلك، سيكون مصير أي استراتيجية ( مهما انفقت الملايين لتطويرها ) سيكون مصيرها الفشل إذا لم يتم اختيار الكفاءات المناسبة   لتنفيذها و تحقيق أهدافها.

وبالتالي، فإن التحدي الحقيقي لأي قائد هو تحد من نوع آخر، تحدٍ من خلاله يتقرر ما إذا كان مصير استراتيجيتك الفناء والهباء أم سيكون مصيرها الرقي و الإنجاز وتحقيق الأهداف الآنية وتلك البعيدة المدى إنه تحدي رأس المال البشري.

ماذا نعني تحديدا برأس المال البشري وكيف يرتبط ذلك بفرص المنظمة لتنفيذ إستراتيجيتها بنجاح؟ وباختصار، فإن رأس المال البشري هو مجموع المعرفة والقدرات والمهارات والقيم الشخصية والأفكار والدوافع والسلوكيات والتجارب التي يمتلكها ويمارسها فريق العمل داخل المنظمة. فكلما كانت جودة رأس المال البشري للمنظمة أفضل، كان نجاحها أكثر تميزاً وربحيتها أكثر نماءً.

إن أهمية رأس المال البشري لنجاح المنظمة باتت أكثر وضوحاً وتأثيراً اليوم بسبب عدد من التغيرات والتحديات مثل التغييرات ديموغرافية  القوى العاملة حيث تجد الخبرات القديمة المتمرسة جنبا إلى جنب تواجه تحدي الكفاءات مع تزايد تدفق الدماء الجديدة وحماس الشباب يجبر بعض المنظمات على مقاومة توجه “الحرب من أجل المواهب”. ولا ننسى كذلك تزايد التركيز على النمو وخفض التكاليف لتحسين النتائج المالية وكذلك التركيز المتجدد على نمو الإيرادات.

ومما يعزز أهمية رأس المال البشري لتعزيز مكانة المنظمة، الاعتماد على المعرفة والابتكار والقدرة على التكيف والتعاون باعتبارها المحركات الرئيسية للنجاح و تحقيق الأرباح. وينتج عن ذلك زيادة أهمية الأصول غير الملموسة، مثل سمعة العلامة التجارية والقيادة والاستراتيجية وبروز هذه المنظمة كمنظمة جاذبة لأفضل الكفاءات وقد تصل لدرجة أن تكون حلماً يراود طلاب الجامعات وهم مازالوا على مقاعد الدراسة. هذه الأصول تتكون تحديداً وبشكل تراكمي نتيجة لجهود ومهارات رأس المال البشري العامل في المنظمة الذي هو المصدر الرئيسي للتنافسية المستدامة.