الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يكاد يمر اسبوع دون ان يصلني اتصال من صاحب عمل او من مسؤول حكومي يطلب ترشيح قيادات سعودية لمناصب شاغرة لديهم، وذلك بحكم التخصص وقواعد البيانات المتوفرة لدينا، وهذه ثقة اعتز بها كثيرا وأسعد اكثر عند سماعي ملائمة من نرشحه لمنصب شاغر، لكن هل هذه هي الطريقة المثلى لشغر او ترشيح السعوديين للمناصب القيادية؟ بالتأكيد لا، لان عمليات استقطاب المرشحين للمناصب القيادية عملية لها أسس تبنى على فهم عميق لثقافة المنشاة وربطها بقدرات ومهارات نخبة من المرشحين.
خاصة وان ترشيح السعوديين لتوطين المناصب القيادية بالقطاعين حاليا يتم عبر مسارين، الاول هو عبر العلاقات الشخصية والمعارف وهو امر محدود لا يتيح لك خيارات اكثر ويتطلب مستويات اعلى من الحوكمة لضبط عمليات التعيين، اما المسار الاخر الذي يتم به ترشيح القياديين السعوديين يمر عبر شركات التوظيف الأجنبية وهذا امر كان يؤتي أكله بالسابق لكن التغييرات التي طرأت على سوق العمل السعودية وثقافته المتجددة جعلته بعيدا عن مرأى تلك الشركات الأجنبية.
ومن جهة اخرى يتبوأ غير السعوديين اكثر من 73% من المناصب القيادية في القطاع الخاص وهو تحد كبير خاصة في معالجة ملف البطالة حيث ان توطين المناصب القيادية يعتبر من الآليات الأكثر كفاءة لمزيد من مستويات التوطين اضافة للنقل المعرفي الحقيقي، فأين هي اذا القيادات السعودية؟ وكيف من الممكن تطويرها؟
يوجد لدى وزارة الخدمة المدنية برنامج (تطوير القيادات في الجهات الحكومية)، كما تعتبر (أكاديمية القيادة للمنشآت الرائدة) احدى مبادرات وزارة العمل، اضافة (للبرنامج الوطني لإعداد وتطوير القيادات الإدارية) والذي يشرف عليه معهد الادارة العامة، فهل تلك البرامج والمبادرات قد بدأت عملها؟ وهل من بدأ منهم قد قدّم لسوق العمل القيادات السعودية المطلوبة؟ وهل من قدّم لسوق العمل القيادات السعودية كانت بالمستوى المطلوب والكفاءة العالية؟ بالتأكيد لا
اذا فنحن بحاجة لجمع كل تلك الجهود والبرامج والمبادرات وتقييمها وبناء مركزا وطنيا للقيادات السعودية ولنفترض انه (طاقات القيادي) حيث تبنى فيه جميع بيانات القيادات السعودية المميزة في كافة التخصصات وإتاحتها لجميع اصحاب العمل وكذلك لجميع المسؤلين الحكوميين، كما يتم عبر هذا المركز العمل على تطوير القيادات السعودية المتوسطة لتجهيزها للمستقبل القريب.
الخلاصة: تطوير القيادات السعودية المميزة وتوطين المناصب القيادية هي اكثر ما يحتاجه سوق العمل حاليا.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال