الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الافكار الاقتصادية منذ آدم سميث ليست ثابتة انها تتغير وعلماء الاقتصاد ما فتئوا من نقض افكار بعضهم البعض حتى يومنا الحاضر ! إن السؤال وليد اللحظة هو لماذا ذلك ؟
في هذه المقالة سأحاول تفسير هذا الاختلاف، يُحسب لعلم الاقتصاد انه علم متجدد ولكل مرحلة زمنية تبعاتها وظروفها ومن المهم ايضا ان نعرف أنّ في كل مرحلة هناك موهبة الابتكار التي تستند على الاقتصاد علماً ونشاطاً ، ثم ان الازمات الاقتصادية هي الأخرى جانباً مهما في تغيّر الافكار الاقتصادية او خلقها او تطويرها ومن هنا يمكن القول ان الافكار الاقتصادية هي نتاج للزمن والمكان والحدث ، من اكبر الازمات الاقتصادية التي خلقت الافكار ازمة الكساد الكبير والحروب وقضايا الفقر والتوسع العمراني وابتكار الآلة والتقنية وغيرها انتهاءً بأزمة كورونا فكان لزاماً مع هذه المعطيات ان تتوالد الافكار الاقتصادية وتتطور وتتحول بهدف الانقاذ او النمو.
الاقتصاديون كانوا ومازالوا تحت المجهر بين الواقعية والمصالح والمستفيد، بيد ان افكار معظم علماء الاقتصاد كانت بمثابة رؤية ناضجة لسياق التطوير المناسب وفق الظروف الاقتصادية آنذاك ، لقد حُمّل علم الاقتصاد ممارسات وتنبؤات واحتمالات يغلب عليها الطابع النظري في عالمنا المعاصر وباتت الحكمة الاقتصادية بعيدة كل البعد عند اغلب الاقتصاديين الذين ( يعرفون انهم لا يعرفون ) يجمعون البيانات والتحليلات النظرية والمصطلحات الاقتصادية لينتجوا مقالاً او لقاءً او تحليلاً يغلب عليها تنبؤات خاطئة ، وفي كل الاحوال هناك من يرى ان هذه التنبؤات الخاطئة هي المسار الصحيح الذي ابقى النظام الاقتصادي الحديث وعالجت في نفس الوقت التوقعات مسبقاً قبل حدوث الاخطاء كما لو كانت اداة تصحيح .
تركز الافكار الاقتصادية على ثلاثة محاور : الماضي والحاضر والمستقبل ، فالحاضر هو امتداد وعمق للماضي وجذوره التي تؤسس لعمل اليوم ، واستشراف المستقبل هو امتداد لواقع ورؤية اليوم، كيف سيكون وما هي خياراتنا للقياس والتنفيذ غداً.
الافكار الاقتصادية لم تنتهي بعد لكن الفذّ والمعلم الكبير جون ماينارد كينز هو من اسس لها وصاغها في شكل علمي ومهني فكان لديه حسٌ عالٍ في التنبؤات التي لاتزال تقود الاقتصاد الحديث حتى يومنا الحاضر، فمراجعاته لابد من اعادة استذكارها جيداً ! فلا يوجد فلسفة اقتصادية حديثة افضل منها وعليه فإن فلسفة كينز قد أسست للعديد من الأفكار الاقتصادية الثابتة والمتغيرة ، إن هذا الزخم من التراث الاقتصادي هو خارطة طريق نحو بناء الافكار الاقتصادية الجديدة وتحولها بما يتناسب مع كل مرحلة ، الاقتصاد بنظامه اليوم سيظل قائما لأن اي افكار بديلة لن تخرج من جلبابه ولن تُقَوَّض الافكار وتتغير الا على نحو يواكب المتغيرات التقنية والابتكار وتحت مظلته أيضاً ، وكما ذكرت في مقالات سابقة اذا كان علماء الاقتصاد قالوا بأن عناصر الإنتاج هي الاض والعمل ورأس المال فإن المتغيرات الحديثة تؤشر الى أن التقنية والمعرفة باتت عنصراً رابعاً وفق هذه المتغيرات.
مجمل القول : الأفكار الاقتصادية قديمة بقدم ممارسة الأنشطة منذ العصور القديمة وصولاً الى الأفكار الحديثة التي بدأها آدم سميث في القرن الثامن عشر، اليوم تقف التكنولوجيا ، رأس المال البشري ، الصناعة، كواجهة مثالية نحو مستقبل الاعمال إذ سينطوي تحتها الابتكار والموهبة والكفاءة التي تفضي لعوائد وفيرة وانشطة واسعة وعندما ندعمها بالأفكار الاقتصادية الخلاقة تكون المحصلة النهوض والنجاح والتقدم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال