الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على مدخل أحد أكثر المباني تطوراَ في مدينة الرياض – مركز الملك عبد الله للدراسات البترولية – تجلس سيدة عجوز، تتضح من ملامحها الخبرة الطويلة ، الممتدة لسنوات في القيام بمهام عملها والذي يبدو أنها توارثته عبر السنين من أجدادها. كل ما تقوم به هذه السيدة هو حياكة قطعة من السدو أمام جموع من المفكرين الذين قدموا لهذا المعلم من كل أصقاع العالم. يمرالجميع من أمامها باستمرارفي ظل مشاركتهم على مدى يومين متتاليين خلال اجتماعات مجموعة الفكرالتابعة لمجموعة العشرين.
السيدة التي تعدت حدود المكان لتبعث رسالة ضمنية إلى العالم مفادها أن شعار مجموعة العشرين قد شارك في نسجه كل فرد من أفراد مجتمعنا الحبيب. ورغم أن مصطلح (نسج الشعار) هو مصطلح حديث أسوقه هنا ليتناسب ومضمون المقال، إلى أنه ترك في نفسي تساؤلات حول أوجه الشبه بين النسج و البناء من حيث الدقة والتماسك. على كل حال فحتى المبنى الذي احتضن هذا الحشد كان قد تم تصميمه ليكون أيقونة علمثية في المنطقة، واليوم بات يجمع مع ذلك أصالة الماضي.
وشخصياَ فأنا أكاد أجزم أن الكثير ممن شاركوا في هذا الحدث تشكل لديهم تصور بأن المستقبل لا يولد من فراغ، لكنه امتداد لثقافة متأصلة عبر السنين، وانعكاس لماضٍ نفخر به. ويكفينا أن نقوم بزيارة سريعة لموقع مجموعة العشرين على الشبكة العنكبوتية لنقرأ بأن المشاريع العملاقة التي شرعت المملكة في تنفيذها تسهم في خلق مجتمع متسامح، ومتطلع للمستقبل. وعندما نتحدث عن المستقبل، فلابد أن نعرج في معرض حديثنا على إنجازات هذا المركز الذي استضاف الحدث.
فقد سلط المركز في الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ببن عبدالعزيز الضوء على أبرز الإنجازات التي ساهم في تحقيقها حتى اليوم. ويكفي من بيتها كونه احتل المرتبة السابعة عشر ضمن أفضل عشرين مركزاَ بحثياَ متخصصاَ في دراسات سياسات الطاقة. نجح المركز كذلك في الحصول على عدة جوائز في التصميم كالجائزة البلاتينية للريادة في تصميم الطاقة والبيئة.
وليس أجمل من أن تقرأ بأن التعلم في (كابسارك) هو عبارة عن رحلة مستمرة لا تنتهي. كل ذلك لأن التميز في هذه الرحلة يقود إلى مزيد من رفاهية البشر. أترك لكم فرصة البحث بين تقارير و أبحاث هذا المركز ، وأعود للسيدة العجوز التي لم تتطلع على تفاصيل الحوارات التي تهم العالم بأسره في الداخل ، وربما لم تسمع يوماَ بمفهوم الاستدامة، لكنني أثق تماماَ أنها على علم بأن حراك علمي تدور أحداثه بالداخل يصب في مصلحة هذا الوطن الغالي على نفوسنا جميعاَ .و اليوم و من خلال هذه المقايسة و استعراض تجربة التمازج بين الماضي و المستقبل على أكثر من مستوى ، نستطيع أن نقول بأن قدرتنا على الإبداع لا تحكمها ظروف لكنها تتشكل بحسب التطور الذي نعيشه والظروف المحيطة بنا .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال