الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نلاحظ في الأيام الأخيرة خروج الكثير من الأموال من الحسابات في البنوك السعودية للمتاجرة بالعملة الرقمية، مما أسفر عن خوف الكثير من البنوك من الانهيار. وهذا يقودنا لنتعرف على ماهي عملة البيتكوين التي أخرجت العديد من الأشخاص من طبقة الفقر الي الطبقة الغنية وفي وقت قصير، وهذا يزيد من الرغبة في معرفة وبدقة عالية ماهي العملة الرقمية ومن هو القائم عليها وما الهدف منها؟
كان الانسان وعلى مر التاريخ يمر بالعديد من مراحل التطور والتقدم في جميع مجالات الحياة، حيث أن تاريخ المال يعود الي أكثر من 3000 عام، مع العلم أن هذه الفترة تطورت فيها وسائل تنفيذ المعاملات التي تتطلب تبادل وسيط مادي.
فلم يعلم قارون أنه في يوما من الأيام سوف يكون هناك عملة رقمية بهذه السهولة في الحفظ وفي التعاملات تغني عن مفاتيحه التي يحملها عصبة من الرجال، فقبل ظهور المال كانت عمليات التبادل التجاري بين الافراد والمجتمعات عن طريق عملية المقايضة، بمعني أن السلع هي الثمن (تبادل السلع).
فكانت بداية العملات من الصين منذ حوالي 1100 سنة قبل الميلاد، حيث انتقلوا في تعاملاتهم الي استخدام النقود المعدنية، ثم تطورت من العملات المعدنية الي العملات الورقية وتم استخدامها الي وقتنا الحاضر.
الا أن المفاجأة الكبرى والتطور الذي أرعب البنوك هو العملة الرقمية (البيتكوين).
وهي عملة رقمية مشفرة تسمح للمستخدمين من أرسال المبالغ المالية لبعضهم البعض على الانترنت عبر شبكة الند لند دون الحاجة الي سلطة مركزية، مما جعل هذه العملة الرقمية عملة جذابة للأشخاص على مستوي العالم.
وهي عملة مجهولة ليس هناك شخص أو جهة قائمة عليها وكان الهدف عند تأسيسها هو أن لا تكون تحت مظلة رقابية، لذا لا يمكن ضبطها والسيطرة عليها ولا حتى علي مستخدميها، لذلك فهي وسيلة تستخدم من قبل المجرمين والمنظمات الاجرامية في غسيل الأموال وتحويل الأموال بطريقة غير نظامية وغير مراقبة، مما يشجع المنظمات للقيام بالمزيد من الاعمال الاجرامية، وهذا يعتبر تحديا أمنيا في ظل وجود المنظمات الإرهابية والجرائم العابرة للحدود على مستوي العالم.
وهي أيضا طريقة لا خراج الأموال من البلدان التي تعمل وفق ضوابط أسلامية أو رأس مالية.
وتهدف عملة البيتكوين الي تغيير الاقتصاد العالمي، وتسهيل المعاملات المالية والتبادلات ذات الطابع المالي بين مستخدمين الشبكة العنكبوتية،مما يجعلها عرضة للقرصنة وللعديد من المخاطر.
علما بأن هناك بعض المؤيدين وغير المؤيدين للبيتكوين، ولعل نيويورك من المدن الاولي المؤيدة للبيتكوين، ولكن في المقابل فقد حذرت المملكة العربية السعودية من هذه العملة ومن الدخول فيها، وأيضا حذرت مؤسسة النقد العربي السعودي “ساما” عبر حسابها الرسمي بتوتير، عما يسمي البيتكوين، كونها عملة غير معتمد داخل المملكة العربية السعودية، وذلك لأنها عملة غير رسمية وغير قانونية وفي المقام الأول غير شرعية.
وهناك العديد من الشركات العالمية تحاول من اختراق القطاع المالي في المملكة العربية السعودية، بإيجاد لها مكاتب تمثيلية في إحدى الدول الخليجية، وأيضا هناك بعض الشركات الداعمة لانتشار هذه العملة الرقمية ومنها شركة جوجل وشركة ياهو وغيرها من الشركات،مما قد يتسبب في بعض المخاطر.
وتكمن في التذبذب العالمي في أسعار العملات، والضبابية في طريقة تقييمها، وأيضا عدم خضوعها لجهات رقابة.
ولقد أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، على أن الدخول في العملة الرقمية (البيتكوين) خطر كبير جدا.
وحذر من الدخول فيها لأنه مال غل، وحرم الشرع إضاعته واكلة بالباطل.
ولكن السؤال المهم هو هل البيتكوين ستختفي بعد كل هذه الفوضى أم أنها سوف تسيطر على العالم؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال