3666 144 055
[email protected]
ظهر في الدولة السعودية الثانية مراكز جديدة ورثت العلم والمعرفة والعلماء، علاوة على اتصافها بمقومات إستراتيجية واقتصادية واجتماعية ساهمت بدور فعّال في دفع الحركة العلمية وذلك خلال فترة الدولة السعودية الثانية؛ ومن أشهر هذه المراكز العلمية: الرياض، القصيم، المنطقة الشرقية (القطيف والأحساء)، المنطقة الشمالية (حائل).
فالرياض تُعتبر خليفة الدرعية في المكانة الاقتصادية والعلمية، وهي المدينة التي اتخذها الإمام تركي بن عبدالله (1236هـ/1820م) مركزًا لحكمه، وأصبحت أحد المراكز العلمية المهمة في وسط نجد التي تمتاز بوفرة العلماء وكثرتهم . وقد انتشرت فيها الكتاتيب التي كانت الأساس لنشر العلم والمعرفة والثقافة، ويقوم عليها رجال مختصون بتدريس قواعد الهجاء وتلقين قراءة القرآن الكريم؛ ويمكن القول: إن هناك مقومات جعلت الرياض تحتل المركز الأول العلمي في نجد ، وتحتل مكان الدرعية؛ وهي:
أما منطقة القصيم ؛ فكان التعليم فيها منتشرًا بصورة نسبية نتيجة وقوع المنطقة على طرق القوافل التجارية، حيث انتشرت فيها المدارس والكتاتيب خاصة في بريدة وعنيزة، وحظيت القصيم بنصيب وافر من العلم والمعرفة، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها:
وقد عُرف قضاتها بالعلم والأدب والشعر، وأوقف هؤلاء العلماء حياتهم للعلم؛ فلزموا المساجد والمجالس العلمية، وشجعوا كثيرًا من الطلبة على الاستزادة من مختلف العلوم والاستفادة من العلماء الذين وجدوا في هذه المدينة
وبالنسبة للقطيف؛ كان لموقع هذه المدينة الأثر الكبير في اتصالها بكثير من الأمم والشعوب، وأدى ذلك إلى دفع الحركة العلمية فيها ورواجها وتلاقي كثير من الحضارات ومن ثم ازدهار العلوم وكثرة العلماء، وأصبحت مركزًا علميًا مشعًا يقصده طلاب العلم ومريدوه من مختلف الأنحاء، وساعد على ذلك عدة أمور منها:
وفيما يخص الأحساء فلقد استطاع المعلمون الأوائل أن يُؤثروا تأثيرًا فعالاً وقوياً في هذه المنطقة ؛ فكان تأثيرهم دينيًا وثقافيًا. وقد اجتمعت في الأحساء عدة عوامل أثرت في مسيرتها التعليمية منها:
وبذلك تكون المنطقة قد ضمت ثقافات مختلفة فانتشرت فيها الكتاتيب والمساجد والمدارس، وأصبحت مركزًا من مراكز الإشعاع الديني والفكري. وكان كثير من علمائها ومشايخها المرجع الأساسي في الفقه والإفتاء لإمارات الخليج،
ولم تكن حائل تختلف عن غيرها من المناطق في نجد من حيث مسيرة التعليم، فقد انتشرت فيها الكتاتيب والحلقات العلمية في المساجد، وظهر فيها عدد كبير من العلماء والمشايخ الذين أدوا دورًا بارزًا في نشر العلم في تلك الجهات.
وكان هناك العديد من المراكز العلمية الأخرى التي كانت منتشرة في أرجاء شبه الجزيرة العربية أثرت بشكل أو بآخر في المراكز العلمية التي ظهرت في الدولة السعودية الثانية من حيث الاستفادة العلمية والاتصال بين علماء هذه المراكز وطلابها وتبادل العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها، فقد ساعدت العلاقة بين المراكز العلمية في الدولة السعودية الثانية والمراكز الأخرى سواءً كانت في الحجاز أم في الجنوب أو المراكز العلمية في العراق أو مصر وغيرها؛ على الاتصال العلمي بين العلماء والاطلاع على أوضاع تلك المناطق الاجتماعية والعلمية والدينية.
وفي الختام؛ وفيما يخص التعليم والاقتصاد في المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه لله وحتى وقتنا الحاضر فقد تم التطرق إليه في ثلاث مقالات متتالية حملت عنوان ” التعليم في المملكة العربية السعودية خلال 93 عامًا” ونشرت بتواريخ 23 – 24 – 25 سبتمبر 2023 في صحيفة مال.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734