3666 144 055
[email protected]
افتخرنا جميعا بذكرى يوم التأسيس الخميس الماضي، عشنا اجمل اللحظات في هذه المناسبة السعودية التاريخية الغالية، المناسبة التي تربط الأجيال الجديدة بماضيهم العريق والمشرف ليستقو منه “قوة طويق” التي تأخذهم الى مستقبل افضل بإذن الله.
اصبح “يوم التأسيس” احد اهم المواسم كون الجميع يهتمون فيه، يستعدون له قبل حلوله بأيام، ويعيشون البهجة والاعتزاز عدة أيام بعده، لذا كان ككل الاحداث والمواسم العالمية في أي مكان فرصة للإبداع في الاحتفاء، وللتسويق، وتعزيز العلامات التجارية، وتصحيح بعض أخطاء تجارب العملاء، وهو أيضا بات – للأسف- فرصة او موسما للمستغلين من أصحاب التخفيضات الوهمية والخادعة، والأسوأ بالطبع انه صار فرصة للمحتالين والقراصنة الالكترونيين اوالرقميون.
المواسم المهمة فترة يتفتق فيها عقل المحتالين على أنواع مختلفة ومبتكرة من عمليات النصب والاحتيال لسلب الناس أموالهم مباشرة، او بياناتهم ومن ثم أموالهم، وفي كل مرة تظهر قصة جديدة تنطلي على البعض أحيانا رغم كثرة التنبيهات والتوعية، وتموت في مهدها أحيانا أخرى، ويظل نجاحها او فشلها مرتبطا بعدة عوامل اثبتت التجربة ان الاتصال والتواصل هو احدها.
في هذا الموسم كانت القصة الأبرز هي محاولة عصابة او عصابات احتيال تزوير صور وبيانات مواقع متخصصة في تجميع عروض شركات التأمين، وركزت العصابة على تأمين السيارات فقط، ونشرت معلومات تفيد بالتخفيضات التي ستقدمها شركات التأمين ولم تكن كبيرة او مغرية، لكنها زرعت عرضا واحدا لشركة تأمين عملاقة كان خياليا الى درجة اختلف الناس: هل هذا سعر التأمين ام انه مقدار التخفيض؟
انتشرت الصور بسرعة بين الناس ( اتصال وتواصل )، وخطط بعضهم لاستغلال الفرصة، وبعضهم – وكانوا قلة والحمد لله – بدأ فعلا في الدخول ووضع بياناته ووقع ضحية لهم، ولم ينقذ الموقف الا اعلان شركة التأمين الكبيرة، وبعض الشركات الأخرى ان هذه عملية احتيال، وان عروضهم الحقيقية سيتم الإعلان عنها في مواقعهم وتطبيقاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ( اتصال وتواصل ).
ومجددا تداول الناس بالسرعة نفسها او بسرعة اكبر التكذيبات واجهضت المحاولة في مهدها بسبب سرعة التفاعل الثنائي من الطرفين، الناس والشركات، ولو ان الشركات صمتت او تجاهلت لزادت قائمة الضحايا اضعافا مضاعفة.
التهديدات الرقمية التي تواجه المستهلكين وتحاول الاحتيال عليهم تتغير باستمرار، والإغراءات التي يستخدمها المحتالون تختلف اختلافاً كبيراً بالاعتماد على المواسم والأحداث الرئيسية وعناوين الأخبار وما إلى ذلك، والى جانب الحيطة والحذر الواجبين على الناس يجب ان يعرفوا ان مجرمي الاحتيال يسارعون إلى التكيف مع كل المناسبات والمتغيرات الجديدة، ويحاولون التوصل إلى افكار احتيالية جديدة.
الاتصال السريع والفعال من الجهات الرسمية ومن الشركات وفيما بين الناس هو الذي يقتل فرص الاحتيال، وبالمثل فان اهماله او التقليل من شأنه هو من يساعد في صناعة هذه الفرص.
حفظ الله الجميع.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734